غزة : حذر خبراء ومختصون في وزارة الصحة بالحكومة الفلسطينية المقالة في غزة من تزايد نسبة تشوهات الأجنة في القطاع جراء العدوان الإسرائيلي الأخير واستخدام الأسلحة المحرمة دوليا. ونقل المركز الفلسطيني للإعلام عن الخبراء دعوتهم الخميس إلى توفير أجهزةٍ لكشف الإشعاع وقياس درجته وتأثيره في الإنسان والبيئة ودعم إجراء الأبحاث العلمية الدقيقة حول آثار العدوان الإسرائيلي على غزة والإسراع في محاكمة جنرالات الاحتلال وقادته بعد تورطهم في ارتكاب جرائم ضد الإنسانية واستخدامهم أسلحة الفوسفور الأبيض واليورانيوم إبان العدوان على القطاع. وطالب الخبراء والمختصون خلال ندوةٍ متخصصةٍ نظمها مركز "معا" للعمل التنموي ومجلة "آفاق" للبيئة والتنمية تحت عنوان "عام على حرب الإبادة وثلاثة على الحصار.. الآثار الصحية المتفاقمة للحرب على قطاع غزة وكيفية مواجهتها" بفحص المواد الغذائية التي تأتي عبر المعابر ومراقبتها وخاصة اللحوم للتأكد من سلامتها ونسب الهرمون داخلها. وتحدث المختصون عن صورة متشائمة وقاتمة حيال مستقبل الأجيال الفلسطينية القادمة في ضوء بعض المؤشرات التي أظهرت زيادة في نسبة التشوهات لدى الأجنة بعد العدوان الإسرائيلي فضلاً عن زيادة في نسبة السرطانات بشكل عامٍ وسرطان الدم "اللوكيميا "على وجه الخصوص. ودعا المختصون الفلسطينيون في غزة إلى الفحص الدوري وملاحظة أي تغيرات تظهر على الجسم والفحص المبكر ، موصين الحوامل تحديدا بمتابعة الحمل منذ الأيام الأولى وعدم الانتظار حتى نمو الجنين وخاصة أن الأنبوب العصبي يتشكل في الأسابيع الثلاثة الأولى من الحمل لتفادي التشوهات. ومن جانبه ، قال الدكتور ماجد ياسين أستاذ الفوسيولوجيا الطبية بكلية الطب بغزة إن غاز الفوسفور الذي استخدم خلال العدوان الإسرائيلي مكون من مادة شمعية لونها أصفر برائحة الثوم ويدخل في صناعات كثيرة ويستخدم بكثرة لحماية الجنود في الحروب حيث يشكل ساترًا من الدخان والأتربة لحماية الجيش المهاجم ، مؤكدا أن هذا السلاح صمم للاستخدام في مناطق صحراوية خالية لا في مناطق آهلة بالسكان. وأوضح ياسين أن الخطورة تكمن في أن الفوسفور يقذف من الدبابات وشظاياه تبقى مشتعلة ويزداد اشتعالها في حالة ملامستها سطح الأرض نظرا لتوافر الأوكسجين بكثرة ، مشيرا إلى أن الأضرار الصحية لغاز الفسفور تتمثل في الدخان المنبعث منه وتأثيره في الجهاز التنفسي وإحداثه الحروق وتهتكات قد تصل إلى العظام كما يؤدي التعرض له بكثرة إلى تلف أعضاء الجسم والإصابة بالسرطان . وفي السياق ذاته ، قال الدكتور عبد المنعم لبد أستاذ علم الأمراض بكلية الطب إن قنابل الدايم التي استخدمها جيش الاحتلال الاسرائيلي خلال عدوانه على غزة استخدمت كبديل للأسلحة التقليدية العادية التي تحتوي على متفجرات ومسامير وقطع من الحديد حيث جرى طحن تلك المواد لتصبح مثل البودرة وجرى خلطها مع المواد المتفجرة لتوضع بعد ذلك داخل الصاروخ وتصبح بعد ذلك خفيفة الوزن حيث تطلق من طائرات الهيلوكبتر وطائرات الرصد. وأضاف أنه بمجرد أن تقذف هذه المادة ينفجر الصاروخ محدثا نارا حارقة وشديدة تدمر كل شيء أمامها وتحدث بترا للأطراف. وأكد أن خطورة هذه المادة تكمن في صغر ذراتها التي لا ترى بالعين المجردة ولا حتى بالمجهر وكل ذرة هي بمثابة شظية إذا ما اخترقت الجسم حيث لا يشعر الإنسان بوجودها إلا بعد فترة وغالبا تؤدي إلى الموت أو الإصابة بالسرطان.