أكد رئيس الوزراء الأردني الدكتور عبدالله النسور أن المقاطعة للانتخابات النيابية ليست السبيل الديمقراطي السليم ، مشيرا إلى أن الانتخابات واجب لا يقاطع "في اشارة إلى أحزاب المعارضة المقاطعة للانتخابات وأكبرها حزب جبهة العمل الإسلامي . وقال النسور - في مؤتمر صحفي عقده اليوم الأربعاء في مقر المركز الثقافي الملكي بالعاصمة عمان - "إن الديمقراطية هي أن تدخل البرلمان بأصواتك وتغير القانون ولا تنتظر من الآخرين أن يغيرونه لك".
وأضاف "إنه كان ثمة عزوف عن المشاركة في الانتخابات النيابية الحالية وسببه يعود إلى عدم قناعة المواطنين الأردنيين بالانتخابات والمجالس النيابية السابقة" ، مشيرا إلى أن ما يحفز الناس على المشاركة هو الانتخابات النزيهة والأداء المميز لمجلس النواب.
وأعرب النسور عن قناعته بأن الأردن قادر على أن يعطي نموذحا راقيا يحتذى به في العالم العربي وذلك من خلال انتخابات نيابية نظيفة وبرلمان وحكومة قويين ، معتبرا أن الكرة الآن في ملعب المواطن الأردني.
وقال "إن الأردن ملكا وحكومة وهيئة مستقلة للانتخاب أوفوا وصدقوا الوعد ، وحانت لحظة الحصاد ، مؤكدا أن الانتخابات النيابية جاءت نزيهة ولا يراود أي شخص في الأردن أن الحكومة وأجهزتها وقفت مع هذا المرشح أو ذاك أو تقصدت هذا المرشح أو ذاك.
وشدد على أن كافة أجهزة الدولة المدنية والأمنية استطاعت أن تقف على الحياد المطلق الذي لا تشوبه شائبة واحدة كما أن الهيئة المستقلة للانتخاب والتي أسند الدستور إليها إجراء الانتخابات صدقت وأنجزت ما عهد إليها.
وقال رئيس الوزراء الأردني الدكتور عبدالله النسور "إن الانتخابات النيابية القادمة سوف تأتي ولا يراود الأردنيون أدنى شك في أن الحكومة ستتدخل في تلك الانتخابات، مؤكدا أنه لن يكون في الأيام القادمة "انتخابات غير نزيهة في الأردن.
وأضاف"إن الأردن..هذا البلد الصغير يمكن أن يعطي النموذج الأرقي والأحسن في العالم العربي في الانتخابات الحرة النزيهة..والكرة الآن في معلب الأردنيين لإعطاء هذا النموذج في أن نجري انتخابات نظيفة وبرلمان وحكومة قويين بتوافق أردني وبسلام وليس بالتدمير والاغتيال ولا بالدخان والصواريخ..بل بورقة الاقتراع وبكلمة الشعب" ، على حد تعبيره".
وقال النسور"إن العالم العربي متعطش لرؤية نموذج ناجح فيه ، ودعونا نعمل لأن يعطي الأردن نموذجا في هذا الصدد" ..مؤكدا أن القيادة الأردنية منفتحة ومستنيرة ولم تمل أو تفرض أي شيء على الشعب الأردني.
ونفى رئيس الوزراء الأردني علمه بوجود أية حالات لشراء الأصوات في أي من الدوائر الانتخابية في المملكة..مشيرا إلى أنه اذا كان هناك لدى وسائل الإعلام أية دلائل فليقدمها للقضاء.
وردا على سؤال حول شكل مجلس النواب القادم..قال النسور "إن المجلس المقبل سيدخل تحت القبة ومعه كارت نزاهة الانتخابات مع مصداقية وثقة الناس وأن الحكومة لم تتدخل العملية الانتخابية بأية صورة من الصور، مضيفا "إن لدينا مشكلة بعدم وجود حياة حزبية قوية ، ونحن ننتظر أداء المجلس القادم".
واعتبر أن بقاء مجلس النواب القادم حتى انتهاء مدته القانونية بأربع سنوات يتوقف على أدائه ومدى قناعة المواطنين به..مشيرا إلى أن العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني كان قد حل المجلس السابق السادس عشر نظرا لعدم قناة المواطنين بأدائه ، وموضحا أن حل المجلس بيد الملك انعكاسا لنبض الشعب الأردني.
ودافع النسور عن قرار حكومته برفع أسعار المشتقات النفطية ووصفها بأنها قرارات وطنية لا يجب السكوت عليها ولا يمكن تأخيرها..وقال إنه كان من الممكن أن لا نتخذ القرار باعتبار الحكومة انتقالية ، ولكن الظروف الصعبة التي يمر بها الاقتصاد الأردني كانت تحتم اتخاذه.