انتقد الرئيس الأمريكي باراك أوباما الجمهوريين الذين طالما عارضوا مبادراته باستمرار قائلا "لقد حان الوقت لإيقاف السيرك السياسي والقيام بشيء لمساعدة الاقتصاد"، مؤكد أن الأزمة الاقتصادية الحالية تتجاوز السياسة، مقدما خطة للوظائف للمساعدة على تحفيز الاقتصاد، فيما شكك الجمهوريون في خطة الرئيس. وكشف أوباما عن خطة للوظائف بتكلفة 447 مليار دولار من الحوافز الضريبية والإنفاق الحكومي للمساعدة على تحفيز الاقتصاد الأمريكي من الركود محذرا من أن البلاد تواجه "أزمة وطنية".
وفي خطاب للشعب الأمريكي دعا الرئيس أوباما الليلة الماضية إلى اتخاذ إجراءات عاجلة بشأن مقترحات شاملة لإنعاش الاقتصاد وتفادي حدوث ركود الاقتصادي آخر، قائلا "إننا نستطيع المساعدة ونستطيع إحداث فرق وهناك إجراءات يمكننا اتخاذها الآن لتحسين حياة الشعب".
من جهة أخرى قال الرئيس أوباما موجها كلامه للجمهوريين الذين طالما عارضوا مبادراته باستمرار "لقد حان الوقت لإيقاف السيرك السياسي والقيام بشيء لمساعدة الاقتصاد".
وأوضح أوباما الذي دعا إلى خطة التحفيز الاقتصادي بتكلفة 800 مليار دولار في عام 2009 أن الخطة التي وضعها للوظائف ستخفض الضرائب على العمال والشركات وتوظف المزيد من عمال البناء والمعلمين من خلال مشاريع البنية التحتية.
وأضاف "ستقدم الخطة تخفيضات ضريبية للشركات التي توظف عمالا جددا وإنها ستقلل الضرائب المفروضة على الرواتب إلى النصف لكل عامل أمريكي وكل الأعمال التجارية الصغيرة".
ويأمل أوباما في موافقة الكونجرس على (خطة الوظائف الأمريكية) التي حدد مسئولو الحكومة قيمتها ب 447 مليار دولار في نهاية العام الحالي وتعويض التكاليف بخفض العجز، مؤكدا أن خطته ستنشط الاقتصاد الراكد وتعطي الثقة لشركات الاستثمار بحيث إذا قاموا بالاستثمار سيكون هناك عملاء لمنتجاتها وخدماتها.
واقترح أوباما زيادة التأمين ضد البطالة بتكلفة 49 مليار دولار وتحديث المدارس بتكلفة 30 مليار دولار والاستثمار في مشاريع البنية التحتية للنقل بتكلفة 50 مليار دولار.
ويتألف الجزء الأكبر من اقتراحه من 240 مليار دولار من خلال تخفيف الضرائب عن طريق خفض الضرائب المفروضة على رواتب العاملين وأصحاب العمل في النصف الأول من العام المقبل.
وأوضح أوباما أيضا انه يسعى لتوسيع نطاق الحصول على المنازل الأمريكية لإعادة تمويل الرهن العقاري لمساعدة سوق العقار المتداعي وإعادة المال إلى المقترضين الذين يحتاجون إلى مساعدة في تأمين معدلات الفائدة المنخفضة.
وقال أوباما أن الأزمة الاقتصادية الحالية تتجاوز السياسة محذرا الجمهوريين انه حمل رسالته للناخبين و"ان هذه الخطة هي الشيء الصحيح الذي ينبغي فعله الآن".
وعلى الجانب الأخر، أشار الجمهوريون إلى إنهم يشككون في خطة الرئيس حيث قال زعيم الجمهوريين في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل "يمكنني القول بثقة أن جميع أعضاء مؤتمر الحزب الجمهوري في مجلس الشيوخ يعتقدون إننا في حاجة إلى أن نوقف ما كنا نقوم به".