قال تسفي بارئيل محلل شؤون الشرق الأوسط، أن المسئولية الآن تقع على الرئيس محمد مرسي، ولا يمكن إلقاء اللوم على الرئيس السابق حسني مبارك ولا الشرطة ولا الجيش، مشيرًا إلى أن مصر تحركت هذا الأسبوع من الثورة إلى الانتفاضة وبعض المعلقين تكهنوا بأن يقوم الجيش باستعادة السلطة ولكن ذلك لم يحدث ويرى بارئيل في تحليله المنشور في صحيفة هاآرتس الإسرائيلية: "أنه بالرغم من القتل والاشتباكات العنيفة والمظاهرات، فإن الاضطراب الحالي عرضة للحل من حلال الوسائل السياسية"، موضحًا أن الرئيس والجيش والمعارضة والإخوان متحدون من قبل التفاهم والخوف من أن الانهيار المباشر للنظام الحاكم من الممكن أن يترك مصر في فوضى وحرب أهلية.
يوضح المحلل أن الصراع الأساسي الآن سوف يكون بشأن الانتخابات البرلمانية، مضيفًا أنها تعطي للأحزاب الليبرالية فرصة جديدة تبدوا أفضل الآن بعد الفشل الصارخ للإخوان في إدارة شئون البلاد أثناء الأشهر السبع الماضية.
ويتحدث بارئيل عن الحركة السلفية، مؤكداً على أنه بالرغم من المصلحة الوطنية إلا أن الحركة لديها حافز لتصفية الحسابات مع الإخوان المسلمين الذين رفضوا التحالف بعد الانتخابات البرلمانية، والأهم من ذلك ففي حالة فشل الإخوان في الانتخابات القادمة وفوز الأحزاب العلمانية سيكون من مصلحة حزب النور السلفي أن يكون له علاقات مسبقة مع جبهة الإنقاذ، وبالتالي الخدمة كعنصر حيوي في تشكيل التحالف الجديد، مشيرًا أن مثل هذه الحسابات تبدو مألوفة للآذان الإسرائيلية وهي أيضًا مصدر التنبؤ بأن تلك الاعتبارات العملية المختلفة ستتوج في قرار للأزمة السياسية الحالية.
أما بشأن قانون الانتخابات يقول المحلل أنه من المحتمل أن يستغل الإخوان بعد الانتخابات النص المثير للجدل الذي يسمح للمرشح البرلماني المشاركة كمستقل أو على قائمة حزبية محددة ثم الانتقال إلى حزب جديد بعد إحصاء الأصوات الانتخابية، مشيرًا إلى أنه في هذا الأثناء يبدو أن الإخوان استوعبوا أن القانون من شأنه أن يحرك المعارضة لاعتلاء الحواجز لذلك يميلون الآن لتنقيح بنود القانون، مضيفًا أن مثل هذه المراجعة من المرجح أن تشكل تراجع سياسي آخر للرئيس مرسي من الممكن أن يحرره من الأزمة الحالية وإجهاض المطالب بانتخابات رئاسية مبكرة.
في النهاية يرى بارئيل أن الرئيس مرسي ربما لديه قلة خبرة في إدارة البلاد ولكنه خبير في إدارة التفاوض الناجمة عن أنشطته في الفترة التي اضطهده فيها مبارك ، فهو يعرف كيف يسهب في الخطب العدوانية بعض الأوقات ولكنه أظهر أيضًا أنه يعرف كيف يفوز بتراجع تكتيكي فعال عندما يحتاج إليه.