ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية أن المفاوضين النوويين الأمريكيين أعربوا عن اعتقادهم بوجود بوادر أمل تلوح في الأفق عقب أكثر من عقد من الزمان احتدم فيه الجدل غير المثمر مع إيران، وذلك قبيل المحادثات النووية المزمع إجراؤها الأسبوع الجاري في بغداد بين إيران والقوى الغربية. ورجحت الصحيفة - في سياق تقرير أوردته على موقعها الإلكتروني - أن تبدي إيران موافقتها على إبرام اتفاق حول برنامجها النووي خلال المحادثات المقبلة وذلك بفضل تعرض إيران لمزيد من الضغوط أكثر مما تعرضت إليه خلال السنوات السابقة. ونقلت الصحيفة عن مسئولين بالإدارة الأمريكية قولهم في هذا الصدد، إن مجموعة دول(5+1) التي تضم الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن وألمانيا، قد استعدوا لتقديم مجموعة من الإغراءات إلى إيران بغية الوصول إلى اتفاق يدفعها إلى وقف جهودها في تخصيب اليورانيوم اللازم لتصنيع أسلحة نووية. وأضاف المسئولون، أن هذه الإغراءات سوف تتضمن تخفيف العقوبات المفروضة على إيران في مجالات بعينها مثل أجزاء الطائرات وتقديم المساعدة التقنية لدعم صناعة الطاقة الإيرانية.. مؤكدين في الوقت ذاته إستثناء العقوبات واسعة النطاق المفروضة على قطاع النفط الإيراني، والتي ستدخل حيز التنفيذ في شهر يوليو القادم من هذه الإغراءات. وأوضحت الصحيفة، أن العقوبات الدولية المفروضة على قطاع النفط الإيراني، والتي يسعى الإيرانيون باستماتة إلى تجنبها، تعد واحدة من عدة عوامل يرى فيها المسئولون الأمريكيون أملا يدفع طهران لأن تكون أكثر استعدادًا للبحث عن حل دبلوماسي لأزمتها النووية.. مشيرة إلى أن التراجع الأخير في أسعار النفط العالمية قد فاقم من آلام العقوبات القائمة على إيران. وذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" في سرد ما قد يدفع طهران لتقديم تنازلات فيما يخص عزمها على مواصلة تخصيب اليورانيوم منها اتجاه الحكومة الإئتلافية الجديدة في إسرائيل لتعزيز قبضة رئيسها "المتشدد" بنيامين نتنياهو واعتقاد الأمريكيين بأن التصريحات "المتبجحة" التي أصدرها بعض المسئولين الإيرانيين قد مهدت الطريق للحصول على تنازلات من قبل طهران. من ناحية أخرى، قلل عدد من المسئولين الأمريكيين من شأن احتمالية أن تفضي محادثات بغداد إلى حدوث إنفراجة كبيرة في الأزمة الإيرانية، فيما أعرب نتنياهو يوم أمس الجمعة عن ريبته حيال تحقيق تقدم ملموس خلال هذه المحادثات. وأردفت الصحيفة تقول انه فيما يتعلق بموقف الرئيس الأمريكي باراك أوباما حيال هذا الأمر، فإن الرهانات تبقى كبيرة، إلا أن عقد اجتماع ناجح ببغداد الأسبوع القادم من شأنه أن يطيل حبال اللعبة الدبلوماسية مع إيران ومن ثم تأجيل مواجهة عسكرية محتملة معها بسبب برنامجها النووي إلى ما بعد حملة الانتخابات الرئاسية الأمريكية، كما من الممكن أن تفضي أيضا إلى كبح جماح أسعار النفط العالمية والتي تراجعت مجددًا الأسبوع الجاري على خلفية انخفاض حدة التوترات الدولية حيال هذه القضية. وفي السياق ذاته، أشارت الصحيفة إلى أنه في علامة على زيادة الجهود الدبلوماسية، قرر مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية يوكيا أمانو زيارة طهران الأسبوع الجاري على رأس وفد رفيع المستوى بهدف محاولة دخول مواقع عسكري إيراني تعتقد الوكالة الدولية أن إيران تجري بداخله اختبارات على مشغلات لأسلحة نووية. ونقلت الصحيفة عن دنيس روس، مستشار سابق في الشأن الإيراني للرئيس أوباما وباحث بمعهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى، قوله "إن تصريحات المسئولين الإيرانيين بعزمهم تقديم تنازلات سياسية وإعلانهم أن الغرب أيد على نحو فعال حق إيران في تخصيب اليورانيوم لأغراض سلمية تعد خطوة كانت تصور على أنها انقلاب استراتيجي رئيسي في التوجهات الإيرانية". وأضاف روس "إذا كنت تبحث عن وسيلة لتقدم حلاً وسطًا، فعليك تقديمها على أنها نصر قد حققته أنت ". ونقلت الصحيفة عن مسئولين أمريكيين بارزين قولهم "إنه بجانب وقف تخصيب اليورانيوم، يتعين على إيران أن توافق على التخلص من مخزوناتها من اليورانيوم الفعال البالغة نسبته 20% وأن توقف العمليات بمنشأة لتخصيب اليورانيوم شيدت بداخل سفح جبل بالقرب من مدينة قم الإيرانية، والتي تعتقد إسرائيل بأنها محصنة ضد أي هجوم جوي.