مشاكل صناديق الزكاة بالمساجد لاتحصي ولاتعد بل وتستعصي علي الحل.. رغم ان هناك قوانين وتعليمات منظمة لهذا العمل إلا ان المشكلات تزداد يوماً بعد يوم.. ** فعلي سبيل المثال لا الحصر.. امام وخطيب بأحد المساجد الكبري بمدينة نصر قام بعمل محضر في قسم الشرطة برقم 30901 طالب فيه بإزالة جميع صناديق الزكاة الخاصة بلجنة الزكاة التابعة للمسجد واستبدالها بصناديق تبرع تابعة للأوقاف وأعقب ذلك رفع دعوي قضائية لاثبات ذلك. ** وفي مسجد الرحمن بحدائق القبة تدور حرب طاحنة بين مجلس إدارة المسجد المشكل من قبل وزارة الاوقاف وبين جمعية أهلية ملاحقة للمسجد وتحمل اسم لجنة الزكاة باسم المسجد ويقوم صاحبها بوضع صناديق الزكاة علي جدران المسجد رغماً عن الاوقاف في حين تعلن إدارة المسجد تبرئتها من هذه الافعال وعدم مسئوليتها عن هذه الصناديق التي تتم بالمخالفة للتعليمات واللوائح. ** وفي مسجد الغفور وهو أحد أشهر مساجد منطقة حلوان والمعصرة حيث اشتهر بمساعدته للفقراء والمساكين ويحظي بحب واحترام كبير من أهالي المنطقة.. قام عدد من الخارجين عن القانون بجمع تبرعات وهمية باسم المسجد بحجة جمع أموال الزكاة وانفاقها علي الفقراء والمساكين وهم منهم براء. ** والعديد من الامثلة الاخري التي تعيشها مديريات الاوقاف يومياً بسبب الصراع علي صناديق الزكاة بالمساجد وتصل الصراعات إلي ساحات القضاء وأحياناً إلي التشابك بالايدي بين الاطراف. والاسئلة التي تطرح نفسها كم عدد صناديق الزكاوات بالمساجد وكيف تدار.. وتتبع من؟! الاوقاف أم الشئون الاجتماعية. وهل يوجد حصر لقيمتها.. وما هو دور الاوقاف أو الشئون الاجتماعية.. ومن له حق محاسبة المخالفين.. كل هذه الاسئلة وغيرها دارت بذهني وأنا أكتب هذا التحقيق. البداية.. فإن وزارة الاوقاف من المفترض ان تكون المسئولة الاولي عما يحدث في مساجدها من الدعوة والمنبر والصلاة والمشروعات الخدمية وأموال الزكاة وصناديق الزكاة في المساجد وأن تنفقها طبقاً لمصارفها الشرعية التي حددتها الشريعة الاسلامية هكذا قال لي الدكتور سعد محمد الدروي- أستاذ الدراسات الاسلامية بجامعة المنيا.. وأشار إلي انه ليس هناك جهة أعلم بالانفاق من وزارة الاوقاف وأن توجد هذه الصناديق وأن تفتح برعاية كاملة من الاوقاف فالمترددون علي المساجد يقومون بوضع زكواتهم ليس لمجلس إدارة المسجد ولكن ثقة في إمام الاوقاف الذي المفترض ان يكون عالماً بكل بواطن الامور.. ووزارة الاوقاف هي التي يجب ان تكون أمينة علي أموال الوقف والزكاة.. لكن ماذا يتم علي أرض الواقع.. وكيف تدار هذه الصناديق ومن المسئول عنها.. الله أعلم!!! مخالفة للتعليمات توجهت بهذا السؤال إلي الشيخ فؤاد عبدالعظيم- وكيل وزارة الاوقاف لشئون المساجد فأجاب موضحاً ان تعليمات وزير الاوقاف تقضي بمنع وجود لجان زكاة أو صناديق لجمع الزكاة في أي مسجد.. وأن كل لجان الزكاة الموجودة في المساجد الآن ونحن نعترف بوجودها هي مخالفة تماماً لتعليمات الوزارة وهذه الصناديق الموجودة بالمخالفة تتبع وزارة الشئون الاجتماعية وعلي الشئون ان تبادر برفعها من المساجد وأن تبحث لها عن مكان غير المسجد لكن كل ما في الامر ان الشئون توافق علي اشهار لجنة زكاة علي أي مسجد ويقوم العاملون علي هذه اللجان التابعة للشئون الاجتماعية بتعليق الصناديق في المساجد في غيبة المراقبة والمتابعة. أما صناديق التبرعات التابعة لمجالس إدارات المساجد فهي تتم بعلم الاوقاف وبتصريح منها.. وتخصص نسبة من هذه التبرعات لصالح المديرية التابع لها المسجد وهي نسبة 10% والباقي يتم توزيعه من خلال الكشوفات الرسمية والايصالات الرسمية لمساعدة الفقراء والمحتاجين من أهل الحي التابع لها المسجد وليست زكاة.. وهذه التبرعات يتم محاسبتها من قبل المسئولين بالاوقاف وإحالة المخالفين فيها لجهات التحقيق أو حل مجلس الإدارة إذا ثبت عليه مخالفة مالية. مجالس الإدارات أما الشيخ جابر طايع- مدير عام المساجد الحكومية فيري ان الاوقاف ليست لها أي علاقة بصناديق الزكاة في المساجد.. وهناك قرار صريح من وزير الاوقاف الاسبق بمنع لجان الزكاة بالمساجد.. وهذه مسئولية الجمعيات الاهلية التي تقوم باشهار لجان الزكاة علي المساجد لتستمد منها الشرعية وتتحايل علي بنك ناصر الاجتماعي ويجب علي الشئون الاجتماعية ان تراقب مثل هذه الصناديق التي لا أول لها ولا آخر وأن تطبق القانون علي المخالفين وأن تنأي بهذه الصناديق عن المساجد التي جعلت للعبادة. وقال الشيخ جابر: ان بعض مجالس الادارات التي يتم تشكيلها في الاوقاف أيضاً تقوم بعمل هذه الصناديق بالمخالفة للتعليمات وأسعي خلال الفترة القادمة لوضع ضوابط جديدة لتنظيم عمل مجالس الادارات أهمها ألا يكون من بينها أحد العاملين بالاوقاف وألا يكون أميناً للصندوق أو رئيساً لمجلس الإدارة وإعادة هيكلتها من جديد وأن يكون الاعضاء من المشهود لهم بالسمعة الطيبة.. فمثلاً هل يعقل ان يكون د. أحمد فتحي سرور رئيساً لمجلس إدارة مسجد السيدة زينب حتي الآن وكذلك د. محمد ابراهيم سليمان رئيسا لمجلس إدارة مسجد الامام الحسين؟! مسئول بالاوقاف رفض ذكر اسمه.. قال ان تعليمات الوزارة تمنع إقامة صناديق للزكاة.. لكن للأسف في كثير من المساجد نظرا لجهل بعض الائمة لتعليمات الوزارة وتحايل المواطنين باشهار مساجد وجمعيات بالمخالفة للتعليمات ويزداد الامر خطورة حينما تستغل المنابر للترويج لهذه الصناديق غير الرسمية.. والخطر ان وجودها عمل علي وجود مافيات لصناديق الزكاة داخل كثير من المساجد خاصة بالمدن الكبري.. وهذه الصناديق كان السبب في انشائها علاقة القائمين عليها بجهاز أمن الدولة فمن كان يقدر علي إيقاف هذا الزحف في حماية الجهاز الامني الكبير في الوقت الماضي.