طالب الداعية الإسلامي الشيخ محمد حسان، كل وطني شريف بالحفاظ على وحدة الدولة المصرية، وأن يتنازل عن المصالح السياسية والحزبية الضيقة، لأن الدولة المصرية الآن يمكن تشبيهها بالسفينة التي تحمل المسلمين من الإسلاميين والليبراليين والأقباط، والتي إن غرقت سيغرق الجميع، وإن لم يأخذ العلماء والحكماء على أيدي السفهاء الذين يريدون إغراقها فسوف تصبح السفينة قبرا كبيرا لكل من عليها، لافتا إلى أن الفتنة لن تصيب طائفة بعينها وتترك الآخرين. وأضاف خلال مقابلة تليفزيونية ل«آخر النهار» الذي تبثه فضائية «النهار» أن مصر تتعرض لمخطط لإسقاطها، لافتا إلى تصريحات المتحدث باسم الكونجرس الأمريكي الخاصة بتقسيم مصر إلى أكثر من دويلة، مؤكداً أن المخطط لإرباك المشهد الاقتصادي والاجتماعي حتى لا تقوم لمصر قائمة، لافتا إلى أن هذا المخطط يمكن تنفيذه بشكل بسيط ويسير إذا كانت الدولة على ما هي عليه من انقسام وتناحر.
وأكد حسان أنه لا سبيل للخروج من الأزمة الحالية إلا بالحوار الذي لن ينجح إلا إذا خلصت نوايا المشاركين فيه وسعوا إلى تحقيق مصلحة الوطن فقط وفوق كل شيء، مشيراً إلى أنه لا يمكن الوصول للتوافق الكامل أو الاتفاق الكامل حول كافة القضايا لأن الاختلاف من سنن الحياة، لكنه لا بد لكل طرف من الأطراف المتناحرة أن يتنازل للطرف الآخر عن بعض الأشياء التي يرى أنها ستحقق ما يرى أنه صحيحاً من أجل مصلحة الوطن، فضلا عن وجوب عدم وضع أي شروط تعجيزية من قبل أي طرف من المتخاصمين أو المتنازعين قبل بداية الحوار لإفشاله.
ولفت إلى أنه لا يتحرك إلا لله أولا ثم لمصلحة مصر، وليس من أجل مصلحة شخص أوحزب أو جماعة، وأنه طلب من القوى السياسية المعارضة أن تجري حواراً مع الرئيس خلال الفترة الماضية ونقل إليهم تخوفه من أن يحدث ما يجري حالياً من إراقة الدماء، وأنه كان متوقعاً خاصة في ظل حالة الاستقطاب السائدة، مؤكداً أنه التقى بكل من عمرو موسى وحمدين صباحي والسيد البدوي ومحمد سامي رئيس حزب الكرامة، فضلا عن إعتذار الدكتور محمد البرادعي، وأنه طلب منهم أن يتحاوروا مع الرئاسة ويطرحون كل ما لديهم من أفكار.
وأشار إلى أنه أجرى اتصالا بالرئيس محمد مرسي وأبدى ترحيبا شديدا بالمبادرة التي طرحها ، إلا أن المعارضة لم ترد عليه حتى الآن، طالبا منهم بالجلوس للحوار لأن ذلك أصبح واجبا وملزما للجميع وإذا تبين عدم جديته فإنه من حق المعترضين أن ينسحبوا، موجها نصيحة للرئيس محمد مرسي بأن يحتضن كل المصريين لكي يعلموا أنه يحب هذا الوطن، ضاربا المثل بصلح الحديبية الذي عقده النبي مع كفار قريش وقدم فيه العديد من التنازلات، لأنه كان صاحب رسالة خير وسلام، لافتا إلى أن الثقة اهتزت كثيرا بين كل طوائف الشعب المصري.