ذكرت صحيفة "الجارديان" البريطانية أن التسابق بين اليابان والصين لإنتاج طائرات بدون طيار تنذر بمواجهات جوية بين القوتين الآسيويتين المتنازعتين على ملكية مجموعة من الجزر في بحر الصين الشرقي ، وذلك على الرغم من إدعائهما بأن تلك الطائرات ستستخدم لأغراض المراقبة . وأشارت الصحيفة - في تقرير بثته بموقعها على شبكة الإنترنت - إلى أن إنتاج الطائرات بدون طيار يستحوذ على اهتمام الدولتين حاليا في إطار تصعيد سباق التسلح بينهما ، وسعيهما للتأكيد على قدرة كل منهما لفرض سيطرتها على مجموعة الجزر محل النزاع .
وأضافت الصحيفة أنه في الوقت الذي تقوم فيه بكين بتوسيع برنامجها الجديد لإنتاج طائرات بدون طيار ، تستعد طوكيو لشراء نموذج متطور من هذه الطائرات من الولاياتالمتحدة ، وعلى الرغم من إدعاء البلدين بأن تلك الطائرات ستستخدم لأغراض المراقبة ، إلا أن خبراء ومحللين يحذرون من إمكانية اندلاع مواجهات جوية في سماء المنطقة في المستقبل القريب.
وأوضحت الصحيفة أن الصراع حول الجزر ، التي يطلق عليها اليابانيون اسم سينكاكو وتعرف في الصين باسم دياويو، تصاعد خلال الأسابيع الأخيرة ، حيث شهد النصف الثاني من ديسمبر الماضي تسلل طائرات مراقبة صينية نحو الجزر أربع مرات، قبل أن تطاردها مقاتلات (إف -15) يابانية إلى أن ابتعدت عن المنطقة ، وهو الأمر الذي يفسره البعض بعدم وجود نية لدى أي من الدولتين للتراجع عن موقفها .
وأشارت الصحيفة إلى الأولوية التي منحتها الإدارة اليابانيةالجديدة المحافظة ، تحت قيادة رئيس الوزراء شينزو آبي ، لمواجهة التهديد الصيني نحو جزر سينكاكو، والتي أعلن عنها آبي بمجرد فوز حزبه في الانتخابات التي أجريت الشهر الماضي ، وبدأ في العمل بمقتضاها بإصدار أوامره لمراجعة برنامج الدفاع الياباني متوسط المدى ، والتسريع من إتمام شراء الطائرات بدون طيار الأمريكية .
وتوقعت صحيفة "الجارديان" البريطانية أن يزيد الإنفاق الدفاعي لليابان خلال العام الجاري للمرة الأولى منذ 11 عاما ، خاصة مع وجود رئيس الوزراء شينزو آبي ، الذي يرغب في دور أكبر لقوات بلاده المسلحة دوليا ، مشيرة إلى احتمال إنفاق الزيادة المتوقعة على تعزيز أعداد الجنود وتطوير الأجهزة العسكرية .
وفي المقابل ، أشارت الصحيفة إلى أن الصين تبدو أكثر إصرارا على التمسك بموقفها ، وهو الأمر الذي عكسته تصريحات أحد مسئولي المراقبة البحرية الصينية رفيعي المستوى ، والتي قال فيها " إن اليابان مستمرة في تجاهلها لتحذيرات بكين بشأن خرق سفنها وطائراتها الحربية للسيادة الصينية " .
وأضاف المسئول الصيني أن هذا السلوك من قبل اليابان قد يؤدي إلى تأزيم الموقف في بحر الصين الشرقي على نحو أكبر مما هو عليه ، ويتطلب من الصين أن توجه كل اهتمامها نحو هذا الملف .
وأشارت الصحيفة البريطانية إلى التقرير الصادر عن وزارة الدفاع الأمريكية (بنتاجون) عن العام الماضي ، والذي أثبت صحة الشائعات التي تم تداولها في الأوساط العسكرية بشأن تطوير الصين لجيل جديد من طائرات التسلل بدون طيار، والتي أطلقت عليها بكين اسم "أنجيان" أو "السيف الأسود"، وهي طائرات تتعدى إمكانياتها وقدراتها تلك الموجودة بالطائرات بدون طيار التابعة لأسطول الجو الأمريكي.