أثار البطريرك الماروني، بشارة الراعي، زوبعة من ردود الأفعال مؤخرا، بسبب تصريحاته التي أبدى فيها تخوفه على الوجود المسيحي في الشرق إذا ما سقط نظام الأسد . ومن جانبه رأى الكاتب السياسي إلياس الزغبي، أن موقف البطريرك الراعي، جاء نتيجة تراكمات عبر التاريخ، ولكنها الآن جاءت في غير سياقها الطبيعي ، وقال إن البطريرك الراعي يعبر عن تخوفه من أن تأتي أصولية ما الى الحكم بعد نظام بشار الأسد .
واعتبر أن المشكلة في الأساس عند الأقليات نفسها ونظرتها الى نفسها، حيث تصنف نفسها أقلية، مشيرا الى أن المسيحيون عبر التاريخ منذ الأمويين والعباسيين مرورا بالمماليك والعثمانيين كانوا منخرطين في صلب دولة الأكثريات في الإدارة والمال، وغيرها .
مؤكدا على أن الخوف لدى أي أقلية مسيحية أو سواها يزول حين تنخرط هذه الأقلية في إعادة بناء المجتمع، لافتا الى أن المسيحيون في القرن التاسع عشر ساهموا في إطلاق النهضة العربية الأولى بين بيروت ودمشق والقاهرة، واليوم هم مدعوون الى خوض غمار التغيير العربي دون تردد أو خوف .
فيما أكد سامح فوزي، باحث في الشؤون القبطية، أن النموذج المصري يختلف عن بقية النماذج العربية الأخرى، فيما يخص التنوع العرقي والديني فيها، حيث تمتلك مصر دولة موحدة مركزية، وهناك حالة من الإندماج الإسلامي المسيحي داخل المجتمع المصري على مدار العقود الماضية .
موضحا أن المسيحيين في مصر كانوا من أشد المنتقدين للنظام، بسبب عدم حصولهم على حقوق المواطنة كاملة، وهذا لا يعني أنهم في خصومة مع المسلمين، وإنما كانت مشكلتهم الأساسية مع النظام الذي لم يكن يمنحهم الوظائف، ولم يسمح بتمثيلهم السياسي الملائم، أو توليهم مناصب قيادية، ونحو ذلك .
مضيفا أنه يجب التفرقة بين الكنيسة القبطية والأقباط، حيث أن الكنيسة بوصفها مؤسسة كانت تتفاعل مع النظام ولم يحدث أن خرجت الكنيسة القطية على أي نظام كان في مصر على مدار قرون .
أما الأقباط أنفسهم فكانوا يعبرون عن غضبهم بنزولهم في مظاهرات جماعية، منوها الى وجود العديد من المشاكل التي لا يزال يعاني منها الأقباط والمتعلقة ببناء وترميم الكنائس، وقانون دور العبادة الذي لم يصدر بعد قرار بشأنه، وغيرها من المشاكل التي يجب النظر بعين الإعتبار اليها .