لندن: ذكرت صحيفة "الأوبزرفر" البريطانية في عددها الصادر اليوم الاحد أن غزة في حاجة إلى الآلاف من شحنات مواد البناء، لكن لم يسمح سوى بدخول 41 بعد 12 شهرا من العدوان الإسرائيلي. اضافت الصحيفة في افتتاحيتها "لا تزال الأضرار التي تقدر قيمتها بمليار دولار تنتظر الإصلاح، بسبب التضييق الذي تفرضه إسرائيل على مواد البناء". وعن الآثار المترتبة عن الحملة الإسرائيلية تقول الصحيفة البريطانية إنه يصعب تقدير حجم الضرر الذي لحق بسمعة إسرائيل الأخلاقية. كما بات العديد من الساسة الإسرائيليين يُحاولون تجنب عدد من البلدان مخافة المتابعة القضائية بتهم جرائم حرب. ونقلت هيئة الاذاعة البريطانية "بي بي سي" عن الصحيفة: "إن إخفاق إسرائيل في طرد حماس من القطاع، بعد مغامرتها اللبنانية لعام 2006 قد يكون دليلا على وهن الجيش الإسرائيلي". وتقول : "من الآثار التي ينبغي عدم تجاهلها، هي عودة بنيامين نتنياهو إلى الحكم، وما يترتب عليه من احتضار عملية السلام. وتضيف الصحيفة قائلة، إن الباب المسدود الذي بلغت إليه الأوضاع في المنطقة لم يكن ممكنا لولا تغاضي الرئيس الأمريكي باراك أوباما "الذي وعد بالكثير، ولم ينجز سوى القليل." وتدعو الصحيفة في ختام الافتتاحية إلى أن تتحمل الولاياتالمتحدة مسؤوليتها، خاصة بعد عودة التوتر المسلح إلى المنطقة بسبب مقتل ستة فلسطينيين برصاص إسرائيل. فالوضع الحالي تقول الأوبزيرفر تربة خصبة لمزيد من المأسي والعنف. الذكرى الاولى للعدوان في هذه الأثناء، أحيا الفلسطينيون اليوم الأحد الذكرى الأولى للعدوان الإسرائيلي الهمجي على قطاع غزة والذي اسفر عن استشهاد حوالي 1400 فلسطيني بالاضافة إلى إصابة الآلاف، بعد ان شنت دولة الاحتلال حربًا شعواء طالت الأخضر واليابس وانتهكت أبسط حقوق الإنسانية. كانت اللحظات الأولى لهذه المحرقة عندما قاربت الساعة الحادية عشرة والنصف من ظهر يوم السبت (27-12) من العام الماضي؛ حيث ألقت الطائرات الحربية افسرائيلية أطنانًا من المتفجِّرات على أجساد ضباط الشرطة الفلسطينية وجنودها في مقر الجوازات وسط مدينة غزة؛ حوَّلتهم إلى أكوامٍ من اللحم؛ حيث قتلت في اللحظة الأولى أكثر من 280 جنديًّا وضابطًا. وبعدها استمرَّت الحرب لتطال بيوت المدنيين العزل ولتبيد عائلاتٍ بأكملها عن بكرة أبيها؛ نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر: السموني، وريان، والداية، وبعلوشة، وموسى، وغيرها. وبعد 22 يومًا من القتل المنظم لكل ما هو فلسطينيٌّ في قطاع غزة أسفرت عن استشهاد وإصابة أكثر من سبعة آلاف فلسطيني بمباركةٍ أمريكيةٍ وتحركٍ عالميٍّ خجولٍ وصمتٍ عربيٍّ مذهلٍ؛ انسحبت الترسانة العسكرية الإسرائيلية التي شاركت في الحرب بحرًا وبرًّا وجوًّا دون شروطٍ مسبقةٍ، وأعلن وقف إطلاق النار من جانبٍ واحدٍ في ليلة العشرين من يناير/ كانون الثاني.