قال « أكمل الدين إحسان أوغلو » رئيس « منظمة التعاون الإسلامي » أن أكثر التقييمات الأولية حول الربيع العربي وخاصة المرتبطة بمصر كانت « سطحية »، مشيرًا إلى أن مصر كمثال لم يوجد فيها حرية في التعبير والتجمع خلال الستين عام الماضية، موضحًا أن السبب الوحيد الذي قام بتجميع الشعب في ميدان التحرير هي الرغبة في رؤية رحيل النظام. وفي حوار أجرته صحيفة « حوريت » التركية مع « أوغلو » أعرب عن إيمانه بأن الاستقرار الديمقراطي في دولة مثل مصر سيأتي فقط بعد دورتين كاملتين في البرلمان؛ لأن الحركات السياسية المعارضة اللازمة لديمقراطية حقيقية لم تظهر بعد، أما بالنسبة لجماعات الإسلام السياسي مثل الإخوان المسلمين فقد كانت موجودة كجماعات إسلامية اجتماعية وتم تنظيمهم لتقديم العمل الخيري والتعليم والرعاية الصحية للفقراء.
يضيف « أوغلو » أن هذه الجماعات نجحت في تحويل أنفسها إلى أحزاب سياسية بين عشية وضحاها وجاءوا إلى السلطة في الجولة الأولى من محاولات الديمقراطية بعد الربيع العربي بسبب منظماتهم القائمة التي سهلت هذا الأمر.
ويعلق « سميح ايديز » الكاتب التركي على تصريحات « أوغلو » قائلاً " بأنها تفترض مسبقًا أن الربيع العربي لن يتم الاستيلاء عليه باسم الأمن أو الاستقرار من قبل جماعة واحدة أو أخرى سواء كانت إسلامية أو غير ذلك، وأنه سيتم إجراء الانتخابات من أجل البرلمانات الجديدة في المستقبل المنظور، ولكن التطورات تشير إلى أن هذا التوقع قد يكون مفرط في التفاؤل".
ويري « ايديز » أنه من الممكن أن تظهر الديمقراطية الحقيقية في المنطقة ولكن ليس « بعد فترتين من البرلمان » وإنما بعد أحداث دموية أو ديكتاتوريات جديدة تترك المجتمعات مستنفذة لديها خيارات قليلة في نهاية المطاف كما هو الحال في معظم دول أوروبا، مضيفًا أن العرب لن يتمتعوا بالديمقراطية الحقيقية في القريب العاجل.