ضرم مستوطنون اسرائيليون من مستوطنة "عادي عاد" المقامة على أراضي قريتي المغير وقريوت شمال شرق محافظة رام الله وسط الضفة الغربيةالمحتلة النيران فجر الثلاثاء في مسجد قرية المغير ما أدى إلى اشتعال النار فى جزء كبير من محتوياته وتشقق جدرانه والحاق أضرار مادية كبيرة به وحرق عدد من المصاحف.
وقال شهود عيان إن المصلين فوجئوا عندما توجهوا لصلاة الفجر اليوم باشتعال النيران داخل المسجد ووجدوا إطارات سيارات مشتعلة داخله وشعارات كتبت باللغة العبرية على جدرانه الخارجية مفادها أن (هذا بداية الانتقام).
وأوضحوا أن مواطني القرية شاهدوا مجموعة من جنود الاحتلال المترجلين بالقرب من المسجد قبل منتصف الليلة الماضية الأمر الذي يدل على أن عملية الحرق تمت بحماية قوات الاحتلال..مشيرين الى أن قوات الاحتلال أخلت قبل نحو أسبوع مجموعة من المستوطنين حاولت إقامة بؤرة استيطانية على أراضي القرية الجنوبية الشرقية.
وقال الشهود إنه فور اكتشاف الحريق اقتحمت القرية قوات كبيرة من جنود الاحتلال وشرطته وجرت اشتباكات بينهم والمواطنين ما أدى الى إصابة العشرات من أهالي القرية بالرصاص المطاطي والغاز المسيل للدموع وتم معالجتهم ميدانيا.
وقال رئيس مجلس قروي قرية المغير فرج نعسان إن المصلين تفاجئوا لدى وصولهم فجر اليوم للصلاة في المسجد بحرق المسجد واندلاع النيران في السجاد والستائر والمصاحف موضحا أن مجموعة من المستوطنين اقتحموا القرية وقاموا بالتسلل إلى المسجد الشرقي الكبير من خلال النوافذ وسكبوا كميات كبيرة من البنزين والكاز على السجاد والمصاحف وإشعلوا النيران إضافة إلى إحراق إطار مطاطي في قلب المسجد.
وأوضح أن المستوطنين اقتحموا المسجد القريب من شارع (إيلون) الاستيطاني مشاه بحراسه من الجيش الإسرائيلي الذي تواجد في المكان مساء الاثنين وأن النيران أتت على جزء من المسجد وتمكن الأهالي من إخماد النيران قبل أن تنتشر بكافة أرجائه.
من جانبها أكدت صحيفة يديعوت احرونوت الاسرائيلية قيام عدد من المستوطنين باشعال النار فى مسجد قرية المغير وكتبوا شعارات باللغة العبرية على جدرانه منها (عليت عاين .. ودفع الثمن .. وبداية الانتقام).
ونقلت عن الشرطة الإسرائيلية أن التحقيقات الأولية تشير إلى أن الحادث جاء في إطار رد المستوطنين على إخلاء نقطة استيطانية عشوائية يطلقون عليها (عليت عاين) موجودة بالقرب من القرية ويخشى أهالي القرية من اعتداءات جديدة للمستوطنين على القرية وخاصة أن شعارات كتبت من قبلهم باللغة العبرية على جدران المسجد (بداية الانتقام) تدل على ذلك.
جدير بالذكر أن هذا ليس الاعتداء الأول من قبل مستوطني مستوطنة "عادي عاد" المقامة على أراضي القرية ويقوم هؤلاء المستوطنون بالاعتداء على المحاصيل وأراضي القرية وإحراقها وقال وزير الأوقاف والشئون الدينية الفلسطينى محمود الهباش إن العمل في إعمار وترميم مسجد بلدة المغير الكبير سيبدأ فورا وأن إصدار الرئيس محمود عباس توجيهاته لمحافظة رام الله والبيرة اليوم للبدء باعمار المسجد على الفور ما هو إلا رسالة للاحتلال بأن الشعب سيبقى صامدا على هذه الأرض وأن الإرادة الفلسطينية ستنتصر لا محالة.
بدوره قال مفتي عام القدس والديار الفلسطينية الشيخ محمد حسين خلال تفقده صباح اليوم الثلاثاء المسجد "إن الاعتداء على المساجد يأتي ضمن سياسة مبرمجة تهدف إلى تأجيج الصراع وتظهر مدى الاستهتار بالقيم الدينية والإنسانية للآخرين".
وأضاف أن المساجد في فلسطين تتعرض لحملات شرسة من قبل سلطات الاحتلال ومستوطنيها ضمن مسلسل منظم حيث تم الاعتداء على العديد من المساجد مثل مسجد ياسوف ومسجد اللبن الشرقية ومسجد الدهنية في مدينة رفح ومسجد بلال بن رباح إضافة إلى الاعتداءات المتكررة على المسجد الأقصى المبارك.
وتابع أن هذه الجرائم تنذر بحرب دينية قد تطال الأخضر واليابس وأنها تأتي ضمن مسلسل متواصل تظهر فيه سلطات الاحتلال مدى استهتارها بالمقدسات الإسلامية على الرغم من أن الأديان السماوية تحرم المس والاعتداء على أماكن العبادة وتنأى بها عن دائرة الصراع ودعا إلى وقفة عالمية وإسلامية وعربية فاعلة لثني سلطات الاحتلال عن سياستها المتغطرسة محملا سلطات الاحتلال عواقب هذه الاستفزازات والتطاول والاعتداءات الغاشمة.