حذرت الكتلة البيضاء العراقية من تسيس تظاهرات أهالي محافظة الأنبار من قبل تنظيمات ومجموعات من تنظيم القاعدة، وأبدت خشيتها من دخول الجماهير على خط الأزمة في العراق وأن يتحول الوضع إلى أكثر مما عليه في سوريا. وقال النائب عن الكتلة البيضاء عزيز المياحي ، في بيان صحفي اليوم الأحد، "إن المتابع للتظاهرات الحالية في محافظة الأنبار يجد أنها خرجت عن مضمونها المحلي ، وتم استغلالها أبشع استغلال من خلال رفع صور النظام السابق والعلم القديم وعلم ما يسمى بالجيش الحر ، بالإضافة إلى رفع صور رئيس وزراء تركيا رجب طيب أردوغان وترديد شعارات تحرض على العنف الطائفي والمسلح".
وأضاف النائب العراقي قائلا :"إن هذا يجعلنا نشعر بوجود جهات سياسية تحاول تسخير تلك المظاهرات لخدمة أجندات خارجية ، وهذا ما لا نقبله ؛ لأنه لا يليق بهيبة عشائر الأنبار".
وتابع: إن ما نراه على أرض الواقع لا نشعر أنه يعبر عن حقيقة عشائر الأنبار المعروفة بعراقتها وتاريخها المشرف في طرد الإرهاب وفلول القاعدة في وقت مضى وكل هذا يجعلنا نتخوف من خطورة المشروع التكفيري والبعثي الذي كان ومازال يسعى إلى إفشال تجربة العراق الجديد والذي بدأ يتحرك في داخل تلك التظاهرات لتغذيتها بالأفكار العنصرية.
وانتقد المياحي ، مشاركة بعض السياسيين والوزراء في تلك المظاهرات وإطلاقهم للخطابات الطائفية ، منوها بأنهم من المفترض أن يكونوا جزءا من العملية السياسية والحكومية ،إلا أنهم أظهروا حقيقة الأجندات التي تسير مشروعهم الذي يخططون من خلاله لإفشال العملية السياسية.
ودعا النائب عن الكتلة البيضاء ، عشائر الأنبار إلى طرد كل من ظهرت حقيقة أفكاره الطائفية والتكفيرية كي لا يخلقوا بؤرة جديدة من بؤر التشدد والنزعة الانقلابية التي ولت مع أصحابها دون عودة.
وأيد النائب العراقي عزيز المياحي في هذا الاتجاه ، المتحدث باسم الكتلة البيضاء العراقية كاظم الشمري ، حيث أعرب عن خشيته من دخول الجماهير على خط الأزمة في العراق ، وأن يتحول الوضع إلى أكثر مما عليه في سوريا ، مشيرا إلى أن هناك أرضية مناسبة لهذا العنف ، مؤكدا أن دخول الجماهير على خط الأزمة له نتائج خطيرة جدا. ودعا الشمري في تصريح له اليوم الأحد الحكومة إلى أن تستمع وتتحاور مع الجماهير وتأخذ بعين الاعتبار لمطالبهم ، وألا تتبع سياسية اللامبالاة.
وتابع الشمري قائلا :"إن استخدام ورقة الجمهور للضغط على الحكومة في تطبيق القانون أمر غير صحيح ، ولا يمكن الركون إليه ، أما الرفض الشعبي للممارسات القمعية أوما شابهها ، فهو لا بأس به كالتظاهر والتجمع والاعتصام لأنها حقوق مكفولة دستورياط.
وشدد على ضرورة عدم إساءة استخدام هذه الحقوق الدستورية في إشعال فتيل حرب أهلية قد نعرف كيف تبدأ ، لكن لا نعرف كيف ومتى تنتهي.
وكان رئيس مجلس النواب العراقي أسامة النجيفي قد قال في بيان له أمس السبت إن اللجوء إلى التظاهر يؤكد أن الشعب فقد ثقته في قدرة الحكومة على إحتواء تطلعاته ، ما أدى إلى خلق أزمة ثقة كبيرة بينها وبين الشعب ، ومثل هذا ما كان ليحدث لولا الوعود المتكررة التي ليس لها أثرا على أرض الواقع.
فيما أكد رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي خلال لقائه عددا من رجال الدين على ضرورة تكاتف جميع العراقيين لتفويت الفرصة على المتربصين بالعراق وأهله.
من جهته ، حذر النائب عن ائتلاف دولة القانون العراقي عبد السلام المالكي أمس عشائر الأنبار من مخطط خارجي يتضمن دخول جماعات من الجيش الحر والقاعدة في مظاهرات الأنبار لإفراغها من محتواها الشعبي ونقلها للمظهر الطائفي لخلق أجواء تناسب عودة الاقتتال الطائفي الى البلاد.
جدير بالذكر أن محافظة الأنبار تشهد منذ أيام تظاهرات حاشدة وقطع للطريق الدولي الرابط بين العراق والأردن وسوريا ،احتجاجا على اعتقال عدد من أفراد حماية وزير المالية القيادي في القائمة العراقية رافع العيساوي.
وطالب المشاركون في التظاهرات التي ضمت علماء دين وشيوخ عشائر ومسئولين محليين بالإفراج عن المعتقلين والمعتقلات في السجون ، ومقاضاة منتهكي أعراض السجينات. مواد متعلقة: 1. قائد إيراني: احتجاجات 2009 أشد خطرا من حربنا ضد العراق 2. 2012 .. يشهد مقتل 5 و 16 اعتداء على الصحفيين في العراق 3. الهاشمي: إسقاط رئيس الوزراء العراقي هو الحل للخروج من الأزمة