لم يكن أشد المتفائلين به يتوقع أن يكون مرشح الوسط " الخاسر " في انتخابات مجلس الشعب بالمنوفية ، الذراع اليمني للرئيس المنتخب محمد مرسي ، والذي يستشيره في كل ما يخص البلاد علي كافة المستويات . يعشق الأضواء لكنه يفضل أن يكون في الصفوف الثانية خارج الكادر الرئيسي الذي يستمتع بتحرك " الدمي " دون أن يظهر ، فهو مستشار الرئيس – غير الرسمي – في كل شئ وهو المحرك الأساسي للمعارك التي يقوم بها " مرسي " مؤخراً .
إنه الدكتور محمد محسوب وزير الدولة لشئون المجالس النيابية ، خليفة الدكتور مفيد شهاب في ملاعب " السياسة " فكلاهما له بريق خاص ربما ينبع من حدقة " صغيرة " تجبرك علي الاستمتاع لوجهة نظره التي تبرر مواقف القيادة السياسية ، علاوة علي تمتعهما بحالة من الهدوء تبعث علي الطمأنينة و الإقناع في الوقت نفسه ، فشهاب كان يبرر الطوارئ و محسوب يبرر الإعلان المكمل .. وهكذا ..
فمحسوب كان أبرز المؤيدين للإعلان الدستوري الذي أصدره الدكتور محمد مرسي ، وهو أشد الداعمين لتمرير مشروع الدستور ، و دوما ما يرفض الزج بمصطلح " أخونة " المؤسسات منذ إطلاقه ، ودوما ما يردد أن إسقاط الرئيس سيجعل البلاد فى حالة من الفوضى ، وفي رأيه فإن الشرعية الحقيقية للصندوق وليس الصدام الظاهر علي الساحة خلال التظاهرات .
بداية ظهر " محسوب " كانت عبر حزب الوسط حيث شغل في البداية منصب المتحدث الإعلامي و كان أحد أعضاء الهيئة العليا ، وحضر عدد من الاجتماعات مع المجلس العسكري باعتباره ممثلاً للحزب ، وكان من أبرز المؤيدين للعوا ثم أبو الفتوح كمرشح للحزب في الانتخابات الرئاسية
وبعد فوز مرسي أصبح محسوب رسميا "خليفة" شهاب في المجالس النيابية ، وكان له دور كبيرا – سرعان ما أنكره – للتصالح مع أحمد عز حيث عرض عليه دفع 3 مليار جنيه مقابل إسقاط قضية الدخيلة ، فرفض عز لأنه مدان علي ذمة 5 قضايا وليس واحدة ، وكان يود أن تكون كفالة 3 مليار للخمسة وليس واحدة .
كما أنه قام بدور كبير في التصالح خارج البلاد حيث سافر إلي ألمانيا ولندن وحاول إقناع إيهاب طلعت بالرجوع لمصر مقابل تسوية أموره لكنه فشل في ذلك ، وكان أبرز أعضاء لجنة صياغة الدستور و كان له اليد العليا في صياغة مواد " العسكرة " و " الحريات " وهو ما أثار القوي المدنية ضده والتي اتهمته بكتابة نصوص " من وحي خياله " لم يتم الاتفاق عليه حتي أطلق عليه " عراب السلطة " خصوصا وأن حساب علي تويتر بات المصدر الرئيسي للصحفيين بإعلانه العديد من الأخبار الجديدة التي تخص الرئاسة قبل إعلان ياسر علي لها .
ويكفي أنه أول من عن تأجيل الاستفتاء على الدستور للمصريين بالخارج ، وليس اللجنة العليا للانتخابات أو وزير العدل ، كما تولي دوراً كبيرا في الإعداد للقاء الرئيس بالقوي الوطنية التي وافقت علي إجراء الحوار معه السبت الماضي .
ولد محمد محسوب عبد المجيد درويش في منيا القمح بمحافظة الشرقية عام 1964، وحصل على ليسانس الحقوق من كلية الحقوق جامعة عين شمس عام 1986، ومنها حصل على درجة الماجستير عام 1988، ثم سافر إلى باريس ليواصل الدراسة في السوربون بين عامي 1992-1995، ثم حصل على درجة الدكتوراه من جامعة القاهرة عام 1995 في القانون الاقتصادي الدولي ليصبح عميدا لكلية الحقوق جامعة المنوفية منذ يونيه 2011 حتى الآن .
تولى محسوب رئاسة اللجنة الشعبية لاسترداد الأموال المهربة ولم يحرز فيها تقدماً يذكر ، ورشح لعضوية الجمعية التأسيسية للدستور وفي 2 أغسطس 2012 عين وزير لدولة لشئون المجالس النيابية في وزارة هشام قنديل .