بدأت اليوم السبت بقاعة الصداقة بالخرطوم أعمال الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الثاني للبرلمانيات المسلمات باتحاد مجالس الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي. وأكد رئيس البرلمان السوداني أحمد إبراهيم الطاهر في كلمة بالجلسة الافتتاحية للمؤتمر الذي يعقد بمشاركة 23 دولة ويستمر يومين حق المرأة في المشاركة البرلمانية والتنفيذية في أجهزة الحكم، مضيفا أنه لابد للمرأة أن تتقدم الصفوف، وأن تعطى حقها الذي كفله لها الإسلام.
وأوضح الطاهر أن أهداف المؤتمر الثاني للبرلمانيات تتوافق كليا مع أهداف اتحاد مجالس الدول الأعضاء، مشيرا إلى أن الإسلام أعطى المرأة من الحقوق ما جعلها تتقدم الصفوف بأعمالها الجيدة في جميع المستويات الإقليمية والعالمية.
وأضاف أن المؤتمر يؤكد حرص مجالس الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي على إعطاء المرأة المسلمة المسئولية في المجتمع، وذلك بالمشاركة الفعالة والواسعة من الوفود التي جاءت إلى السودان بصورة كبيرة لم يسبق لها مثيل.
وأشاد بدور رئيسة البرلمان الأوغندي ربيكا التي وقفت ضد قانون المثلية الذي يحمل أفكار الدول الغربية "رغم أنها غير مسلمة ولكنها تحمل أفكار الإسلام".
مكسب للمرأة المسلمة من جهتها، قالت الدكتورة نور حياتي رئيسة المؤتمر السابق وممثلة أندونسيا في الجلسة إن انعقاد المؤتمر يعتبر دعما ومكسبا كبيرا لقضايا المرأة المسلمة ، مؤكدة على دعم اكتمال العمل على توحيد دور البرلمانيات المسلمات في الحياة .
وقالت نور لابد من تعزيز دور المسلمة في كافة المجالات واحترام قضايا المرأة المسلمة حتى تتمكن من احتلال مكانها في العالم .
وأشادت سامية أحمد محمد رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر الثاني للبرلمانيات المسلمات، ونائبة رئيس البرلمان السوداني، بجهود المرأة المسلمة في المجتمع، مؤكدة أن المؤتمر يعتبر كسبا للمرأة المسلمة، وبذلك يكسر القيود التي تعيق أعمال المرأة.
وأشارت رئيس اللجنة التحضيرية إلى أن المرأة هي صمام أمان للربيع الإسلامي، وقالت إن البرلمانيات المسلمات يقدن حركة التغيير إلى الأفضل في كافة المحافل، وأن ثورة المرأة المسلمة هي ثورة حركية ضد السكون.
وقالت إن البرلمانيات المسلمات سيقدن خلال المرحلة القادمة حركة التجديد ويقدمن مبادرات رائدة للحفاظ علي حقوق المرأة.
وأضافت أن المؤتمر الثاني للبرلمانات المسلمات يهدف إلى الوصول للمعاني السامية لرسالة السلام، ويأتي من باب التذكير بحقوق المرأة في القرآن الكريم، مؤكدة كسب المرأة المسلمة ونهوضها بالدين وتحطيم القيود.
عالم مختلف وأوضحت أن البرلمانيات المسلمات يعشن في عالم مختلف في كل شيء، مما يحتم التسلح بالعلم ، مشيرة إلى أن المرأة في الماضي لم يكن لها حق في الاختيار والرضا حتى في الشئون العامة والسياسية والمعاملات، ولكنها اليوم تمارس حقها وتواجه التحديات والمسئوليات، مضيفة أن الثورات اليوم ثورات النساء المسلمات.
وذكرت أن المرحلة الحالية تشهد ثورة فكرية ومجتمعية تقودها البرلمانيات المسلمات .. مطالبة بالوحدة وتكامل الأدوار والاهتمام بالتعاون حتى يكون محور الحراك الإسلامي والعمل من أجل نهضة كافة النساء والسعي إلى بلوغ الغايات.
وأكدت أن المؤتمر هو دليل نجاح للمرأة السودانية التي لها تجربة رائدة في تنظيم مثل هذه المؤتمرات الكبرى .. مبينة أن حقوق المرأة في الإسلام ستعلو ولن تتراجع، وذلك بالتفاهم والتعاون بين المرأة المسلمة في المحيط الإقليمي والعالمي.
من جانبه، قال الأمين العام لاتحاد مجالس الدول الأعضاء بمنظمة التعاون الإسلامي الدكتور محمود أرول إنهم في الاتحاد يعطون المرأة اهتماما كبيرا في جميع أنشطتها، معتبرا المؤتمر نقلة نوعية في تاريخ الأمة.
وقال أرول إن المرأة المسلمة صاحبة تجارب رائدة، وأنهم يسعون لتمكينها من أداء واجبها تجاه المجتمع، ودعا إلى ضرورة مشاركة المرأة المسلمة في بناء المجتمع والاستفادة من طاقاتها القصوى في كافة المجالات.
وأضاف أن الدورة الثانية لمؤتمر البرلمانيات المسلمات يعتبر نقلة نوعية في ترسخ أهداف هذا الكيان الوليد والدفع بها إلى الأمام لتحقيق الأهداف الرائدة للمرأة المسلمة وخدمة لآمال وتطلعات الأمة الإسلامية المجيدة.
وأوضح أن اتحاد مجالس الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي يولي اهتماما كبيرا لدور المرأة في الحياة العامة للمحافظة علي تماسك الأسرة التي هي عماد الحياة. محاور أساسية ويناقش مؤتمر البرلمانيات المسلمات أربعة محاور أساسية تتمثل في تعزيز دور المرأة في جوانب التنمية في الدول الأعضاء بغية تقوية الديمقراطية، ودور المنظمات الإسلامية ومؤسسات المجتمع المدني في إبراز الحقوق التي يعطيها الإسلام للمرأة.
ويتناول المحور الثالث قدرات النساء في حل المشكلات والنزاعات ، فيما يتناول المحور الرابع دور البرلمانيات في التخفيف من معاناة المرأة المسلمة في فلسطين وغيرها من الدول.
ودفع السودان بمقترح حول الحقوق الأساسية للمرأة في الإسلام ودور البرلمانيات المسلمات في ترقية دور المرأة ونشر الحقوق الإسلامية في المجتمع كافة وللمرأة بصفة خاصة لاسيما في ظل الانتهاكات والممارسات التي تتعرض لها المرأة المسلمة في الدول الإسلامية من خلال ممارسة العنف ضدها واستغلالها في الترويج السلعي.
ويدعو المقترح الدول الإسلامية إلى العمل على محاصرة تلك الممارسات والانتهاكات ضد المرأة.