لا زالت أحداث العنف التي تشهدها مصر هي الشغل الشاغل الذي يسيطر على مقالات كتاب الصحف المصرية اليوم الأربعاء . ففي مقاله "هوامش حرة" بصحيفة "الأهرام" قال فاروق جويدة "منذ عامين فقط اتجهت أنظار العالم إلى مصر وكانت أحداث الثورة أسطورة من أساطير هذا العصر في السلوك والترفع والإصرار والإرادة، وقف العالم مبهورا أمام هذا الإنجاز الحضاري حين خرج الملايين إلي الشوارع يطالبون بالحرية والعدالة والحياة الكريمة".
ثورة دون جرائم
وأضاف جويدة "كان العالم معنا ونحن ندق أبواب الاستبداد ونسقط عرش الطغيان. ولم تشهد ميادين مصر جريمة واحدة طوال ايام الثورة.. كان هذا هو المشهد منذ عامين فقط، ومن يتابع الآن مشاهد الفوضى والعنف لا يصدق أن هذه الميادين وهذا الشعب هو الذي حرك وجدان العالم، لا أحد يصدق أن الأيادي التي رفعت رايات الحرية هي نفس الأيادي التي أعادت أشباح الاستبداد.. لا أحد يصدق أن مواكب الثوار التي انطلقت ذات يوم من ميدان التحرير قد تعثرت أمام الصراع على الغنائم والمناصب والألقاب".
وأشار إلى أن الشباب الذي ضحى بأغلى ما يملك يشاهد الآن هذه المعارك حول السلطة أمام واقع قبيح لا يتناسب مع جلال ثورة أذهلت العالم كله، وأن ما يحدث في الشارع المصري الآن من مظاهر الفوضى والعنف إدانة لجميع أطراف اللعبة السياسية.. إنه إدانة للسلطة حين تفقد البصر والبصيرة وتحركها الأغراض والمصالح والرؤى القاصرة وهو إدانة لهذه الانقسامات التي فرقت الوطن أمام رغبات محمومة في المناصب وصراع دام على السلطة".
واختتم جويدة مقاله بالقول "في ثورة يناير سالت دماء كثيرة دفاعا عن الحرية والآن لا أدري من المسئول عن هذه الدماء التي تنزف الآن وما هو الفرق بين ما حدث في موقعة الجمل وما يحدث الآن في بورسعيد والسويس وميادين مصر التي انقسمت علي نفسها في ظل استبداد جديد هل هي الفوضي أم قوي الثورة المضادة أم هو العجز عن إدارة شئون وطن يعاني كل هذه الأزمات؟".
موقف المتفرج وفي مقاله "أسئلة الميليشيات" بصحيفة "الشروق"، استعرض فهمي هويدي نماذج للتغطية الإعلامية لحركة "بلاك بلوك"، مبرزا ما حفلت به هذه التغطية من معلومات تحدثت عن هدف التخريب أو الذين يتولون تجنيد الأعضاء أو الدور الذي يؤديه بعض رجال الأعمال في المشهد، ووقوف الأجهزة الأمنية موقف المتفرج من الممارسات المعترف بها، والحفاوة الإعلامية الشديدة بها "الحركة".
وقال هويدي "للأمن دور ينبغي أن يؤديه في هذا الصدد ولابد أن ندهش إذا تقاعس عنه. لكني أدعو مجلس الشورى إلى تقصي الحقيقة في ظاهرة العنف وإرهاصات الفاشية التي تلوح في الأفق.. إذ من الأمور العبثية أن يستمر الحديث عن ميليشيات للإخوان وأخرى لمن يسمون أنفسهم حازمون وثالثة باسم الحرس الثوري المصري وأخيرا عن الكتلة أو القناع الأسود". وفي ختام المقال، وجه هويدي لوسائل الإعلام اتهاما بانعدام البراءة ونسيان القواعد المهنية والدخول كطرف في الخصومة وممارسة الكيد والتدليس.
الدفاع عن النفس
وفي عموده "بدون تردد" بصحيفة "الأخبار" ، علق محمد بركات على رفض ضباط الشرطة المشاركة وزير الداخلية في تشييع جنازة جنازة شهيدي الشرطة اللذين راحا ضحية الواجب خلال تصديهم لمحاولة اقتحام سجن بورسعيد، قائلا:هذه الواقعة تضعنا أمام قضية هامة، فيها قدر كبير من اللبس، حيث يرى رجال الشرطة انهم يتعرضون لظلم وخطر كبيرين،عندما يكلفون بمهام ومسئوليات حماية المنشآت والمرافق والممتلكات العامة والخاصة، والحفاظ على الأمن خلال المظاهرات، وفي مواجهة حالات العنف، دون تسليح يضمن لهم امكانية الدفاع الشرعي عن النفس، في مواجهة أي طرف آخر يستخدم انواعا متطورة من الأسلحة ويقول ان ذلك يعني عدم تمكنهم من القيام بواجبهم وتأدية مهامهم المكلفين بها، وأيضا يعني تعرضهم للقتل أو الإصابة.
وأضاف بركات: أن القانون يعطي الحق لأي انسان الدفاع عن النفس اذا ما تعرض للاعتداء، وهذا بالقطع يندرج على رجال الشرطة ايضا.ولكننا بالقطع نعرف ايضا ان للشرطة ورجالها وضعا بالغ الحساسية، حيث وجهت اليهم اتهامات عديدة بممارسة العنف والقمع ضد المواطنين خلال السنوات السابقة وعدم التزامهم بحقوق الانسان في التعامل مع من يقع في ايديهم، وهو ما جعلهم عرضة للانتقاد والهجوم، والمطالبة بإعادة صياغة منهج وفلسفة وعقيدة عملهم.
حقن الدماء
وفي مقالها بجريدة "المصري اليوم" ، أكدت منار الشوربجي استاذ العلوم السياسية أنه عندما ينفجر شلال الدم فى طول البلاد وعرضها يتحتم على الجميع فى الحكم والمعارضة الارتفاع لمستوى المسئولية ، فلا تكون الاولوية إلا لحقن الدماء .
وقالت الشوربجي: إذا كان أداء الرئيس وحكومته جاء باهتا ودون المستوى بكثير ، فإن أداء المعارضة جاء هو الأخير بالغ التخبط فى أولوياته وخطابه ، فحين تسيل كل هذه الدماء كان يتحتم على المعارضة أن تكف عن الحديث عن أى مطالب وتولى كل اهتمامها لحقن الدماء إذ لا يكفى أن يدين بيان جبهة الإنقاذ العنف ، كنت أتوقع من الجبهة أن توجه بيانا أولويته الوحيدة سبل حقن الدماء ، فإذا تحقق ذلك تصدر عندئذ البيان الذي صدر يوم السبت.
وأضافت: الحقيقة أن خطاب الجبهة ورموزها ينطوي على تناقضات وتخبط واضح في الأولويات والأهداف فهي تكرر الخطأ نفسه الذي ارتكبته وقت الاستفتاء على الدستور فتقول اليوم كالبارحة الشيء وعكسه فعلى الجبهة مثلا ان تقرر ما اذا كان الدستور باطلا ام يحتاج للتعديل فليس معقولا ان يطالب بيان الجبهة بتشكيل لجنة لتعديل دستور يصفه البيان فى ذات اللحظة بانه باطل فهو أما باطل وأما يحتاج للتعديل وعلى الجبهة أيضا ان تقرر ما اذا كانت الضمانات المهمة التى طالبت بها لنزاهة الانتخابات تجعل أي انتخابات تتم دونها غير سليمة ام انها ستدعو لانتخابات رئاسية مبكرة فلا يعقل أن تؤمن الجبهة بالشيء وعكسه فأما انه لا توجد ضمانات لنزاهة أي انتخابات فى مصر بما فيها الانتخابات الرئاسية المبكرة وأما ندعو لانتخابات رئاسية مبكرة ونخوض الانتخابات البرلمانية معتبرين ان كلتيهما ستكون نزيهة.