ذكرت تقارير إخبارية جزائرية أن 11 جنديا لقوا مصرعهم وأصيب حوالي 60 آخرين بجروح في في عمليات عسكرية قام بها الجيش المالي لاستعادة مدينة "كونا" وسط البلاد ، من أيدي الجماعات المسلحة. ونقلت الإذاعة الجزائرية الرسمية اليوم الأحد، عن الأمين العامة للرئاسة المالية عثمان سي قوله: "إن 11 جنديا لقوا مصرعهم وحوالي 60 آخرين أصيبوا بجروح في المعارك التي خاضها الجيش المالي لاستعادة كونا"، معربا عن أسفه أيضا لسقوط ضابط فرنسي شاب قضى في العمليات.
وأضاف "أن الوضع على الجبهة بات تحت السيطرة ، والجيش المالي بدعم من شريكنا الفرنسي يلحق خسائر كبيرة بالعدو"..غير أنه لم يعط أية حصيلة للإصابات في صفوف المتمردين.
وشهدت كونا ومحيطها مواجهات خصوصا بالأسلحة الثقيلة الأسبوع الماضي بين الجيش المالي ومتمردين مسلحين أكدوا عزمهم الزحف من الشمال في اتجاه الجنوب الخاضع لسيطرة القوات الحكومية.
وعلى صعيد متصل، حذر المتحدث باسم حركة أنصار الدين المالية المعارضة سنده ولد بوعمامة من أن التدخل العسكري الفرنسي في مالي يستهدف بالدرجة الأولى الجزائر داعيا الجزائريين للوقوف إلى جانب الحركة ومتوعدا بجعل الساحل مقبرة "للغزاة".
وقال ولد بوعمامة في تصريح لصحيفة "الشروق" الجزائرية الصادرة اليوم الأحد، حول الخلفيات الحقيقية التي دفعت فرنسا للدخول في الحرب بهذه السرعة: "إنه مشروع فرنسي لإعادة مكانة فرنسا في المنطقة التي حظيت بها خلال ستينات القرن الماضي، ففرنسا أرادت هذه الحرب وخططت لها منذ سنوات وهي الآن تنفذها، حيث الصراع يعود إلى سنوات، بل إلى عقود من الزمن".
وأشار إلى الصراع الجزائري الفرنسي على القاعدة العسكرية "تساليت" في عهد حكم الجنرال موسى تراوري ، قبل أن تتمكن الجزائر من انتزاع هذه القاعدة وأرجعتها لمالي فالمسألة ليست بسيطة كما يتصورها البعض إنما هي أكبر بكثير من ذلك هي مسألة نفوذ في المنطقة ، وفرنسا أرادت إعادة بسط السيطرة على المنطقة ككل، ولكن هذه المرة من خلال الجنوب.
هذا ومن المقرر أن يصل رئيس الوزراء المالي ديانغو سيسيكا إلى الجزائر العاصمة فى وقت لاحق اليوم على رأس وفد وزاري رفيع المستوى لإجراء مباحثات مع كبار المسئولين الجزائريين تتناول آخر التطورات فى بلاده فى ضوء نشوب معارك بين الجماعات الإرهابية وجيش الحكومة.
وفى ذات السياق، أعلن وزير الدفاع الفرنسي جون- ايف لودريان أن الضربات الجوية الفرنسية تتواصل اليوم، ضد مواقع المجموعات المسلحة الإسلامية في مالي.
وقال لودريان في مقابلة صباح اليوم، مع إذاعة "أوروبا1 " وقناة "ايه تيليه": "إن هناك غارات باستمرار، ويجرى شن غارة في هذا الوقت"، مضيفا أن غارات أخرى شنت ليلا وسيكون هناك غارات غدا.
وأكد وزير الدفاع الفرنسي أنه لم يتم بالكامل وقف تقدم المجموعات المسلحة مشددا على استمرار العمليات لصد "الجماعات الجهادية".
وذكرت وزارة الدفاع الفرنسية أن القوات الفرنسية المشاركة في "دعم الجيش المالي" نجحت أمس السبت في وقف تقدم الإسلاميين صوب وسط البلاد بالإضافة إلى أنه تم تدمير عدد من وحدات الجهاديين خلال عمليات مداهمات أمس الأول الجمعة.
ووصلت وحدات من القوات الفرنسية المتمركزة في كوت ديفوار وتشاد إلى باماكو أمس السبت في إطار التعزيزات التي أمرت باريس بإرسالها إلى مالي حيث تشن منذ أمس الأول عملية عسكرية لدعم القوات الحكومية المالية ضد الإسلاميين الذين يسيطرون على شمال البلاد.
وأعرب الرئيس الفرنسي فرنسوا أولاند أمس السبت عن ثقته في نجاح العمليات العسكرية الجارية ضد الإسلاميين في مالي، بمساعدة قوات عسكرية فرنسية.
وأكد أولاند، أن القوات الفرنسية نجحت في "كبح جماح" الإسلاميين، ومنعت قواتهم من إحراز المزيد من التقدم في مالي "بفضل شجاعة جنودنا ولكن مهمتنا لم تنته بعد".