بعد روايتى "فرتيجو" و"تراب الماس" أصدر الكاتب الشاب أحمد مراد روايته الأخيرة "الفيل الأزرق" وجاءت هذه الرواية بعد سنتين من إصداره لروايته التى حققت شهرة واسعة " تراب الماس ". ولم تختلف الفيل الأزرق عن سابقتيها فاحتلت صدارة قائمة الكتب الأكثر مبيعاً فى الشهرين الماضيين واُصدر منها طبعتين حتى الآن، وأحدثت ضجة كبيرة فى الوسط الثقافى وخاصة بين الشباب. تدور أحداث الرواية حول "يحيى" الطبيب النفسى، الذى تعرض فى بداية حياته إلى أزمة عاطفية تلتها أزمة نفسية حادة سببها مقتل زوجته وابنته، و كادت الأزمة أن تعصف بحياته، ودفعته إلى العيش فى حياة عبثية ضائعة لا هدف لها، وترك على إثرها يحيى عمله فى مستشفى العباسية للصحة النفسية لمدة 5 سنوات. عاد يحيى لعمله بالمستشفى بعد ذلك فى ظروف غامضة ليجد صديقه القديم شريف نزيل فى عنبر" 8 غرب " المسئول عن تحديد مصير مرتكبى الجرائم . ويقتحم "شريف" حياة يحيى من خلال جريمة القتل المتهم بها، ويصبح يحيى هو المسئول عن حالة صديقه، والذى حمل إليه ماضٍ بعيدٍ جاهد طويلاً لنسيانه. أصبح مصير شريف فى يد صديقه يحيى والذى بحكم أمراضه النفسية وإدمانه للكحوليات يعتبر مغيب جزئياً عن الحياة، وتتلاطم أمواج القضية فى وجه يحيى ويتعرض للكثير من المفاجآت التى تقلب حياته رأساً على عقب. يبدأ مراد روايته بالحديث عن الطب النفسى والأمراض النفسية والمصطلحات الطبية لتشخيص حالة صديقه شريف إلا انه يلجأ فى النصف الأخير من الرواية إلى إفتراضية المس والجن والشيطان والعالم السفلى، فتلك الإفتراضية كثيراً ما تروق للمجتمعات النامية التى نعيش بها . ومابين الحقائق العلمية والتعاويذ والمس الشيطانى يحاول أحمد مراد أن يحدد مصير صديقه شريف وينهى الرواية بمفاجاة للقارئ. استخدم أحمد مراد الأسلوب السينمائى فى طريقة سرده ، وهو يعتبر تيمة مرتبطة بروايات مراد، وهى الرواية الثالثة على التوالى التى يستخدم فيها أسلوب الإثارة والتشويق والغموض، وكذلك كانت جريمة القتل خلفية للرواية الثالثة مثل الروايتين السابقتين فى طريقة تشبه الأدب الغربى المسمى ب" pop literature " ويعتبر البطل فى رواية أحمد مراد هو مجموعة الأحداث التى يتعرض لها يحيى، فيجعلك لا تترك الرواية إلا بعد ان تتعرف على نهايتها ؛ فتأسرك بين صفحاتها وتأخذك إلى عالم غريب لا تخرج منه إلا بعد آخر صفحة بها. اسخدم احمد مراد اللغة العامية فى حوارات الرواية إلا انه استخدم القليل من الفصحى الغير معقدة فى مشاهد الوصف، ولجأ مراد إلى إقحام بعض الكلمات الإنجليزية فى الحوارت مثل " sure, ok, see you ‘' وكذلك استخدم بدلاً من ابتسم رمز " smiley face "، والرواية مليئة أيضاً بأسماء الكثير من أنواع الخمور وقواعد لعبة البوكر وأسماء أقراص المخدرات وحبوب الهلوسة. وأثارت الرواية ضجة بين القراء وخاصة على موقع " “goodreadsفالبعض مدح الرواية باعتبارها لون جديد على الأدب المصرى والبعض ذم بها لأنها سطحية إلى حد كبير وتفتقد إلى الرسالة على حد وصفهم. الجدير بالذكر، أن الرواية يُجرى تحويلها الآن إلى فيلم سينمائى بطولة الفنان كريم عبد العزيز ، ويعكف المخرج مروان حامد والكاتب أحمد مراد على تجهيز السيناريو الخاص بالفيلم لبدء التصوير فيه فى منتصف ديسمبر الحالى.