طقس اليوم الثلاثاء.. ارتفاع مؤقت بالحرارة وأتربة وأمطار تضرب البلاد    الزيارة التاريخية.. 10 ملفات تتصدر أجندة مباحثات ترامب وقادة دول الخليج    تزينها 3 منتخبات عربية، قائمة المتأهلين إلى كأس العالم للشباب    موعد مباراة ريال مدريد ومايوركا في الدوري الإسباني والقنوات الناقلة    215 شهيدا من الصحفيين ضحايا العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة    اصطدام قطار بجرار زراعي أعلى مزلقان في البحيرة- صور وفيديو    الخارجية الأمريكية تكشف تفاصيل وأهداف زيارة ترامب للشرق الأوسط    تشكيل بيراميدز المتوقع أمام الزمالك في الدوري المصري    لا نحتفل وهناك إبادة جماعية، نجوم سينما يربكون افتتاح مهرجان كان برسالة مفتوحة عن غزة    45 دقيقة متوسط تأخيرات القطارات على خط «طنطا - دمياط»    مفاجأة من قناة السويس لشركات الشحن العالمية لاستعادة حركة الملاحة    جرينلاند تتولى رئاسة مجلس القطب الشمالي نيابة عن الدنمارك    كان يتلقى علاجه.. استشهاد الصحفي حسن إصليح في قصف الاحتلال لمستشفى ناصر ب خان يونس    «الاقتصاد المنزلي» يعقد مؤتمره العلمي السنوي ب«نوعية المنوفية»    أسعار الفراخ اليوم الثلاثاء 13-5-2025 بعد الانخفاض الجديد وبورصة الدواجن الآن    ترتيب هدافي الدوري المصري قبل مواجهات اليوم الثلاثاء    بيان هام من محامية بوسي شلبي بشأن اتهامات خوض الأعراض: إنذار قانوني    حبس عصابة «حمادة وتوتو» بالسيدة زينب    3 شهداء وإصابات جراء قصف الاحتلال خيمة نازحين في خان يونس    حكام مباريات اليوم في الدوري| "الغندور" للزمالك وبيراميدز و"بسيوني" للأهلي وسيراميكا    مستشفى سوهاج العام يوفر أحدث المناظير لعلاج حصوات المسالك البولية للأطفال    رئيس شركة شمال القاهرة للكهرباء يفصل موظفين لاستغلال الوظيفة والتلاعب بالبيانات    «الاتصالات» تطلق برنامج التدريب الصيفي لطلاب الجامعات 2025    الدولار ب50.45 جنيه.. سعر العملات الأجنبية اليوم الثلاثاء 13-5-2025    عيار 21 يعود لسابق عهده.. انخفاض كبير في أسعار الذهب والسبائك اليوم الثلاثاء بالصاغة    تفاصيل.. مؤتمر الاتحاد المصري لطلاب الصيدلة في نسخته الرابعة    الأهلي يحصل على توقيع موهبة جديدة 5 سنوات.. إعلامي يكشف التفاصيل    رعب أمام المدارس في الفيوم.. شاب يهدد الطالبات بصاعق كهربائي.. والأهالي يطالبون بتدخل عاجل    جولة تفقدية لمدير التأمين الصحي بالقليوبية على المنشآت الصحية ببهتيم    بعد اطمئنان السيسي.. من هو صنع الله إبراهيم؟    جدول امتحانات الشهادة الإعدادية بمحافظة المنيا للفصل الدراسي الثاني 2025    ثبات سعر الذهب اليوم وعيار 21 الآن الثلاثاء 13 مايو 2025 (بداية التعاملات)    السيطرة على حريق نشب في حشائش كورنيش حدائق حلوان    انفجار أسطوانة غاز السبب.. تفاصيل إصابة أم وطفليها في حريق منزل بكرداسة    كيف ردت سوريا على تصريحات ترامب بشأن رفع العقوبات؟    علي صالح موسى: تجاوب عربي مع مقترح دعم خطة الاحتياجات التنموية في اليمن    أبو زهرة يهنئ المنتخب الوطني للشباب تحت 20 عاما بعد فوزه المثير على غانا    ترجمات.. «حكايات شارل بيرو» الأكثر شهرة.. «سندريلا» و«الجميلة النائمة» بصمة لا تُمحى في الأدب    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الثلاثاء 13-5-2025 في محافظة قنا    محافظ سوهاج: تشكيل لجنة لفحص أعمال وتعاقدات نادي المحليات    «التضامن الاجتماعي» توضح شروط الحصول على معاش تكافل وكرامة    الكشف على 490 مواطناً وتوزيع 308 نظارات طبية خلال قافلة طبية بدمنهور    بعت اللي وراي واللي قدامي، صبحي خليل يتحدث عن معاناة ابنته مع مرض السرطان (فيديو)    5 أبراج «لو قالوا حاجة بتحصل».. عرّافون بالفطرة ويتنبؤون بالمخاطر    يلا كورة يكشف.. التفاصيل المالية في عقد ريفيرو مع الأهلي    كشف لغز العثور على جثة بالأراضي الزراعية بالغربية    قبل عرضه على "MBC".. صلاح عبدالله ينشر صورة من كواليس مسلسل "حرب الجبالي"    أميرة سليم تحيي حفلها الأول بدار الأوبرا بمدينة الفنون والثقافة في العاصمة الإدارية    جدول امتحانات المواد غير المضافة للمجموع للصف الثاني الثانوي ببورسعيد(متى تبدأ؟)    هل يجبُ عليَّ الحجُّ بمجرد استطاعتي أم يجوزُ لي تأجيلُه؟| الإفتاء تجيب    اعتماد 24 مدرسة من هيئة ضمان جودة التعليم والاعتماد بالوادي الجديد    سقوط طفل من مرتفع " بيارة " بنادي المنتزه بالإسماعيلية    جامعة القاهرة تحتفل بيوم المرأة العالمي في الرياضيات وتطلق شبكة المرأة العربية- (صور)    إيمان العاصي في "الجيم" ونانسي عجرم بفستان أنيق.. 10 لقطات لنجوم الفن خلال 24 ساعة    طفل ينهي حياته داخل منزله بالإسماعيلية    عالم بالأزهر: هذا أجمل دعاء لمواجهة الهموم والأحزان    أهم 60 سؤالاً وإجابة شرعية عن الأضحية.. أصدرتها دار الإفتاء المصرية    موعد وقفة عرفة 2025.. فضل صيامها والأعمال والأدعية المستحبة بها    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



كتّاب عرب: "انعدام الرؤية والمؤامرة والعناد" يحاصرون مصر
نشر في محيط يوم 08 - 12 - 2012

تصدرت الأزمة المصرية المقالات العربية الصادرة صباح اليوم السبت، وتعددت الآراء والتساؤلات والأزمة واحدة.

فكان من أبرز التساؤلات التي تصدرت المقالات، مقالة الكاتب زين العابدين الركابي بجريدة "الشرق الأوسط" اللندنية تحت عنوان "ماذا يراد بمصر؟.. و"فقدان الرؤية" سبب الأزمة"، وبدأ المقال بعرض لحال المصريين، حيث استخدم عدد من الأسئلة لتوضيح الرؤية أكثر، فقال: "يبدو أن إخواننا المصريين - بأطيافهم كافة: لم يجمعهم - منذ عام - إلا كراهيتهم للنظام السابق: رئيسه وحزبه وسائر أتباعه، فلما سقط النظام زال "الموضوع الجامع"، ومن ثم تفرقوا بعد اجتماع، وتشتتوا بعد وحدة".


وتساءل: "علامَ يدل هذا؟"، وفي إجابته على التساؤل قال: "يدل على أنه لم يكن هناك رؤية وطنية واضحة مشتركة حول مجمل قضايا مصر في حاضرها ومستقبلها"، مؤكداً : "نعم. هذا هو السبب الرئيسي لما يجري في مصر الآن".

وأضاف الكاتب: "فقدان الرؤية ليس أمرا ثانويا أو ترفيا، بل هو "ضرورة وطنية" يهلك الجميع إذا هم افتقدوها"، وقال: "إن الرؤية الواضحة المشتركة هي:

1- وضوح الهدف أو الأهداف الوطنية المشتركة للتنمية والأمن وممارسة الحرية والوحدة الوطنية.

2 - الاستراتيجية الواضحة الموصلة إلى تحقيق الأهداف.

3 - التواطؤ الوطني الموثق على صياغة البرامج الوطنية المتنوعة بموجب تلك الأهداف والاستراتيجية. فمهما اتسعت الخلافات والاجتهادات، فإن الأهداف العليا والاستراتيجية المؤدية إليها يتوجب أن تحكم البرامج التفصيلية المتنوعة كافة".

وأوضح الكاتب: "لكن ذلك لم يحدث، وبسبب غيابه تتعرض مصر لزلازل سياسية واجتماعية نسأل الله أن ينجي مصر والمصريين منها ومن آثارها المدمرة".

وألقى الكاتب باللوم على غياب الرؤية، مؤكداً أنها السبب في هذه الأزمة، قائلا: "من كان يتصور أنه بعد عام واحد - تقريبا - من رحيل نظام حسني مبارك، يرتد المصريون إلى نقطة الصفر فيطالبون رئيسهم المنتخب بالرحيل أيضا، ولم يكن أحد يتصور ذلك، بيد أنه وقع، وهو وقوع مسبب بفقدان الرؤية للمستقبل: القريب والبعيد".

وقال: "لسنا ندرس كيف يجرؤ سياسي على التقدم والإسهام لقيادة العمل الوطني وهو لا يملك رؤية واضحة لتطوير بلاده؟!".


ووجه الركابي عدد من الأسئلة إلى الرئيس مرسي قائلا: "هل السياسة مجرد لعبة؟ هل السياسة (شهوة كلام)؟ هل السياسة (دعوى بلا دليل ولا مضمون)؟ هل السياسة هي القدرة الهائلة على الكيد للخصوم، والنيل منهم في هذه الصورة أو تلك (والخصوم ها هنا فريق من أبناء الوطن نفسه)؟! ثم من كان يتصور أن دبابات الجيش ستحيط بالقصر الرئاسي المصري: حماية له من اعتداءات الجماهير الغاضبة؟!".

وأكد أنه "لم يتصور أحد ذلك، ولكنه حدث"، "وما حدث يفتح ملف الجيش المصري ودوره السياسي".


ووجه الكاتب جميع المصريين إلى الانتباه قائلا: "مهما يكن من أمر، فإن الأولوية المطلقة لكل مصري يجب أن تكون هي - المحافظة على مصر".

وأضاف: "لأنه في حالة ضياع مصر، أو إنهاكها لدرجة الكساح فلن يكون للساسة وجود ولا حياة. ذلك أن هؤلاء الساسة إنما يستمدون من مصر وجودهم السياسي وحياتهم السياسية، فهم - مهما كبروا - فرع وهي الأصل، هم النبت وهي الحقل، ولا نبت من دون حقل، وإنما يتمثل ضياع مصر في إبقائهم في دائرة التخلف بسبب الالتهاء الملتهب بالصراعات الحزبية والشخصية".

وأكد: "إبقاء مصر في دائرة التخلف والعجز هو (الثابت الاستراتيجي) الإسرائيلي الأول تجاه مصر، وفلسفة هذا الثابت عندهم هي: أن الضمانة الوحيدة لأمن إسرائيل هي (مصر كسيحة عاجزة)، لأن مصر إذا قويت ونهضت فهذا هو الخطر الحقيقي الأكبر على إسرائيل - في تقديرهم - ففي حالة مصر قوية لا يستبعد أن تتكون في مصر إرادة سياسية قوية تسبب المتاعب لإسرائيل - على الأقل - فلا ضمان للدولة العبرية - من ثم - إلا بوجود مصر كسيحة عاجزة لا تستطيع مجابهة إسرائيل حتى لو أرادت ذلك. ف(العداء العاجز لا يخيف)!".


واسترسل الكاتب في باقي مقاله المؤامرات التي لم تنتهي، لجعل مصر في دائرة العجز، محذراً من هذه المؤامرات وضرورة وعي الشعب المصري بهذا.


هاجس المؤامرة

وفي مقال آخر بعنوان "هل هناك مؤامرة على "الإخوان"؟" كان تساؤل الكاتب السعودي جمال خاشقجي، بجريدة "الحياة" اللندنية، حيث اهتم الكاتب بظروف الرئيس مرسي في الآونة الأخيرة والدوافع وراء قراراته الأخيرة، فقال: "بدا الرئيس المصري محمد مرسي مضطرب الخطى طوال الأيام الأخيرة، بعدما أصدر إعلاناته الدستورية التي حولته إلى "فرعون" كما يقول معارضوه، الذين ثوّروا طائفة من الشعب عليه، وبدا هؤلاء كأنهم جاهزون ينتظرون من يدفعهم للغضب والإحراق ورمي الشرطة وكل من خالفهم بالحجارة، بل لو ترك لهم الأمر لتسوّروا على الرئيس الأسوار وانقضوا عليه طعناً وقتلاً وسط أهله".

وفي توضيح من الكاتب للوضع الحالي، قال: "هذه الصورة الغاضبة، غير الطبيعية، الخارجة عن سياق التحول الديموقراطي المنطقي في مصر، يمكن أن نستخدمها لفهم "العقل الإخواني" الحالي، فما الذي دعا الرئيس مرسي إلى اتخاذ قراراته الانقلابية من دون أن يشاور مستشاريه أو حتى يطلع نائبه عليها؟ ودعا الإخوان عموماً إلى حالة الاستنفار المشاهدة، إنه هاجس المؤامرة الذي يعيشه الإخوان".

وأضاف : "هذه الهواجس، بغض النظر عن رأي النخب السياسية المعارضة، فيرفضونها بحجة ودليل، أو ينفونها سياسة وتقية، أو حتى يستسخفونها استحقاراً للإخوان، إلا أنها موجودة بقوة عند الإخوان، وتشكّل منظومة قراراتهم ورود أفعالهم".

وعرض الكاتب عدد من الأسباب التي زادت من هذا الهاجس لديهم، حيث قال: "الداعية منهم وخطيب المسجد مستعدان أن يسترسلا من على المنبر لشرح كيف أن "الكيد" للدعوة سُنّة جعلها الله عز وجل لتمحيص المؤمنين، أما السياسي منهم فسيستعرض كيف تآمر أعداء الإخوان عليهم مراراً وتكراراً، فعطلوا مسيرتهم، وسرقوا انتصاراتهم، وأخروا نصرهم المستحق".

واسترسل خاشقجي عدد مواقف الاضطهاد التي لحقت بالإخوان منذ أعوام طويلة، "بداية من رواية "مؤتمر فايد" في الإسماعيلية على قناة السويس، إلى اضطهاد الرئيس الراحل عبدالناصر لهم، التي دخلت تفاصيلها الدرامية بقوة في تراثهم السياسي، ويدرسونها لشبابهم، فشكلت منطقهم وعقلهم الجمعي الذي رأيناه الأربعاء الماضي وهم يحتشدون حول قصر الاتحادية لحماية رئيسهم محمد مرسي، الذي وصل بهم إلى السلطة بعد صبر 80 عاماً، كانوا منظمين، توزعوا الأدوار لطرد المعارضين الذين أرادوا أن يعتصموا هناك وتنادوا لإسقاط النظام وتعرضوا للرئيس بأبشع العبارات".

وأضاف الكاتب قائلاً: "بالنسبة إلى الإخوان كان ذلك جزءاً من "مؤامرة"، فتحركات المعارضين بالنسبة إليهم ليست عفوية، وإنما جزء من مخطط "رُسِم بليل" مثلما قال الرئيس في كلمته مساء الخميس الماضي، التي تنازل فيها قليلاً ولكنه أصرّ على موقفه ألا يتراجع عن إعلاناته الدستورية قبل حوار يفترض أن يجرى اليوم السبت، ولا عن موعد الاستفتاء على الدستور".

وكشف الكاتب قائلا: ""مؤامرة الليل" كانت تقضي بأن يكون أولئك المعارضون المعتصمون في خيامهم حول القصر رأس حربة تجتمع آلافها المؤلفة لاحقاً، للانقضاض على القصر وطرد الرئيس منه، أو اعتقاله بشكل مهين ما يسقط اعتباره ومن ثم شرعيته، فكان من الضروري للإخوان استعراض قوتهم، وإرسال رسالتهم وإبعاد هؤلاء عن القصر، وهو ما تحقق لهم".

وأضاف: "قد تكون "المؤامرة" حقيقية ومخططاً لها، ونتيجة اجتماعات محكمة وأموال وتدخلات خارجية وامتدادات للنظام القديم، كما يقول الرئيس وأنصاره، وقد تكون مجرد غضب عفوي صادق. تقرير ذلك ليس مهماً، المهم أن الإخوان معتقدون بوجود مؤامرة، وأن واجبهم إسقاطها، وإن دفعوا ثمن ذلك غالياً، فسقط 6 من شبابهم، وأحرقت العشرات من مقارهم".

وفي توضيح من الكاتب لمشاعر الاخوان قال: "بعد الثورة شعر الإخوان أن الزمان بات زمانهم، وساعة النصر اقتربت، فهم شركاء في ثورة الضباط الأحرار، نشطوا وتمددوا ليختصموا مع عبدالناصر في معركة الديموقراطية عام 1954، لينقض عليهم بعدها في محنتهم الثانية والأصعب، التي شكّلت قدراً كبيراً من عقلهم الجمعي المتوجس، كما عززت فيهم روح العمل الجماعي والتفاني فيه والسمع والطاعة والصبر".

وأضاف: "خلال المحنتين تعرّض الإخوان لعنف لفظي وجسدي، وحرق مقار وتشويه من حكومة الملك ثم حكومة الثورة، وفي كلتا الحالين شارك الإعلام "الليبرالي" والنخب السياسية بما في ذلك المعارضة منها في ما يراه الإخوان اعتداء ومؤامرة مثلما يحصل الآن".

وأوضح الكاتب اللغة التي يتحدث بها الاخوان ويرون بها الموقف، فقال: "اقتنع الإخوان بأن ثمة دورة تنتظرهم ما لم يكونوا يقظين، كلما ازدادت قوتهم واقتربوا من النصر، والنصر هنا هو الوصول للحكم لتنفيذ مشروعهم النهضوي الكبير، ستجتمع عليهم القوى الخارجية المحاربة للإسلام وعملاؤها في الداخل، فيتآمرون عليهم، فيسقطون مشروعهم، ويصفّون خيرة عقولهم ورجالهم، ويعتقلون شبابهم ويحاصرون دعوتهم".

وأخيراً ذكر الكاتب أن كل ما سبق كان سبباً في الاعلان الدستوري الأخير، حيث قال: "لا بد أن الإخوان وصلوا إلى هذه القناعة يوم 22 تشرين الثاني / نوفمبر الماضي عندما فاجأ الرئيس مرسي الشعب المصري بجملة من الإعلانات الدستورية، أقال فيها النائب العام، وجمع سلطات واسعة في يده، وحصّن قراراته من تدخلات القضاء".

وحول الخيارات المطروحة الآن على الساحة المصرية وعلى طبيعة سياسة الدولة في الفترة المقبلة، كانت مقالة الكاتب عبد الباري عطوان رئيس تحرير جريدة "الشرق الأوسط"، تحت عنوان: "لا مدنية ولا دينية بل عسكرية".

حيث تمثل الأوضاع في مصر وما يمكن أن تنتهي إليها اذا تصاعدت حدة الصدامات والانقسامات، كابوساً مزعجاً للكاتب، واستنكر الكاتب وحذر من حالة العناد التي تعيشها مصر بين الرئيس ومعارضيه،حيث ذكر قصه تدل على أن العناد نهايته الموت حتماً أو الدمار لكلا الطرفين.

وقال عطوان: "الرئيس مرسي رفض التجاوب مع مطالب المعارضة في سحب الاعلان الدستوري، او الغاء الاستفتاء على مشروع الدستور، حفاظا على هيبته وهيبة الدولة وحرصا على استقرار مصر واحباط مؤامرة للفلول، مثلما قال في خطابه مساء الخميس، وجبهة الانقاذ الوطني تتمسك بمواقفها وترفض دعوة الحوار التي وجهها الرئيس في الخطاب نفسه، وتحتكم الى الشارع وحشد الانصار في مظاهرات صاخبة".

وحذر الكاتب قائلا: "جميع المظاهرات والانتفاضات في المنطقة العربية تبدأ سلمية وتنتهي دموية، مع استثناءات قليلة وشاذة عن هذه القاعدة، ولنا في ما حدث في ليبيا وسورية بعض الامثلة الحية في هذا الخصوص، مع خلافات قليلة تجعل المقارنة غير متطابقة".

ففي عرض موجز من الكاتب للمطالب والأهداف المطروحة على الساحة المصرية، قال: "جبهة الانقاذ المعارضة التي يتزعمها الدكتور محمد البرادعي تطالب بدولة مدنية، والتيار السلفي الاخواني يريدها دولة دينية اسلامية، ويبدو ان الخيار الثالث، اي الدولة العسكرية، هو الاكثر ترجيحا اذا استمر العناد، وانسدت كل آفاق الحوار".

وأضاف: "الذين يحشدون المحتجين في الشوارع والميادين من الجانبين، ويتبارزون بسلاح "المليونيات" ينسون حقيقة راسخة وهي ان حشد الانصار، وتأجيج غضبهم بالخطب والشعارات لشيطنة الطرف الآخر، عملية سهلة للغاية، ولكن السيطرة على هذه الجموع، وضبط سلوكها السلمي هو التحدي الاصعب، بل المستحيل".

وأكد قائلا: "الحروب الأهلية على طول التاريخ وعرضه، ابتداء من حرب داحس والغبراء، ومرورا بالحرب الأهلية في لبنان، وانتهاء بأخرى في سورية، كلها بدأت بحادثة صغيرة، بشرارة، باعتداء على ناقة او بعير او حافلة، ولكنها استمرت عقودا، وانتهت بمقتل عشرات او مئات الآلاف وتدمير البلاد وتشريد الملايين".


وفي نداء تحذيري من المخاطر القادمة على مصر، قال عطوان: "مصر، ونقولها بقلب يدمي، تنتظر الآن هذه الشرارة، او تلك الحادثة، لتفجير الحرب الأهلية، فالغضب بلغ ذروته، والاحقاد تتضخم، وابناء الثورة الواحدة، والطموحات الواحدة، انقلبوا الى اعداء يكرهون بعضهم البعض، اكثر من كراهيتهم للنظام الفاسد الذي توحدوا وقدموا الشهداء للإطاحة به، ورقصوا سويا احتفالا بالانتصار الكبير، وسقوط دولة الطغيان".

وأضاف: "بات من الصعب علينا، والكثيرين مثلنا، الذين نحب مصر، ان نتحدث بلغة العقل، ونخاطب الضمائر، ونؤكد على مصالح مصر وشعبها، فالضمائر مخدّرة، والعقل مغيّب، بسبب طغيان لغة التحريض والتكريه والتقسيم".

وقال مؤكداً: "كنا نتمنى لو ان المعارضة احتكمت للعقل والتسامح وذهبت الى قصر الرئاسة للمشاركة بالحوار الذي دعا اليه الرئيس، ليس للقبول بالاعلان الدستوري، ولا لمساندة توجهه بالاستفتاء على مشروع الدستور، وانما لتوضيح وجهة نظرها وجها لوجه، فلعل هذا اللقاء يكسر الجمود، ويرطب العواطف، ويفتح افقا لتجنب النتائج الكارثية لهذا الوضع المتفجر".

وفي ختام مقاله أو نداءه قال الكاتب عطوان: "نحن لسنا مع الاعلان الدستوري، وطالبنا بتجميده، وما زلنا نطالب، ولكن ما نريده ان يتنازل الجميع من اجل مصر وشعبها، فقد وصلت الرسالة الى الرئيس وحزبه، ولا بدّ من مساعدته للنزول من على شجرة هذا الاعلان العالية، وفي المقابل على الرئيس ان يدرك انه أخطأ، وان يعترف بهذا الخطأ، فليس من المعقول ان يكون هو الوحيد المصيب، بينما معظم مستشاريه يستقيلون ويقفزون من مركبه، ويطالب الأزهر بالتراجع عن هذا الاعلان".

وأضاف: "هناك مؤامرة على مصر من الفلول وانصارهم داخل مصر وخارجها، ومن الطبيعي ان توجد، ومن يعتقد ان الفلول سيختفون من المشهد مخطئ بل ساذج، لكن الذكي هو من لا يوفر المناخ لنجاح هذه المؤامرة والداعمين لها".

وبهذا عرضنا عدد من المقالات الداعمة لمصر والداعية للخروج من الأزمة بأقل الخسائر، ولكنها ليست جميعها، فالمقالات اليوم تصدرتها الأزمة فمن تعجبات وتساؤلات تحركت الأقلام العربية جميعها...ونرجوا الآن نجاح الحوار الوطني المقرر انعقاده بعد ظهر اليوم السبت، والوصول إلى حل يرضي جميع الأطراف.
مواد متعلقة:
1. "الاخوان المسلمون" بين الأقلام العربية
2. رغم الربيع العربي.. تراجع تصنيف مصر في مؤشر الفساد
3. كتّاب عرب: الإخوان يهددون آمال الربيع العربي.. والأسد يؤكد ضعفه


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.