القدس المحتلة: صرح الحاخام اليهودي مناحيم فرومان بأن الاعتداء الذي نفذه مستوطن على مسجد "ياسوف" الجمعة لا يمثل المستوطنين ولا اليهود ولا يعبر سوى عن جنون وكفر يهين الديانة اليهودية قبل أن يهين الديانة الإسلامية ويسيء لها. ونقلت وكالة "معا" الفلسطينية عن الحاخام قوله: " إن مجموعة من المستوطنين اليهود -وهو واحد منهم- بداوا بتجميع أنفسهم باعداد كبيرة للذهاب الى قرية ياسوف ليعرضوا المساعدة في اعادة إعمار المسجد كنوع من التكفير عن الجريمة التي ارتكبها المستوطن". وكشف فرومان: "إن الحاخام الأكبر شلومو عمار بصدد إصدار بيان استنكاري شديد ضد العمل المسيء للمسجد وللاسلام ولكن وبسبب دخول عطلة السبت اليهودي وعدم تمكن اليهود من العمل تقرر ارجاء ذلك إلى صباح الأحد ". وأعرب الحاخام عن أسفه الشديد للمجتمع الفلسطيني عما حدث وان من قام بهذا العمل هو كافر وأن الدين اليهودي يحرم هذه الأفعال أو آية اعتداءات على بيوت الله ،حسب قوله. وكان المستوطنون في الضفة الغربية قد احرقوا مسجد في قرية "ياسوف" في محافظة سلفيت وكتبوا شعارات على جدرانه تهدد وتتوعد اهالي القرية. واستنكر الرئيس الفلسطيني محمود عباس الاعتداء واعتبره انتهاكًا لحرية العبادة وحرمة المقدسات . وكانت النيران قد اتت على مكتبة المسجد المليئة بالمصاحف والكتب الدينية , كما احرقت السجاد قبل ان يتمكن المواطنون من اخماد الحريق . وكتب المستوطنون قبل انصرافهم شعارات باللغة العبرية مثل: "الانتقام بنار آيفي" و "سنحرقكم كلكم". وقال عبدالرحيم مصلح رئيس مجلس ياسوف القروي: "إن المستوطنين المعتدين تسللوا خلسة عند الساعة الرابعة فجرا الى داخل القرية , وقاموا دون ان يتنبه اليهم احد بتحطيم باب مسجد حسن خضر الجديد وسط القرية وسكبوا مواد مشتعلة بداخله مما ادى الى احتراق المكتبة واجزاء كبيرة من المسجد". ومن جانبه قال الشيخ جمال الياسوفي (48 عاما) من ياسوف شرق سلفيت انه توجه إلى مسجده مع ساعات صباح فجر أمس الجمعة كي يؤذن لصلاة الفجر، إلا انه وقبل ان يصل مسجده تفاجأ بان رائحة دخان قوية في المنطقة ، فما كان منه إلا ان حث الخطى نحو المسجد وإذا به يرى النيران تلتهم مسجد بلدته ياسوف من الداخل. وقال الشيخ جمال انه استنجد بالاهالي وجيران المسجد كي يسرعوا باطفاء الحريق وان النيران كانت في بداياتها عند دخوله المسجد ومن ثم تم اطفاءها قبل ان تمتد إلى المنازل المجاورة كون المسجد ملاصقا لمنازل المواطنين ، وان كتابات وجدت على مدخل المسجد باللغة العبرية نصها" الانتقام بالنار من آفي" ، وبين ان مكتبة القرآن الكريم قد التهمتها النيران وحرقت عشرات المصاحف والسجاد وملحقات المسجد حيث لا يمكن الصلاة فيه بسبب النيران التي التهمته. وقال الأهالي أن المستوطنين تسللوا في وقت كان فيه الناس نياما ، وكون مستوطنة تفوح لا تبعد سوى مئات الامتار عن المسجد الكبير الذي يؤمه اهالي البلدة وقت الصلوات، الا ان الكتابات باللغة العبرية على مدخل المسجد وعلى ارضيته بينت ان المستوطنين هم الجناة وكونها ليست الحادثة الاولى التي تتعرض لها بلدة ياسوف من قبل المستوطنين.