8 شهور مرت على قيام ثورة 25 يناير التي أطاحت برموز الفساد في النظام الحاكم السابق وحققت نجاحات كثيرة على أرض الواقع ، ثم تلتها المليونيات الحاشدة التي كانت تلتئم كل يوم جمعة لتحشد الثائرين بقوة وتلقائية ليتوحدوا على أهداف ومطالب واحدة لا يمكن الاختلاف حولها. لكن يبدو أن عوامل الزمن والوهن سرعان ما تسللت إلى الثائرين ليحل الاختلاف مكان الاتحاد ويأتي الضعف بديلا للقوة ، فباتت مأمورية شاقة جدا أن توحد الجبهات السياسية في جمعة واحدة . فتشير المعلومات إلى روح الانقسامات تسيطر على جماعات الثوار حتى أنها كانت مهمة صعبة جدا توحيد أهداف الثوار فيما يتعلق بالمشاركة في جمعة اليوم التي ستنطلق تحت مسمى "جمعة لا للطوارئ". ففي حين قاطعت بعض القوى السياسية جمعة اليوم، دعت قوى أخرى إلى المشاركة في مظاهرة اليوم بميدان التحرير وميادين مصر الأخرى، وذلك حتى الساعة السادسة مساء فقط. وأعلن اتحاد شباب الثورة أن ميدان التحرير بوسط العاصمة المصرية سوف يشهد اليوم مظاهرة "لا للطوارئ" دون أي دعوات لمليونية أو اعتصام أو مسيرات. وقال الاتحاد إن المظاهرة سوف تبدأ بعد صلاة الجمعة وتنتهي في السادسة من مساء اليوم دون مسيرات أو اعتصامات أو حتى خروج من ميدان التحرير حتى لا تتكرر أحداث جمعة "تصحيح المسار". وأوضح الاتحاد أن ما يقرب من 33 حركة سياسية ستشارك في جمعة لا للطوارئ، بينما أعلنت جماعة الإخوان المسلمين ، أكبر القوى السياسية تنظيما على الساحة المصرية، رفضها المشاركة. لكن السمة البارزة وسط هذه الانقسامات هو التوحد على كراهية إسرائيل ، فخلال جولة محيط بالميدان لاحظنا رجلا وشابا يحملان لافتة مثيرة للإعجاب وقد كتب عليها "إسرائيل أوسخ دولة في العالم". فسألنا حامليها عن سبب تواجدهم بالميدان ورفعهم هذه اللافتة رغم أن جمعة اليوم موجهة ضد تمديد العمل بقانون الطوارئ وليس لانتقاد الكيان المحتل، فأجاب الرجل والشاب أنهما جاءا من بلدهما كفر الشيخ لإعادة التعبير عن استيائهم من جرائم العدو الصهيوني والذي يجب أن نتوحد عليه ونترك الاختلافات فيما بيننا.. وساعتها رددنا المقولة الشهيرة خذوا الحكمة من أبناء كفر الشيخ.