أعرب الخبير السياسي والاقتصادي الأردني الدكتور نصير الحمود عن اعتقاده بأن الورقة الأخيرة أمام الرئيس السوري بشار الأسد هي استخدام الأسلحة الكيمائية وتنفيذ تهديده ووعيده بحرق المنطقة خاصة مع اقتراب القتال من مطار دمشق وقلب العاصمة السورية. وقال الحمود - في تصريح خاص لمراسل وكالة أنباء الشرق الأوسط في عمان اليوم، السبت - "إن الخيار الوحيد المتبقى أمام الأسد هو تنفيذ تهديده ووعيده بحرق المنطقة، حيث يمتلك الأدوات اللازمة لتحقيقه ذلك".
وأشار إلى أن إعلان تركيا بعلمها بمواقع الصورايخ السورية، وحرص روسيا على إدامة علاقاتها طويلة الأمد مع دول الشرق الأوسط سيدفعها في اللحظة الحاسمة لاتخاذ خطوات حاسمة لوقف أية خطوة متهورة من قبل الأسد مقابل ضمن خروج آمن له ولأسرته.
وأضاف الحمود أن روسيا تعلم بأن مصالحها الاستراتيجية في المنطقة مرتبطة بالشعوب المناضلة لتحقيق استقلالها، لذلك فإنها لن تجازف بخسارة الشعوب مقابل كسب ود الأسد الذي باتت أيامه معدودة.
ومن ناحية أخرى، أكد المدير العام لهيئة تنظيم العمل الإشعاعي والنووي الأردنية الدكتور مجد الهواري - في تصريح صحفي له اليوم عقب لقائه مع موظفي الهيئة العاملين على أجهزة للكشف الإشعاعي والنووي في منطقة "جابر" الحدودية مع سوريا - أهمية دور أجهزة الكشف الإشعاعي والنووي في المنطقة وموظفي الهيئة في منع الاتجار غير المشروع بالمواد النووية والإشعاعية وحماية الأردن من أية مؤثرات تستهدف صحة الإنسان والبيئة.
وقال الهواري "إن الهيئة لم تضبط حتى الآن أي مواد غير مسموح بها عبر الحدود الشمالية للمملكة (حدود جابر)". وأشار إلى أن تفقده للأنظمة الرقابية في منطقة حدود "جابر" يأتي في إطار زيارات يقوم بها إلى المنافذ الحدودية للمملكة التي تم تزويدها بنحو 12 محطة وبوابة إلكترونية، أربع منها في منفذ "جابر" الحدودي، خاصة بالكشف عن المواد النووية والاشعاعية، مشيرا إلى أنه قام مؤخرا بزيارة إلى منفذ "العمري" على الحدود الأردنية ? السعودية (155 كم شرق عمان) للاطلاع كذلك على أوضاع الموظفين واحتياجاتهم.
وفيما يتعلق بالتوتر الأمني في سوريا وأثره على حدود "جابر"، قال المدير العام لهيئة تنظيم العمل الإشعاعي والنووي الأردنية الدكتور مجد الهواري "إن الهيئة تراقب جميع المنافذ الحدودية في المملكة، وتتعامل مع أي مستجدات قد تطرأ وتأخذها بالحسبان، واصفا الحركة على معبر جابر بأنها كانت كثيفة دائما ما يجعلها محط اهتمام الجهات الرقابية".
وأضاف، أن عملية المراقبة في منفذ جابر الحدودي تتم من خلال 4 أجهزة يديرها 13 موظفا على مدار الساعة تستخدم للكشف والتحقق والتعرف على هذه المواد ومدى خطورتها.
ويوجد معبران حدوديان بين الأردن وسوريا هما "جابر" من الجانب الأردني، و"نصيب" من الجانب السوري، و"الرمثا" من الجانب الأردني، و"درعا" من الجانب السوري.
وتمتلك هيئة تنظيم العمل الإشعاعي والنووي الأردنية 12 بوابة فحص الكترونية يديرها نحو 100 موظف في جميع المنافذ الحدودية للمملكة لمراقبة وفحص جميع المواد التي تدخل إلى البلاد والتأكد من خلوها من الإشعاعات المؤينة.
يشار إلى أن وزارة الطاقة الأمريكية زودت هيئة تنظيم العمل الإشعاعي والنووي الأردنية بالمساعدة التقنية والتجهيزات اللازمة لاعتمادها في مراكز حدودية في المملكة في إطار جهود وطنية ودولية لمنع تهريب المواد النووية والمشعة إلى داخل الأردن أو المرور بأراضيها حفاظا على صحة الإنسان والبيئة ومكافحة الإرهاب النووي بما يحفظ السلام العالمي.