شهدت معظم مساجد ولايات وسط وغرب الجزائر حالة من الغليان والسخط في أوساط المصلين وأئمة المساجد والإطارات الدينية، على خلفية إصدار مديريات الشئون الدينية لبعض الولايات تعليمات رسمية تتضمن إجبار الأئمة على جمع تبرعات لصالح صندوق الزكاة، وهو ما وضع الأئمة في حرج لافتقاد هذه التعليمات لمبرر ''شرعي وموضوعي''، على حد قولهم. ففي خطب الجمعة، يضطر الأئمة إلى استقطاع أوقات ما بين الخطبتين للخروج من الخطاب الديني، وينتقلون قسرا إلى تلاوة مقتضبة للتعليمات التي تردهم من مديريات الشؤون الدينية عن طريق مفتشيها الإقليميين، ليطلبوا من الشباب المصلين الطواف عبر الصفوف لجمع التبرعات لفائدة صندوق الزكاة، وقد صرح معظمهم أنهم نفذوا التعليمات كرها خوفا من التعرض إلى عقوبات إدارية قاسية رغم إنكارهم لها.
واعتبر الكثير من الأئمة –بحسب الخبرالجزائرية- أن تمويل صندوق الزكاة بطريقة جمع التبرعات بهذه الطريقة ''مخالف للشرع''، فيما وجد الكثير منهم حرجا كبيرا في التصريح للمصلين بوجهة الأموال التي طالبوهم بدفعها من جيوبهم، ووجدوا أنفسهم بين مطرقة أوامر الإدارة وسندان مواجهة غضب رواد المساجد الذين تذمروا من ''هذه السابقة التي لا تستند إلى نصوص شرعية أو حتى سند قانوني ومنطقي''، على حد قولهم.