دعا الرئيس اليمني علي عبد الله صالح يوم الجمعة إلى وقف اطلاق النار بين قواته وجنود يؤيدون الثورة في البلاد، بعد عودته من السعودية حيث أمضى ثلاثة اشهر للعلاج والنقاهة عقب محاولة لاغتياله في يونيو حزيران. ونقلت وزارة الدفاع اليمنية عن صالح قوله يوم الجمعة: إن الحل ليس في فوهات البنادق لكن في الحوار ووقف إراقة الدماء.
واندلعت معارك طاحنة بين الثوار و القوات الموالية للرئيس اليمني علي عبد الله صالح الذي إلى بلاده يوم الجمعة بعد أن قضى ثلاثة أشهر في السعودية حيث عولج من إصابات لحقت به بعد تعرضه لمحاولة اغتيال. دوت أصداء الأعيرة النارية و الانفجارات في العاصمة صنعاء.
وقالت وكالة رويترز للأنباء أنها تأكدت من عودة صالح التي أعلنها في البداية التلفزيون الحكومي، وقال مراقبون: إن عودته تثير مخاوف من خطر نشوب حرب أهلية شاملة في اليمن .
ومن المتوقع أن تتصاعد أعمال العنف في صنعاء مع عودة صالح بعد تسارع وتيرتها هذا الأسبوع حين اشتبكت قوات موالية للرئيس اليمني مع قوات تساند الحركة الاحتجاجية.
وفي المقابل، أدى مئات الآلاف من مناهضي صالح صلاة الجمعة في شارع الستين في صنعاء، أثناء مظاهرات اليوم التي أطلق عليها جمعة "الوعد الصادق".
وندّد المحتجون في المظاهرة التي تعد الأضخم منذ أواخر يوليو الماضي بما وصفوه بالممارسات القمعية والعقابية التي يمارسها بقايا النظام باستهداف المدنيين في تعز وأرحب ومناطق مختلفة من اليمن.
وجدد مناهضو الرئيس صالح الدعوة إلى بناء يمن جديد، مؤكدين عزمهم على التصعيد الثوري الحسم الموقف وإسقاط بقايا النظام.
ويواجه الرئيس احتجاجات حاشدة ضد حكمه منذ يناير كانون الثاني وقتل في الانتفاضة حتى الان نحو 450 شخصًا.
من جانب آخر، نفت وزارة الإعلام اليمنية ما تناولته بعض وسائل الإعلام عن اعتزام الرئيس صالح إلقاء خطاب اليوم بخصوص تنحيه عن السلطة.
وكان مراسل قناة العربية قد أفاد صباح الجمعة أن هناك أنباء غير مؤكدة ترددت بأن الرئيس اليمني علي عبد الله صالح سيتوجه اليوم إلى الشعب بخطاب تنحيه عن السلطة، وذلك بعد أن يعقد اجتماعا عصر اليوم مع قيادات حزب المؤتمر الشعبى الحاكم.
يذكر أن سلطان البركانى، الأمين العام المساعد لحزب المؤتمر الشعبى الحاكم في اليمن، كان قد نفى يوم السبت الماضي أن يكون قد أعلن عن تنحى الرئيس على عبد الله صالح عن السلطة، مشيرا إلى أن حديثه فهم خطأ، وأنه تحدث فقط عن إجراء انتخابات مبكرة حسبما تم الاتفاق مع الإدارة الأمريكية والاتحاد والأوروبى.
وقال البركانى، فى تصريح خاص لقناة "الجزيرة" الإخبارية: إن ما تردد مؤخرا على لسانه بشأن تنحى الرئيس صالح لا أساس له من الصحة، وأنه لم يدلِ بأى تصريحات بهذا الأمر إطلاقا، إنما تحدث عن إمكانية تحديد موعد الانتخابات خلال أيام".
وأضاف تم الاتفاق مع الإدارة الأمريكية والاتحاد الأوروبى على أن يكون هناك انتخابات مبكرة، لكن الرئيس صالح سيظل فى الحكم حتى يتم إجراء الانتخابات، ومن ثم يقوم بعدها بتسليم السلطة إلى الرئيس الجديد المنتخب وفقا للدستور اليمنى".
يأتي ذلك في الوقت الذي قال التليفزيون اليمني إن الرئيس صالح عاد إلى البلاد بعد رحلة علاج قضاها في المملكة العربية السعودية إثر تعرض مسجد بالقصر الرئاسي في صنعاء لانفجار أودى بحياة العديد من المسئولين، فيما أصيب صالح إصابات بالغة نقل على إثرها للمستشفى في أوائل شهر يونيو الماضي.
وعلى جانب آخر، قال شهود إن معارك ضارية نشبت بين القوات الموالية للرئيس اليمني علي عبد الله صالح وقوات الفرقة المدرعة الأولى الموالية للثوار اتسع نطاقها داخل العاصمة اليمنية صنعاء خلال الليل وصباح يوم الجمعة ليصل عدد القتلى من خمسة أيام من العنف إلى أكثر من 100 شخص.
وقال متظاهرون ان قذيفة مدفعية او اثنتين اصابتا خلال الليل الطرف الجنوبي لمعسكر ساحة التغيير متسببة في مقتل شخص واحد.
ونقلت وكالة رويترز للأنباء عن سكان بمدينة صنعاء أن ستة اشخاص على الاقل قتلوا مع احتدام المعارك يومي الخميس والجمعة ووقوع انفجارات شديدة وإطلاق رصاص في حي الحصبة بصنعاء الذي يعيش فيه الزعيم القبلي المناوئ لصالح صادق الأحمر.
وقال طبيب في عيادة في ساحة التغيير ان قناصة يكمنون في الطوابق العليا للمباني قتلوا اربعة محتجين واصابوا 14 اخرين بجراح في انحاء الساحة. واشعل محتجون غاضبون النار في منزل ظنوا ان قناصة يختبئون فيه بينما نظم مسعفون حملة للتبرع بالدم من اجل الجرحى.
وقتل حارس في منزل احد شخصيات المعارضة ايضا حينما قصفت قوات موالية لصالح منزله.
وقالت وزارة الداخلية ان سبعة اشخاص قتلوا حتى عصر يوم الخميس منهم جنديان من القوات الحكومية ومسلحان من رجال القبائل الذين يقاتلون الى جانبهم.
وهزت المعارك المسلحة والتراشق المدفعي بين القوات الحكومية والجنود الذين يساندون حركة الاحتجاج مناطق قرب "ساحة التغيير" وهو الاسم الذي اطلقه المتظاهرون على الشارع الذي يعتصم فيه الالاف منذ ثمانية اشهر.
ومن المتوقع ان يعود المحتجون إلى الشوارع خلال صلاة الجمعة الامر الذي يثير مخاطر وقوع مزيد من المواجهات بين القوات الموالية للرئيس على عبد الله صالح والنشطاء المطالبين برحيله.
وعلى صعيد سياسي، التقى وزير الخارجية اليمني الدكتور أبوبكر عبد الله القربي في واشنطن رئيس لجنة الدفاع بمجلس الشيوخ في الكونجرس الأمريكي السيناتور كارل ليفين.
وبحث الطرفان العلاقات الثنائية ومجالات التعاون المشترك بين صنعاء وواشنطن وسبل تعزيزها وتطويرها بما يحقق مصالحهما المشتركة وأبرزها التعاون في المجال الأمني ومكافحة الإرهاب والتدريب والتأهيل العسكري والأمني.