"قصور الثقافة بحاجة لثورة إدارية لإنهاء حالة التراخي بداخلها" ، هكذا عبر د. حامد أبوأحمد أستاذ الترجمة، في الملتقى الرابع لرسم استراتيجية تطوير قصور الثقافة المصرية وأضاف الناقد : يجب أن يتم بناء المؤسسة من جديد على أسس ديمقراطية، واقترح أن تكون هناك فضائية أو محطة تليفزيونية أرضية معبرة عن قصور الثقافة وبذلك نوفر تكاليف إنشاء مسرح لكل قرية . وفي جانب الكتب اقترح تقنين السلاسل الكثيرة بالهيئة والتركيز على الزخائر ، مع التنسيق مع وزارة الثقافة في مسألة منافذ التوزيع .
أما من جهة الأنشطة فلاحظ الناقد أن كثير منها يحتاج لمراجعة لأن يقوم على تلميع شخصيات بعينها ولا يفيد الجمهور، مؤكدا أن الهيئة عليها واجب التواجد والتأثير عربيا، وقد كانت الثقافة المصرية مؤثرة في كل دول الخليج من عقود ولكن كل ذلك تراجع .
وفي الجلسة التي عقدت مساء أمس بقصر ثقافة الطفل بجاردن سيتي، قال الشاعر محمد أبوالمجد رئيس إدارة الشئون الثقافية : الفكرة في اجتماع النخب الثقافية هي وضع أسس لتطوير قصور الثقافة ، وهو نهج جديد لابد أن تقوم به كل مؤسسات الدولة ويجعل القيادات البارزة لا تتحكم بآليات التطوير وشكله بل المجتمع نفسه .
من جانبه تمنى الناقد الفني عز الدين نجيب أن يعود مسمى قصور الثقافة ب "الثقافة الجماهيرية" والذي يعني خروج الثقافة من المركز إلى الأطراف في كل المحافظات، وأن تتحول قصور الثقافة في كل محافظة لما يشبه وزارة ثقافة صغيرة لها سياساتها الخاصة ، ضمن خطة أشمل لأن يكون بكل محافظة ما يشبه مجلس وزراء محلي خبير بشئونها .
وانتقد نجيب غياب التدريب داخل قصور الثقافة ، ما أدى لغياب القيادات شيئا فشيئا، وقال أن مصر تم تهميش الثقافة فيها لمدة 30 عاما، وهو ما أبعد الجمهور عن قصور الثقافة كثيرا . وقال أن القصور عليها واجب الخروج بقوافل ثقافية للريف ، ومن الناحية الموضوعية عليها الإستماع للجمهور وإشراكه في صنع القرار .
أما د. محمد حسن عبدالله فدعا لتفعيل دور المكتبات التابعة لقصور الثقافة ، وأن يكون هناك مسرح بالقرى وليس المدن فقط بالمحافظات المختلفة، مع أهمية طبع كنوز الكتب ونشرها . من جانب آخر دعا د. سعيد توفيق أستاذ الفلسفة إلى مواجهة ما وصفها بالنزعات الأصولية التي تجهض محاولات رفع الوعي الثقافي، وأكد أننا بحاجة لإنتاج مزيد من المسرحيات الهادفة والأفلام .
وأكد حلمي النمنم رئيس مجلس إدارة مؤسسة الهلال الصحفية، أن مؤسسات مصر الثقافية تحمل طابع الشخصية، وليس بها طابع مؤسسي يؤدي لتربية الكوادر والتراكم في الخبرات . ودعا لأن ترتبط الثقافة بمشروع وطني حقيقي وليس سياسي، وأن ندعم قيمة التنوع داخل مصر باعتبارها مصدر ثراء .
أما د . أمينة زيدان فدعت لتوطيد الصلة بين قصور الثقافة والمدارس، مؤكدة أن شيئا لا يربط بين المحليات والشئون الاجتماعية والتربية والثقافة في مصر، ودعت الكاتبة لأن تصدر الهيئة جريدة شاملة بمشاركة المحافظات .
وتساءل حسن سرور: لماذا لا تنزل فرق الثقافة إلى ميدان التحرير وفي الحدائق والمحافظات لإقامة حفلات؟، فيما طالب د. محمد سيد إسماعيل بإعادة النظر في إصدارات الهيئة، مؤكدا على أهمية أن تصدر مجلة ثقافية شاملة عن الهيئة.
وقال الفنان سيد هويدي : لا يوجد رؤىة للمستقبل في قصور الثقافة، بل إعادة إنتاج للماضي فقط . ولابد من إعادة النظر في اختيار قيادات ذات اهتمام صادق بالشأن العام ، كما اقترح إعادة هيكلة قصور الثقافة، وتخفيض جيش العاملين فيها.
أما د. شوكت المصري فرأى بختام المائدة أهمية التركيز على مفهوم القيمة والكيف على حساب الكم ، وكذلك مراعاة مرونة العلاقة بين التوزيع والتسويق والالتزام القانوني. مقترحا عمل أكشاك توزيع للكتب المكدسة في مخازن قصور الثقافة، وعمل صفحة على الفيس بوك لكل قصر ثقافة، تتضمن مسابقة بين أبناء المحافظة . وأن يكون هناك بروتوكول تعاون بين الجامعات والقصور بشكل منتظم، وكذلك مع الأزهر والكنيسة.