تبحث شركة "ساب" السويدية الشهيرة لصناعة السيارات عن منقذ بعد إشهار إفلاسها مؤخرا بسبب المشكلات التي واجهتها مع موظفيها، وامتناع عدد من الشركات عن تزويدها بقطع الغيار. الأمر الذى جعلها تعزف عن المشاركة فى معرض فرانكفورت الدولى المقام بألمانيا فى الوقت الحالى، فى محاولة لتوفير بعض الموارد وإنفاقها فى جوانب أخرى أهم. وقد مرت ساب السويدية بواحدة من أسوء فتراتها من بعد انفصالها عن مجموعة جنرال موتورز اثر مرورها بأزمة مالية طاحنة أوشكت أن تغلق أبواب الشركة عدة مرات خلال الأشهر القليلة الماضية . فبين تقليل العمالة وتخفيض ساعات العمل وإلغاء تطوير طرازات جديدة دخلت ساب حالة من المقاومة للبحث عن بدائل بدلا من إغلاق الشركة بشكل كلى . وقالت الشركة المالكة "اوتوموبيل السويدية" إنها اتخذت هذه الخطوة " لضمان تحقيق استقرارعلى المدى القصيرومحاولة توفير تمويل إضافي". وكانت "ساب" قد توقفت عن الإنتاج في أبريل الماضي بعد أن توقفت شركات قطع غيار السيارات عن تزويدها بسبب الديون وعدم دفع المقابل. وتسببت الأزمة المالية في عدم صرف رواتب العاملين في الشركة لمدة ثلاثة أشهر على التوالي. وتعمل "ساب" الآن على تقديم خطة لإعادة الهيكلة إلى الدائنين، فى الوقت الذى تؤكد فيه ثقتها في أنها ستحصل على مساندة الجهات الدائنة خلال هذه الأزمة. إلا أن القضية الرئيسية تتلخص في معرفة هوية "الشركة الأوروبية أو الأمريكية التي ستقرر شراء ساب وتسعى لإنقاذها فى ظل تردى الأوضاع الاقتصادية ومعاناة قطاع السيارات من أزمات أثرت على الإنتاج والمبيعات. يذكر أن شركة "اوتوموبيل" السويدية واسمها السابق سبايكر قد اشترت شركة ساب من عملاق السيارات الأمريكي جنرال موتورز في يناير 2010. وكانت اوتوموبيل قد أعلنت منذ شهور أن شركتين صينيتين في طريقهما لشراء حصص أصغر في الشركة ولكن حتى الآن لم توافق الجهات التنظيمية سواء في الصين أو السويد على هذه الصفقات. ولإتمام هذه الصفقات يجب الحصول على موافقة بنك الاستثمار الأوروبي إضافة إلى الجهات التنظيمية في البلدين. وتقضي الصفقة بأن تدفع شركة زيان لونجمان لوتس الصينية للسيارات بدفع 136 مليون يورو مقابل شراء 29.9 % من أسهم شركة اوتوموبيل السويدية بينما ستدفع الشركة الأخرى وهي "بانغ دا" حوالي 109 مليون يورو مقابل 24 % من الأسهم. ويعتقد احد الخبراء ان الحكومة الصينية لم تمنح الضوء الأخضر لهاتين الشركتين لإتمام الصفقة لأن الحكومة الصينية تريد أن ترى الشركات الصينية تنافس بقوة على الساحة العالمية وليس شراء شركة صغيرة مثل ساب السويدية. وكان بنك الاستثمار الأوروبي قد وافق على تقديم قروض قيمتها 400 مليون يورو لشركة سبايكر السويدية عندما قامت بشراء "ساب" الفترة الماضية. ولكن تمويل البنك الأوروبي توقف لأن أداء شركة "ساب" لا يستوفي معايير الأداء المطلوبة.