أكد الدكتور أكمل الدين إحسان أوغلو أمين عام منظمة التعاون الإسلامي أن ما حدث علي الساحة العربية بعد ثورات الربيع العربي جاء نتيجة لفراغ سياسي استمر طوال 60 عاماً كانت الأحزاب السياسية خلالها ممنوعة تماماً من العمل علي مستوي العالم العربي بأكمله. وقال أوغلو خلال افتتاحه مقر أول نقابة في العالم لمبدعي وفناني الخط العربي بحي الجمالية بالقاهرة بحضور الفنان مسعد خضير نقيب الخطاطين وأعضاء مجلس النقابة والدكتور خالد عزب مدير إعلام مكتبة الإسكندرية: إن المجال الوحيد الذي كان متروكاً للناس خلال هذه الحقبة هو الجمعيات والجماعات الدينية سواء كانت دعوية أو لها نشاط اجتماعي حيث كانت هذه الجماعات هي القوي الوحيدة الموجودة علي الساحة. وأضاف قائلاً: بعد انهيار النظم الاستبدادية لم تكن هناك إلا التنظيمات الإسلامية، فظهرت علي الساحة بسرعة لأنها كانت الأكثر تنظيماً وتماسكاً.. فأعطتها الناس ثقتها في بداية الانتخابات، خاصة أن هذه الجماعات كانت محظورة ومضطهدة.. ولكن نجاحها واستمرارها مرهون بنجاحها سياسياً.. فإذا نجحت ستستمر وإذا فشلت لن تستمر وهي نجحت في الانتخابات لأن الأحزاب الأخري لم تكن مستعدة، ودخلت الانتخابات بعد أن شكلت أحزابها بشكل عفوي.. ولكي تنجح في المرات القادمة لابد أن تتطور سياسياً، ولابد للأحزاب الدينية أن تري المواطن ماذا يريد.. وهل أنت كحزب سياسي لديك شعارات أم برنامج اقتصادي قوي..فإذا كانت مجرد شعارات فبالتأكيد ستفشل.. وإن كان لديك برنامج ومشروع سياسي واقتصادي بالتأكيد ستنجح.. وهذا هو المقياس الحقيقي الذي يعرفه الناس. وقال أوغلو: إذا شكلت حكومة جديدة ونجحت سنستمر.. وهذه الأسس هي التي سترسم الطريق إلي الديمقراطية الذي لم يكن سهلاً في تركيا.. ومر بمشاكل عديدة.. وواجهتنا مصاعب وتحديات كبيرة.. ولم يكن هذا في تركيا وحدها.. ففي إسبانيا والبرتغال كانت هناك ديكتاتورية عسكرية في البرتغال كان يوجد «سرازار» وفي إسبانيا كان هناك «فرانكو».. وخاضت هذه الشعوب كفاحاً طويلاً حتي تضع الأسس الصحية للديمقراطية التي تنعم بها الآن.. فالطريق ليس سهلاً ولم يكن في يوم من الأيام بالبساطة التي تحلم بها الشعوب العربية. وتابع أوغلو قائلاً: أري أن تعبير «الربيع العربي» تعبير خاطئ وليس صحيحاً ولكنه «خريف الطغاة».. ولكن الربيع سيأتي بعد شتاء قاسٍ وخريف طويل لأن الفرق بين الحكم الديكتاتوري.. والحكم الديمقراطي أن الديكتاتور إن أخطأ أو استبد.. فلا توجد آليات لمحاسبته وتغييره لذلك سيبقي في الحكم سنوات طويلة. وفي نهاية اللقاء.. تفقد الدكتور أكمل الدين أوغلو المقر الدائم لمعرض الفنان خضير البورسعيدي نقيب الخطاطين المصريين.. وأشاد بجهوده الرائعة في مجال إحياء فنون الخط العربي الأصيلة ومنح شرين عبدالحليم الإجازة الخطية.. وهي أول إجازة يمنحها أوغلو خارج تركيا.. فمن المعروف أنه مؤسس مركز أبحاث تاريخ الفنون والثقافة الإسلامية «إرسيكا» باسطنبول. وتبني أوغلو اقتراحاً تقدم به أعضاء مجلس إدارة النقابة وعلي رأسهم الأمين العام الفنان فكري سليمان.. بأن تقام مسابقة سنوية للخط العربي خاصة بالمصريين فقط وتتم داخل مصر بالتعاون بين مركز «إرسيكا» بتركيا.. ونقابة الخط العربي ومركز الخطوط بمكتبة الإسكندرية. وكان أوغلو قد قام بزيارة رسمية للدكتور نبيل العربي أمين عام الجامعة العربية وعقب المباحثات افتتح مقر النقابة وأمضي أكثر من ساعتين في مقرها أهدي إليه خلالها د.خالد عراب الموسوعة الضخمة للخط العربي في مصر بعنوان «ديوان الخط العربي المصري».