أعقبت ثورة 25 يناير ظاهرة غريبة توحى بالفوضى فى مجال الإعلام شأن الفوضى التى أصابت كل المجالات فى مصر. إصدارات صحفية وقنوات تلفزيوينة كثيرة ومتعددة لكنها غثاء كغثاء السيل لا هدف ولا مضمون غير ركوب الموجة وجنى مزيد من الأموال لاناس جمعوا الملايين فى عهد الرئيس السابق وهم يتلونون كالحرباء بكل لون ليسايروا الجديد وليلعبوا مع الغالب المنتصر.
وليحققوا المزيد من النفوذ والجاه والغريب ان بعض هؤلاء يرفعون راية الإصلاح ويدعون الفقر ويزعمون انهم يناضلون من اجل الوطن ويعملون على الوصول بسفينة البلاد الى بر الأمان وهم من ذلك كله براء.
فالأمر عندهم ليس اكثر من ركوب الموجة ولو كان ذلك على حساب المئات ممن يعملون معهم او من يزعمون انهم يعملون من اجلهم فكم من صحفى وكم من مذيع كان كل همه تلميع الرئيس المخلوع حسنى مبارك والترويج لولى عهده الميمون من بعده واقناع الناس بانه القائد الملهم والزعيم الذى تنتظره مصر بل كان البعض يقبل الايادى وينحنى لدرجة الركوع الذى لا يكون الا لله سبحانه وتعالى امام مسئولين لا يملكون من امر أنفسهم شيئا وهم يقبعون الآن فى السجون بسبب فسادهم وانحرافاتهم وعظيم جرمهم فى حق مصر وشعبها.
ثم يأتى هؤلاء الآن ويزعمون انهم صناع الثورة وانهم دافعوا عنها بسيف الكلمة وانه لولا دفاعهم عنها لماتت ولتم وأدها فى مهدها.
بل بلغت الجرأة والوقاحة ببعض هؤلاء الى درجة اعتلاء المنصة الرئيسية فى ميدان التحرير خلال احدى المليونيات التى اعقبت الثورة ليخطب فى الجماهير بحماس منقطع النظير ويقسم للبسطاء من ابناء هذا البلد انه مع الثورة منذ يومها الاول
وانه كان ضد الرئيس المخلوع طيلة حياته مع انه صنيعة رجال جهاز امن الدولة المنحل وكان يسبح بحمد مبارك ونجله جمال فى كتاباته فى الصحيفة التى كان يرأس تحريرها وفى البرامج التى كان يقدمها فى بعض القنوات الفضائية . والسؤال المطروح الان ماذا يريد هؤلاء بعد ان افسدوا الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية ؟ هل يريدون استنساخ حاكما اخر على شاكلة حسنى مبارك يحمى مصالحهم ويدافع عن نفوذهم مقابل الخدمات التى يؤدونها اليه.
وهو ما يعرف بالتحالف الشرير بين أصحاب السلطة وأصحاب المال وشلة المنتفعين والمتسلقين ام انهم يريدون الحصول على نصيب فى الكعكة التى يظنون انها ستقسم قريبا خلال الانتخابات التشريعية والرئاسية ام هل يسعى هؤلاء الى تشكيل جماعات ضغط هدفها تقليم اظافر الرئيس الجديد حتى يستجيب لمطالبهم ويتجاوب مع فسادهم ؟ رغم هذا لا ارى الصورة كلها سوداء مظلمة فهناك بالتأكيد بعض الشرفاء الذين يعملون من اجل خدمة مصر وشعبها لكن هؤلاء ليس فى ايديهم المال ويواجهون تحديات عاتية فى طريق إصدار صحيفة يومية او أسبوعية او تأسيس قناة فضائية تحمل افكارهم الى الناس.
وتعبر عن هموم الشارع المصرى واحتياجات الفقراء والمطحونين وأدعو هؤلاء الى عدم اليأس وعدم ترك الساحة لاذيال مبارك وللمنافقين الذين يأكلون على كل الموائد ووضع خطة لتوعية الناس وتعريف المصريين بتاريخ الرجال .
واقترح اعداد كتيب – لا اريده ان يكون قائمة سوداء – يقدم نبذة مختصرة عن الاعلاميين والمثقفين والسياسيين واهم مواقفهم من الرئيس المخلوع ونظامه مع تقديم نماذج من كتاباتهم وبرامجهم .
حتى يتبين الشعب المصرى الخيط الابيض من الخيط الأسود وحتى يميز ابناء وطننا الحبيب . الخبيث من الطيب وبالتالى يكون اختيارهم لممثليهم فى مجلس الشعب والشورى صائبا ويكون اختيارهم للرئيس القادم سليما ..