القاهرة : طالب سياسيون واعلاميون بالتحقيق الفورى فى ما نشرته المخابرات الاسرائيلية فى موقعها الرسمى عن تورط رئيس تحرير جريدة "روز اليوسف" السابق وعضو أمانة السياسات بالحزب الوطنى المنحل فى العمل لحساب "الموساد" . وقال الكاتب الصحفى والمحلل السياسى حسن بديع أمين تنظيم حزب الوفاق القومى أن هذا الموضوع الخطير يحتاج الى اجراء تحقيق فورى وفتح الملف ، وفى حالة توافر أدلة تثبت ادانته تتعين احالته الى محاكمة عاجلة وتوقيع أقصى العقوبات عليه. وبدوره ، أكد صلاح البجرمى مساعد رئيس تحرير جريدة التعاون أنه قد حان الوقت لفتح ملفات حميع العاملين بالصحافة والاعلام لأن حجم الاختراق الاسرائيلى فى هذا المجال قد فاق كل تصور . أما محسن أبو سعدة مقرر لجنة الحريات بنقابة المحامين والأمين العام المساعد لحزب العمل فقد طالب بالتحقيق مع عبد الله كمال بتهمة الخيانة العظمى . وكانت المخابرات الاسرائيلية قد فجرت فضيحة من العيار الثقيل حيث نشرت على موقعها الرسمى أن الصحفى عبد الله كمال رئيس تحرير صحيفة "روزاليوسف" السابق كان عميلا لآسرائيل فى مصر بعد أن نجح أحد ضباط الموساد فى تجنيده منذ سنوات . ففى تقرير يحمل شعار (سرى للغاية) ذكر الموقع الخاص بمركز معلومات المخابرات والآرهاب التابع للمخابرات الآسرائيلية "الموساد" أن هناك اتصالات مستمرة مع الصحفيين المصريين" ممن يعدون من أصدقاء اسرائيل بالقاهرة. وذكر نص التقرير صراحة أن عبد الله كمال الذى أحد أهم الشخصيات المقربة من الرئيس المخلوع ونجله جمال مبارك كان من أكثر الصحفيين تعاونا مع المسئولين الآسرائيليين ، وكان كمال يتلقى توجيهات منهم عبر الهاتف مباشرة من خلال مكتب المعلومات والبيانات بمركز المخابرات الإسرائيلية محتميا بعلاقاته برجال النظام السابق ، وكلفته أسرائيل بشن سلسلة من المقالات ضد حركات المقاومة الآسلامية فى المنطقة ومنها حزب الله وحماس. كما تم تكليفه من قبل الضباط الآسرائيليين بالكتابة ضد ايران وتحريض الرأى العام المصرى ضد القوى المقاومة للكيان الصهيونى . وكشف التقرير أيضا أن عبد الله كمال لعب دورا أعلاميا فى التحريض ضد الفلسطينيين بهدف تبرير اعتداءات أسرائيل والتغطية على القصف المستمر لقطاع غزة . وأوضح التقرير أن عملية تجنيد عبد الله كمال تمت فى عام 1995 بعد حديث دار بينه وبين مسئولين أسرائيليين نجحوا فى أقناعه بالتعامل مع اسرائيل عبرموضوعات صحفية ومقالات تخدم مصالح أسرائيل فى المنطقة وتساعدها على الآنتقام من حزب الله وايران. وأشار التقرير إلى ان اسرائيل استخدمت عبد الله كمال الذى كان عضوا بارزا فى لجنة سياسات الحزب الوطنى المنحل فى الضغط على الحزب لآتخاذ مواقف معادية للمقاومة الاسلامية عبر مقالات نشرها عبد الله كمال بالجريدة و زعم خلالها أن عمليات حزب الله فى مصر كانت جزءاً من مؤامرة كبيرة للمحور المنتمى لإيران ضد مصر" وأن هناك جهودا إيرانية لإقامة تحالف إقليمى يشمل كل المنظمات والعصابات لتعمل تحت قيادة واحدة لحزب الله . وكشف التقرير أيضا ان المقالات التى كتبها عبد الله كمال فى روزاليوسف عام 2007 تحت عنوان " شبه جزيرة سيناء قاعدة إرهابية ضد السلطة المصرية" تم تكليفه بها من قبل ضباط اسرائيليين اتصلوا به، وأرادوا أن تنشر تلك الموضوعات بشكل بارز بهدف إظهارأن حماس تشكل خطرا إستراتيجياً على المصالح الإسرائيلية والمصرية على حد سواء ،وأن منطقة سيناء تشكل تهديداً مستمراً لاستقرار مصر و اسرائيل . وكانت صحيفة "الآهرام" قد نشرت فقرات مترجمة من التقرير الآسرائيلى المنسوب للمخابرات الآسرائيلية والذى يتهم عبد الله كمال بالعمالة لصالح أسرائيل , وهو ما دفع عبد الله كمال الى اعلان أنه سيتقدم ببلاغ للنائب العام ضد صحيفة "الآهرام" مشككا فى مصداقية الوثيقة الآسرائيلي.