أيها السادة : السلطة المطلقة مفسدة مطلقة قال الصديق رضي الله عنه عندما تولى الخلافة : إني قد وليت عليكم ولست بخيركم ، فإن أحسنت فأعينوني ، وإن أسأت فقوموني ، أطيعوني ما أطعت الله ورسوله ، فإذا عصيت الله ورسوله فلا طاعة لي عليكم . أما عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقد صعد المنبر يوماً وعليه حلة ( والحلة ثوبان ) فقال : أيها الناس ألا تسمعون ؟ فقال سلمان الفارسي : لا نسمع !! قال عمر : ولم يا أبا عبد الله ؟ قال سلمان : لأنك قسمت علينا ثوباً واحداً وعليك حلة ,,, فقال عمر : لا تعجل يا أبا عبد الله ثم نادى : يا عبد الله بن عمر , قال : لبيك يا أمير المؤمنين , قال : ناشدتك بالله الثوب الذي اترزت به هو ثوبك ؟ قال عبد الله بن عمر : اللهم نعم ,, فقال سلمان رضي الله عنه : الآن نسمع يا أمير المؤمنين زين العابدين , مبارك , القذافي , الأسد , صالح , اختلفت الأسماء والسياسات واحدة لماذا نجد الرؤساء في الغرب ( في المجمل ) يحترمون إرادة شعوبهم ويعملون لمصلحتها ويقدمونها على مصالحهم الشخصية ؟ لأن سلطة الشعب عندهم أقوى من سلطة الحاكم , فالحاكم في النهاية يخدم شعبه ولا يخدم مصالحه أو مصالح أسرته والمقربين منه كما حصل في الكثير من الدول العربية ( ولكم في أحمد عز مثال لعلكم تتفكرون ) . أليس من حق الشعوب العربية أن تحلم بحاكم عادل يكون أباً لصغيرها وأخاً لكبيرها ؟ أليس من حقها أن تحلم بحاكم عادل يقول لها كما قال الصديق : الضعيف فيكم قوي عندي حتى آخذ له حقه إن شاء الله ، والقوى فيكم ضعيف عندي حتى آخذ الحق منه إن شاء الله ؟ متى يأتي اليوم الذي يقول فيه الحاكم لأعوانه : متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحراراً ؟ الشعوب العربية شعوب عظيمة تستحق الخير كله فمتى تجد نفسها أمام حاكم يعرف قيمتها ؟ هل هذه الأسئلة مشروعة ؟ أم هذه الأمنيات ممنوعة ؟ أم أن الخيال قد شطح بي بعيداً إلى اللامنطق واللامعقول ؟ عندما قامت العلاقة بين الشعب والحاكم على مبدأ المساواة بينهما وأن كلاً منهما يكمل الآخر عاش الحاكم في أمن وأمان والشعب في عزة ورخاء. لن يثور شعب على حاكمه إذا أحس بأنه يحبه ويخاف عليه , لن يثور شعب على رئيسه إذا وجد بابه مفتوحاً وقلبه عامر بحبه . على من تتوفر فيه الصفات المذكورة أعلاه التوجه إلى قلوب الشعب وسيفوز باكتساح والوعد يوم الصناديق . • داعية وإعلامي سعودي