أصعب شئ في الدنيا أن تري فلذة كبدك يصرخ ويتألم من شدة المرض وتقف مكتوفي الأيدي، لا تعرف ماذا تفعل له لتخفيف الألم سوي الدعاء بأنك تكون مكانه والأكثر صعوبة انك لا تملك من المال شئ لعلاجه سوي الدعاء له بالرحمة . هذا ما حدث مع محمد والد "منة " الذي يعمل بواب ولا يملك من الدنيا سوي الستر فهو باع كل شئ ، لعلاج ابنته حتي نظارته النظر باعها من أجل الحصول علي مال لشراء شريط دواء لابنته وأصبح لا يملك في الدنيا سوي البلاط الذي ينام عليه.
"منة " طفلة بريئة في عمر الزهور لا يتعدي عمرها أصابع اليد الواحدة ولدت مريضة بمرض خطير ، وهو فشل في النخاع العظمي لكن لم يظهر مرضها إلا بعد اكتمال سنتين من عمرها .
فجأة وجدتها والدتها تنزف من عينيها وإصابتها ببقع حمراء وكدمات في جميع أنحاء جسدها، علي الفور توجهت بها إلي إحدى المستشفيات الحكومية للاطمئنان عليها ومعرفة ما أصابها وهناك اخبروها الأطباء آن "منة" تحتاج العرض علي طبيب متخصص في أمراض الدم وبعد عرضها علي الطبيب المتخصص طلب إجراء مجموعة كبيرة من التحاليل والإشاعات وبعد ظهور النتائج تبين إنها تعاني من فشل في النخاع العظمي وتحتاج إلي نقل صفائح دم كل أسبوع نظرا لما تفقده من نزيف .
ولكن مع تناولها للعلاج الذي يتعدي ثمنه 500 جنيه شهريا لم تستقر حالة "منة " وبدأت في التدهور والانحدار ، وأجمع الأطباء أن "منة " تحتاج إلي زرع نخاع لاستكمال حياتها بشكل طبيعي .
هنا كانت الصدمة الكبرى عندما أخبر الطبيب أهل " منة " أن تكلفة العملية حوالي نصف مليون جنيه وقتها وقع الخبر علي والدها كالصاعقة لأنه لا يملك من المال آي شئ غير القليل من الجنيهات التي يحصل عليها من قوت يومه .
تحدثت الأم والدموع تغطي وجهها قائلة : كل لحظة بتمر علينا وإحنا مكتوفي الأيدي بنموت فيها ألف مرة، لأننا نري "منة " تصرخ وتتألم من شدة الألم ولا نملك شئ نفعله من أجل تخفيف الألم عنها .
وألان كل ما نحتاجه مساعدة أهل الخير لإجراء العملية وراحة " منة " ونملك كل الروشتات والأوراق التي تؤكد صدق كلامنا ومستعدون لعرضها علي أهل الخير قبل الحصول علي أي مساعدة أو مساعدة أطباء يتولوا الإشراف علي أجراء العملية .