دخلت طوابير من حاملات الجند الفرنسية والمالية المدرعة بلدتي ديابالي ودوينتزا بوسط مالي أمس الاثنين بعد انسحاب المتمردين المرتبطين بتنظيم القاعدة من هناك واختفائهم في الأحراش لتجنب الضربات الجوية. ووفقا لما جاء على وكالة "رويترز" للأنباء فقد وصفت باريس هذا التقدم بانه خطوة مهمة في حملتها لطرد المقاتلين الإسلاميين من صحراء مالي الواسعة في الشمال التي بسطوا سيطرتهم عليها لمدة عشرة أشهر مما أثار المخاوف من ان تتحول المنطقة إلى قاعدة انطلاق لشن هجمات دولية للمتشددين.
وقال وزير الدفاع الفرنسي جان ايف لودريان في بيان "تقدم جيش مالي في بلدتين كان يسيطر عليهما أعداؤه هو نجاح عسكري بكل تأكيد للحكومة في باماكو وللقوات الفرنسية الداعمة للعمليات".
وقالت فرنسا التي شنت 140 غارة قصف جوية منذ 11 من يناير كانون الثاني انها تعتزم في نهاية المطاف أن تسلم زمام العملية العسكرية لبعثة افريقية توافق عليها الأممالمتحدة مع ان نشر هذه القوة تعرقل بسبب نقص الامدات والتمويل والتدريب.
وكانت ديابالي الواقعة على بعد 350 كيلومترا إلى الشمال من العاصمة باماكو تأوي المجموعة الرئيسية للمتمردين جنوبي بلدتي موبتي وسيفاري الموجودتين على خط المواجهة الأمامي.
وذكر سكان أن بعض المتمردين تخلوا عن ملابسهم التقليدية الفضفاضة وانخرطوا وسط السكان المحليين حتى لا يتم التعرف عليهم. وفي شوارع ديابالي تناثر حطام متفحم لثماني شاحنات صغيرة للمتمردين. وقال سكان ان 200 مقاتل إسلامي احتجزوهم أسرى لمدة ثلاثة أيام لاستخدامهم دروعا بشرية واقية من الضربات الجوية الفرنسية.
وعرض جنود ماليون نحو 80 صندوقا لذخائر الأسلحة الآلية خلفها المتمردون الفارون. وعادت مظاهر الحياة الى الشارع الرئيسي للبلدة إذ أعيد فتح المتاجر وكان أطفال يلعبون في أرض الاستعراض التي كانت تربض فيها حاملات الجند المدرعة للقوات المالية والفرنسية.