يعلم الشعب المصرى العظيم من صغيره الى كبيره أننا نعيش أسواء فترات حياتنا من جراء الحالة الإقتصادية التى تعيشها البلاد نتيجة لإنهيار إيرادات الدولة مع تخلى الدول والمنظمات المانحة عن مصر و شعبها و نتيجة للإحتقان و الإنقسام السياسى و الدينى و الإجتماعى ونتيجة للإنهيار الأمنى و كل ذلك مبنى فى الأساس على إنعدام الثقة بين أطراف اللعبه وجنوحهم للأنويه مستهدفين مصالح سياسية بالدرجة الأولى متناسيين أن هذا الشعب يعانى من الفقر و القهر الذى إستبدل من الخوف من النظام فى عصر النظام السابق الى الخوف من الشركاء فى الوطن , و لعلنى لا أبالغ إذا قلت أن الأسواء قادم لا مفر إذا إستمر الوضع على ما هو عليه من عمليات إنقسام و إستقطاب وتهميش و تكفير و بالأساس إنعدام الثقة بين الأطراف و بالتالى فقد تدخل مصر فى حيز الحرب الأهليه و التى لن يقوى الجيش على الدخول فيها. لنؤمن جميعا أن وثيقة الأزهر لابد أن تكون حجر الأساس للجميع و ليس لمن وقعوا عليها بصفتهم الشخصية أو الحزبيه أو الإنتمائية أو حتى التنظيمية و ليعلم الجميع أن مسألة نبذ العنف هى فتوى شرعيه صادره من أعلى مؤسسة دينية فى مصر و كلنا على يقين تام من أن الكنيسة المصرية بفروعها و تسامحها لن تمانع فنبذ العنف هو فى الأساس سنة عن الأنبياء جميعا و ليست بدعه جديدة و تقديم المصلحة العامة للمجتمع عن المصالح الشخصية أو الحزبية أو الإنتمائية أو التنظيمية و تحقيق السلام الإجتماعى هو أحد أسباب ارسال الرسل للشعوب.
من الواضح أن الشارع مازال لا يؤمن و لا يأمن لإستراتيجيات و تكتيكات النخب و قد بدى ذلك واضحا فى الدعوة لأن تكون جمعة الأول من فبراير هى جمعة الخلاص على الرغم من كل الدعوات و المبادرات والوساطات للحوار وعلى الرغم من توقيع النخب على وثيقة الأزهر , و يراهن من يدعوا لهذه الجمعة بأنها ستكون سلمية وهم لايوجد لديهم أى نوع من السيطرة على الشارع بل قد يصل الأمر لإنعدام الحوار أو القبول أو الثقة بين الشارع والنخب و الأحزاب التى تدعوا لهذه الجمعه , وقد تكون هذه الجمعة و هذا المسمى جاء من الشارع إعترافا منه بعدم شرعية النخب فى تمثيله او التحدث بإسمه ومطالبه مادامت تحاور النظام فى مكتسبات سياسية و ليس مكتسبات حياة المواطن ومبادىء وأهداف ثورة يناير.
و بالتالى فإننا أمام مشكلة السكوت عنها سيدخلنا فيما لا يحمد عقباه, و سنحاسب جميعا على ما ستؤل إليه الأوضاع بل سنحاسب جميعا أما الله و أمام الأجيال القادمة على وقوفنا متفرجين مكتوفى الأيدى أمام جيل لا ذنب له إلا أنه يود أن يحس بالأمل فى مستقبله فهذا الجيل بدأ بالفعل يشعر بأنه لا أمل فى المستقبل فى ظل مهاترات النخب.
يجب أن تعود النخب الشبابية التى إبتعدت عن الميدان و يجب أن تعلم هذه النخب أن مستقبل مصر بيدها لا بيد غيرها من النخب الساسية التى أخذت ما تريده من الشارع ثم تركته على أمل أنه سيتفكك و لن يكون له اثر, و لكن الأجيال تغيرت و ليعلم الجميع أن قيادة مصر القادمة ستأتى من الشارع و ليس من أصحاب الشعور البيضاء و تجاعيد الوجه التى تعبر عن الفكر الرجعى الأنوى.
لتبدأ نخب الشارع والميادين فى الحوار و لتتحد و ليخلع كل منهم العباءة التى ألبستها لهم النخب العجوزة و النخب الدينية و ليعلموا جميعا أن مصر هى وطنهم و مستقبلهم و لن يؤمن صفها الداخلى إلا هؤلاء الشباب بفكرهم الذى قامت ثورة يناير من أجله, وليتواصل هذا الجيل من منطلق هدفه مصر وليس وفقا لأهداف حزبيه أو دينية أو تنظيمية أو أيا ما يكون فهذا الجيل فى ظل الظروف العالمية ليس له إلا مصر فإن جاعت فسيجوع هذا الجيل بأكمله وإن شبعت فسيشبع.
إننى على يقين تام بان هؤلاء الشباب سيضربون المثل و سيتخطون كل العراقيل التى ظهرت بفعل من يعملون وفقا لأهدافهم و ليس لأهداف هذا الجيل الذى ظلم فى الجمهورية المصرية الأولى وهمش فى الجمهورية المصرية الثانية.
إن هذه المبادرة ليست صعبه و لكنها اسهل مما يمكن فهذا الجيل يتكلم لغة واحدة وقادر على الحوار والتواصل و التفاهم أكثر من غيره بفعل الثقافة و الحرية التى منحها لنفسة و ليس لأحد الفضل عليه فيها , بل هو من الفضل فيها على الأجيال الأخرى التى سارعت بتهميشه وإلقاء التهم عليه و تشويه صورته.
وإن بدأ الحوار بين شباب هذا الجيل و تم التوصل الى حلول فيجب على النخب إن صحت نيتها أن تباركه وتنفذ مفرداته و تلتزم بها , فيجب أن نعلم أن الكبار لا يعملون إلا لتوفير العيش و الحرية و الكرامة الإنسانية للصغار فإن فعلها الصغار فعلى الكبار إحترامها.
الآراء المنشورة في الموقع تعبر عن توجهات وآراء أصحابها فقط ، و لا تعبر بالضرورة عن الموقع أو القائمين عليه