قال أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة والجامعة الأمريكية الدكتور عمرو حمزاوي أن الجمهورية الأولى في مصر وهي دولة استبداد أدارت العلاقة مع الدين عبر سيطرتها على المؤسسات الدينية الإسلامية والمسيحية، ومن ثم جعلت هذه المؤسسات تابعة للدولة لخدمة السياسة، تصاعدت وتائر هذه الدولة المستبدة باسم الدين في نهاية الستينيات، حيث اعتمد الحاكم ونخبته على الدين. جاء ذلك خلال مشاركة حمزاوي في المائدة المستديرة التي استضافها المجلس الأعلى للثقافة ضمن فعاليات مؤتمر "الدين والسياسة فى مصر على مر العصور"، وشارك بها كل من سمير مرقص، وفيفيان فؤاد.
وأكد حمزاوي أن تيارات الإسلام السياسي حين مارست السياسة لم تحسم أمرها على مستوى علاقة الدين بالدولة الحديثة، فهذه التيارات احتفت بالديمقراطية من خلال الصناديق فقط، واختزلت فكرة الديمقراطية في هذا الإجراء فقط دون تداول السلطة أو غيرها من المفاهيم الديمقراطية.
وأشار إلى أنه منذ 25 يناير 2011 أصبحت القضية الرئيسية التي نعاني منها في مصر هي القضية المتعلقة بالمشاركة السياسية، فتيارات الإسلام السياسي لم تحسم أمرها حول مشروع الدولة وعناصر الدولة الحديثة، من التنظيم الديمقراطي وتداول السلطة وما يتجاوز صندوق الانتخابات. ولفت حمزاوي إلى أن جماعة الإخوان تتبع مبدأ ما قبل الدولة الحديثة، فهي ترى نفسها الكل في واحد، فلديها خلط مستمر بين المساحات المختلفة، ومنها ما بين الديني والمدني، فهم لا يعترفون بالفصل في أي شئ.
تابع: لابد من اعتماد مبدأ رئيسي في الدولة الحديثة، وهو أن الدولة كيان محايد لا تميز بين المواطنين على أساس ديني، وهذا يستتبع الفصل بين الديني والسياسي.
وأشار حمزاوي إلى أن الدولة الحديثة في أوروبا انتزعت حقوقها من المؤسسة الدينية، وكان التحدي هو تنظيم العلاقة بين الدولة والمؤسسات الدينية.
من جانبها قالت مديرة التدريب في المجلس القومي للسكان دكتور فيفان فؤاد، أن الدولة الحديثة منذ عهد محمد علي اعتمدت على الدين لتمرير السياسات الاجتماعية، وذكرت مثال أن كتاب "تحرير المرأة" لقاسم أمين كان كتاباً في الفقه الإسلامي، مؤكدة انه لا يمكن حدوث نهضة سياسية دون نهضة اجتماعية، لافتة إلى أن المطالبة فقط بتقدم سياسي لا يمكن أن يتحقق دون التقدم الاجتماعي.
ولفتت فؤاد إلى أن هناك خطابين في المجتمع أحدهما يريد استبعاد الدين تماماً، وآخر يعتمد على تأويل الدين وتفسيره كما يشاء، وكلاهما خاطئ فنحن نحتاج إلى استخدام الدين لبناء الإنسان ولصالحه.
من جانبه، انتقد المفكر السياسي المصري سمير مرقص الدستور، قائلاً أنه يحمل انحراف عن المسار التاريخي المصري، واصفه بأنه دستور "الغلبة"، يعبر عن الفئة الغالبة في الانتخابات البرلمانية التي تضع التشريعات والسياسات كما شاءت، لكن الدستور شئ آخر. مواد متعلقة: 1. «حمزاوي»: المعارضين شرفاء.. وادعوا المصريين بالتصويت ب «لا» 2. «حمزاوي»: الدستور الجديد وُضِع ليسيطر «الإخوان» على مصر تحت غطاء ديني 3. «حمزاوي» ل «صباحك يامصر»: لا تحاور مع الرئيس