أكد الفنان أحمد بيرو ل"شبكة الإعلام العربية محيط" أن معرضه "حكاية جنية مصري" الذي كان مقررا افتتاحه في مركز "إعداد القادة" وتم إلغاءه من قبل وزير الشباب أسامة يس لأسباب غير مقنعه، كان بمثابة رسالة للحكومة لعدم تعويم الجنية المصري. ولذلك تم انتقال معرض الفنان بيرو إلى جمعية "عملاتى لتنمية الهوايات" وهى أول جمعية مصرية مشهرة تهتم بهواية جمع العملات التذكارية والطوابع، كما تم الافتتاح في موعده أول أمس بحضور الفنان حامد العجمي مصمم الجنيه والنصف جنيه المعدن، الفنان صبري وأحمد طنطاوي مصممي الجنيه والخمسة جنيه التذكارية "فضه وذهب"، د. مجدي حنفي صاحب موسوعة "العملات التذكارية المصرية"، على لبيب أمين عام جمعية "عملاتي لتنمية الهوايات"، أحمد شعبان مؤسس الجمعية، مجدي الأتربي رئيس مجلس إدارة الجمعية، د مجدي سليمان رئيس جمعية الطوابع، وكابتن زكريا ناصر. واستنكر بيرو تفاجئه بإلغاء المعرض قبل افتتاحه بيوم واحد في مركز "إعداد القادة"، والذي كان يجب افتتاحه في هذا الموعد تحديدا 5 يناير ليكون بمثابة احتفالية بمرور 114 عاما على ذكرى إعلان ميلاد الجنية المصري في الخامس من يناير عام 1899. مضيفا أنه سمع مبررات غير مقنعه لإلغاء الوزير للمعرض منها أن المعرض ليس ذو أهمية، وأنه سيثير ضجة إعلامية. لكنه اعتقد أن السبب الأساسي في إلغاء المعرض هو عدم توصيل رسالة المعرض الأساسية وهي عدم تعويم الجنية المصري. وأشار بيرو إلى أنه ردا على هذا الموقف من قبل وزير الشباب والرياضة سوف يقوم برسم الجنية في يوم 25 يناير بميدان "التحرير" في أكبر مساحة له ستصل إلى 4 × 2 متر. لافتا لتضامن عدد كبير من الفنانين التشكيليين والمثقفين معه بعد إلغاء معرضه، معتبرين ما حدث أخونة للفن، وتقييد لحرية الفكر والإبداع التي تعد خطا أحمر، وأنه كان يجب تبني أعمال الفنانين الشباب، وبخاصة أن هذا المعرض هو الأول الذي يتم تناول فيه عملة الجنية المصري، والإشارة إلى أهميته في مجال السياحة لما كان يحمله من رسالة للسائحين عبر رسوماته التي كانت تعرض نماذج من الآثار والأماكن الأثرية المصرية. وقال أحمد أنه تم مراسلته من قبل بعض القاعات في دول عربية كالإمارات والكويت رحبت باستقبال المعرض عندها. ويعد معرض "حكاية جنيه مصري" محاولة لإعادة إحياء الجنية الورقي بعد استبداله بالعملة المعدنية، وذلك من خلال رسم كل مراحل تطوره المختلفة، وسرد حكاية كل جنيه بمختلف إصداراته؛ حيث قام بيرو بالتركيز على الجنية نظرا لأهميته الوطنية والقومية وبخاصة أن دول العالم لا تلغي ولا تستبدل العملة الأساسية لها. وقد مر الجنيه المصري بالعديد من المراحل المختلفة عبر الزمن، وذلك منذ أن تم توحيد العملة في مصر عام 1839 بموجب قانون "ديكريتو"، والذي قام بتقسيم الجنيه المصري إلى مائة قرش. والفنان بيرو هو أول فنان مصري يقوم برسم أكبر جنيه في العالم على قطعة خشبية ضخمة بمقاس 102 × 212 سم، وقد تم عرضه في دار الأوبرا المصرية ب "صالون الشباب" في دورته الثالثة والعشرين. وقال بيرو ل"محيط" أن هذا المعرض يهدف أيضا إلى محاولة دعم السياحة المصرية من خلال الرسومات للأماكن السياحية والأثرية التي كانت توضع على العملات الورقية؛ حيث أن قيمة العملة الورقية لا تقتصر على القيمة الاقتصادية فقط، فنجد صور لبوابة معبد "خونسو" بالكرنك، جامع "المنصور سيف الدين قلاوون" في بين القصرين، معبد "إيزيس" بفيلة، مسجد "السلطان الأشراف قايتباي" بمقابر المماليك، معبد "أبو سمبل، تمثال "أبو الهول"، وجميعها أماكن تدل على عبق التاريخ، وأن مصر مهد لحضارات مختلفة تنوعت وتعددت أشكالها ومصادرها، مما يساعد على دعم السياحة من خلال رؤية هذه الأماكن الأثرية ومعرفتها وانتشارها من خلال تداول العملة الورقية بين السائحين، بالإضافة إلى أنهم يحتفظون بالعملة الورقية المصرية كذكرى خالدة لهم، لما لها من جماليات ورسوم ونقوش متميزة، واختلاف التصميمات بمرور الزمن وباختلاف المصممين، وظهور الزخارف الإسلامية بدلا من الكتابات الأجنبية الكثيرة في بداية تصميم أول عملة ورقية للجنيه المصري؛ حيث يختلف كل تصميم للجنيه عن الآخر في كل إصدار له مما يحدث تنوع فني للتصميم. طالب بيرو إقامة متحف قومي لحفظ العملات الورقية والمعدنية المصرية، وعمل أرشيف لها ليتم توثيقها ضمن البومات بحسب تواريخ إصدارها؛ ليصبح مدرسة يتعلم فيها الزائرون فن توثيق وحفظ العملات الورقية والمعدنية؛ حيث أنها ثروة قومية. ووضع هذا المتحف على الخريطة السياحية، وتقديم ورش عمل للأطفال وطلاب المدارس وحثهم على زيارة المتحف من خلاله. بالإضافة لضرورة إنشاء مواقع إلكترونية وموسوعات وكتالوجات ومجلات تهتم بكل ما يخص العملات الورقية المصرية، تقدم كل ما هو جديد ومفيد لعشاق ومريدي هذه الهواية الجذابة. وقال بيرو: "أين النهضة في إلغاء كل ما هو أنشئ للسياحة مثل العملة، فالخمسين قرشا التي كان مرسوم عليها جامع الأزهر تم استبدالها بعمله معدنية!!، وكذلك الخمسة وعشرون قرشا التي كانت تحوي رسوما للقمح والقطن لتشجع الفلاح على ممارسة عمله!! وأخيرا استبدال الخمسة جنيهات بعملة معدنية هي الأخرى!!". مضيفا أن التعويم الكامل للجنيه المصري سيعني انهياره واستنزاف الاحتياطي المصري من العملات الحرة، والانخفاض الكبير المتوقع في سعر صرف الجنيه عند تعويمه الكامل سيؤدي إلى ارتفاع أسعار كل السلع المستوردة عند تقويمها بالجنيه المصري، مما سيرفع فاتورة دعم السلع المستوردة مثل القمح والزيوت والسكر وهذا سيؤدي لتفاقم عجز الموازنة العامة للدولة؛ مما يحدث موجة تضخمية كبيرة تؤدي للإضرار بكل من يعملون بأجر من عمال ومهنيين وفلاحين من أصحاب الدخول شبه الثابتة، الذين تتآكل القدرة الشرائية لمرتباتهم، وهم على الأرجح لن يصمتوا على مثل هذا الانتهاك مما سيشعل توترا اجتماعياً وربما انفجاراً شعبياً كبيراً. وأكد بيرو أن هذا المعرض بداية انطلاق لسلسة معارض قادمة تضم عملات فئة الخمس قروش، والخمسون قرشا، والخمسة وعشرون قرشا، والعشرة قروش. وسوف يستمر المعرض حتى يوم الخميس الموافق 10 يناير الجاري.