ذكرت صحف أمريكية الأربعاء أن موافقة إيران والقوى الست الكبرى على إجراء جولة محادثات جديدة بشأن برنامجها النووي في كازاخستان الشهر الجاري تعد المحاولة الأحدث من قبل المجتمع الدولي لتجنب المواجهة العسكرية مع طهران. وتعليقا على هذا الشأن، نقلت صحيفة "لوس أنجلوس تايمز" عن مسئول أمريكي بارز قوله "إن الاتفاق على إجراء جولة محادثات جديدة يعد خطوة إيجابية لكننا سننتظر لنرى ما إذا كان الإيرانيون مستعدون للانخراط بجدية في المحادثات أم لا".
في حين أبدى دبلوماسيون غربيون حذرهم بشأن التوقعات الخاصة بنتائج المحادثات، بزعم أن إيران قدمت القليل لإثبات أن برنامجها النووي يتماشى مع قواعد الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وأعربوا قلقهم إزاء نتائج المحادثات متمنيين ألا تسيء إيران فهم الإصرار الغربي على إيقاف برنامجها النووي.
ولفت المسئول الأمريكي إلى أن الدول الغربية استعدت لفرض حزمة جديدة من العقوبات وتتحرك حاليا تجاه إقرار حظر تجاري شامل على طهران.. وتوقع أنه في حال عدم إحراز تقدم في كزاخستان ستتوقف أي خطط لإجراء محادثات جديدة لفترة طويلة بسبب اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية.
وأوضحت صحيفة "وول ستريت جورنال" على موقعها الإلكتروني اليوم أن المحادثات النووية القادمة مع إيران تعد بمثابة اختبار مبكر لفريق الأمن القومي الجديد الخاص بالرئيس الأمريكي باراك أوباما، والذي يضم وزير الخارجية جون كيري والسيناتور الجمهوري السابق تشاك هاجل والمرشح لتولي منصب وزير الدفاع.
وذكرت الصحيفة أن مسئولين أوروبيين وأمريكيين أكدوا تشككهم في تحقيق تقدم كبير خلال المحادثات القادمة، بزعم أن التحضير للانتخابات الرئاسية القادمة في إيران تستهلك بالفعل جهود القيادة السياسية في البلاد وتحد بدورها من قدرتها على تقديم تنازلات للغرب.
وأضافت "أن مسئولين بريطانيين وفرنسيين أبدوا مخاوفهم من قيام الولاياتالمتحدة بتوفير أرضية واسعة النطاق لإيران لحثها على الدخول في محادثات مباشرة مع الغرب؛ حيث قامت بنهج سبيل الدبلوماسية النووية معها طيلة عقد كامل من الزمان ولكن دون تحقيق أي تقدم ملحوظ".
وأفادت الصحيفة الأمريكية أن مسئولين بوزارة الخارجية الإيرانية أبدوا عزمهم التوصل إلى تسوية مع الغرب تؤدي في نهاية الأمر إلى تخفيف العقوبات المفروضة عليهم.