أجمعت صحف إسرائيلية على أن تشكيل الحكومة الجديدة يؤكد رغبة الرئيس محمد مرسي في تجنب الصدام مع المجلس العسكري، من خلال الإبقاء على المشير حسين طنطاوي وزيرا للدفاع، في محاولة لتهدئة المؤسسة العسكرية والقوى المعارضة لجماعة الإخوان، كما رأت أن هذه التشكيلة تعبر عن توافقات "هادئة" بين طنطاوي ومرسي حول تقاسم السلطة في الوقت الراهن، وانتقدت الصحف الإسرائيلية غياب الشباب الذين قاموا بثورة 25 يناير عن الحكومة. وقال المحلل السياسي بصحيفة "هاآرتس" تسفي برئيل، إن هذه هي المرة الأولى في تاريخ مصر، التي يحكمها رئيس إخواني وحكومة تضم وزراء إخوان أيضا، في إشارة إلى وجود خمسة من أعضاء حزب الحرية والعدالة في الحكومة الجديدة، ويشير توزيع وزارات الدفاع والخارجية والمالية إلى عدم رغبة مرسي ورئيس حكومته في التدخل في الشؤون العسكرية والأمنية، أو في إدارة العلاقات الخارجية بصورة مباشرة، لاسيما فيما يخص الحوار مع إسرائيل". وعن الإبقاء على المشير طنطاوي تحديدا، قال المحلل الإسرائيلي "بدون دعم الجيش وإدارته المباشرة لقضايا حساسة لمصر مثل الأمن والمشتريات العسكرية، سيجد مرسي نفسه في صدام مع الجيش في فترة لا يزال "العسكري" يتمتع فيها بصلاحيات التشريع ووضع القواعد المنظمة للانتخابات البرلمانية المقبلة، كما أن الإبقاء على طنطاوي -من وجهة نظر برئيل- يبعث برسالة مهمة -للولايات المتحدة ولإسرائيل أيضا- بأن السياسة الخارجية والشراكة مع الولاياتالمتحدة لن تتغير، حتى وإن كانت ستعاني أسلوبا أكثر صرامة". وأشار برئيل إلى أن وزير الخارجية كامل عمرو سيكون مبعوثا شرفيا ولن يكون له دور مؤثر في العلاقات الخارجية؛ حيث سيكون طنطاوي ومرسي هما صحبا القرار في القضايا ذات الأهمية القومية، وذلك حتى انتخاب برلمان جديد بعد وضع الدستور الجديد. وفيما يتعلق بالوزارات الخمس التي تولاها الإخوان مباشرة، يرى المحلل السياسي الإسرائيلي أنه رغم قلتها نسبيا إلا أنها تعتبر مهمة جدا في نظر الإخوان، ولاسيما وزارات القوى العاملة والتعليم العالي والشباب، وهو ما يؤكد التوجهات الأيديولوجية للحكومة الجديدة الرامية إلى إصلاح المناهج الدراسية وتوفير المسكن والعمل، لتنفيذ البرنامج الانتخابي لحزب الحرية والعدالة. ويرى برئيل أن تعيين وزراء الإخوان الخمسة لا يكفي أيضا لتحقيق هذا البرنامج، في ظل العجز المالي في الموازنة العامة والمعارضة الصريحة للإخوان في وسائل الإعلام التي لا تخشى حتى من وزير الإعلام نفسه.