دمشق : في الوقت الذي من المتوقع أن يصل فيه الأمين العام الجامعة الدول العربية الدكتور نبيل العربي الى دمشق السبت ، ذكرت تقارير إخبارية أن الجيش السورى اقتحم بلدة هيت بريف حمص قرب الحدود اللبنانية السورية. ومن المقرر أن يجري نبيل العربي اليوم مشاورات في دمشق تجمعه مع الرئيس بشار الأسد ووزير خارجيته وليد المعلم من أجل بحث مخارج الأزمة في سوريا. وكانت وسائل إعلام عربية قد سربت معلومات عن مبادرة عربية يعتزم العربي عرضها على الرئيس السوري. وتتضمن هذه المبادرة تشكيل حكومة ترأسها شخصية وطنية وسحب الجيش إلى ثكناته وإجراء انتخابات رئاسية مع نهاية فترة الأسد الرئاسية عام 2014. لكن الوسائل الإعلامية الحكومية السورية أكدت أن دمشق لن تقبل بأي مبادرة من هذا النوع لأنه تدخل في شؤونها الداخلية. وسيقدم العربي تقريراً عن زيارته هذه للمجلس الوزاري التابع للجامعة والذي ينعقد في الثالث عشر من الشهر الجاري. في سياق مقابل، أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية أن واشنطن تعمل مع بعض دول مجلس الأمن بشأن مشروع قرار جديد لتعزيز العقوبات المفروضة على النظام في سوريا. وقالت فيكتوريا نولاند المتحدثة باسم الوزارة إن القرار الجديد لا يشمل فقط الضغط على دمشق للقبول برقابة على ملف حقوق الإنسان على أراضيها بل تعزيز العقوبات المفروضة على نظام الرئيس بشار الأسد. وأضافت نولاند أن وتيرة العمل في مشروع القرار الدولي ستتسارع بحلول الأسبوع المقبل. وفي باريس قال برنار فاليرو المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية إن على مجلس الأمن الاضطلاع بمسؤولايته فيما يتعلق بالوضع في سوريا مؤكداً أنه لا يمكن لمجلس الأمن مواصلة تجاهل الوضع في هذا البلد. سقوط قتلى وجرحى وميدانيا، ذكرت تقارير إخبارية أن الجيش السورى اقتحم بلدة هيت بريف حمص قرب الحدود اللبنانية السورية. وقُتل ثمانية مدنيين في مناطق سورية مختلفة فيما خرجت تظاهرات في عدة مدن بالحماية الدولية من تعامل نظام الرئيس بشار الأسد مع التظاهرات في بلاده. من جهتها أعلنت لجان التنسيق المحلية عن مقتل13 شخصا أمس، من بينهم طفل واحد. وتعد هذه المرة الأولى التي يطالب بها المتظاهرون بالحماية الدولية، كما طالبوا أيضا بالسماح لوسائل الإعلام بالدخول إلى سوريا ونشر مراقبين دوليين. ومن جانبه ، أعلن قائد "الجيش السوري الحر" رياض الأسعد تشكيل كتيبة أبي عبيدة عامر بن الجراح في ريف دمشق وكتيبة معاوية بن أبي سفيان في دمشق في إطار جهود لمقاومة قوات الأمن السورية، لوقف قتل المتظاهرين. وتوعد الأسعد ، في بيان نقلته قناة "العربية" اليوم ،الرئيس السوري بشار الأسد بأن يلقى مصير القذافي، مؤكدا "سقوط النظام بأسرع مماتتوقعون". وأعلن أن "الجيش السوري الحر" ليست له أهداف سياسية سوى تحرير سوريا من نظام الأسد ...داعيا المعارضة السورية في الداخل والخارج لتوحيد الصف وحث الشعب السوري الى الاستمرار بالمظاهرات السلمية. وبشر الشعب السوري بأن قوات الجيش السوري الحر "توجه الضربات ضد عصابات الأمن و(الشبيحة) على كافة الأراضي السورية". وكان العقيد رياض موسى الأسعد (50 عاما) من القوات الجوية الفرقة 22 اللواء 14 أعلن انشقاقه عن الجيش في يوليو/تموز الماضي، وقال إن انشقاقه جاء "بسبب الممارسات القمعية للجيش العربي السوري تجاه المدنيين من الشعب السوري". وأعلن الأسعد انضمامه إلى "حركة الضباط الأحرار" التي أطلقها المقدم حسين هرموش في جسر الشغور في يوليو/تموز الماضي، ولكن بعد نحو من أسبوعين عاد العقيد رياض الأسعد ليعلن تشكيل الجيش السوري الحر، وكتيبة "خالد بن الوليد" التي تقوم بعمليات في المنطقة الوسطى بحسب ما يقوله ناشطون. وفي بداية أغسطس/آب الماضي أعلن البيان رقم واحد للجيش السوري الحر. وعلى صعيد النشطاء السياسيين ، اعتبر رئيس الهيئة الوطنية السورية لحقوق الإنسان عمار القربي، رئيس وفد المعارضة السورية الذي يزور موسكو حاليا أن روسيا بالنسبة لسوريا دولة مهمة جدا، مشيرا إلى وجود علاقات تاريخية بين البلدين لا يمكنتجاوزها نهائيا، ودعا موسكو إلى عدم تكرر الخطأ الروسي في الأزمة الليبية، في سوريا بدعم الرئيس بشار الأسد. وقال القربي، في حوار مع وكالة انباء "نوفوستى" الروسية اليوم "تجلىالدور الروسي في أكثر من مجال منها مجلس الأمن والمحكمة الجنائية الدولية ومجلسحقوق الإنسان والمباحثات السياسية التي تجري حاليا بين النظام السوري وموسكو"، مضيفا أن الفترة الطويلة التي مرت منذ الزيارة الأولى لوفد المعارضة السورية إلى موسكو شهدت الكثير من الأحداث في سوريا والمنطقة بما في ذلك سقوط النظام الليبي. وردا على سؤال حول رأيه في الموقف الروسي، قال القربي "إذا كانت روسيا ستكررنفس الخطأ بعدم الاعتراف بشرعية الثورة في سوريا كما حدث في ليبيا، فهدفنا إطلاع القيادة في روسيا على حقيقة الأحداث، وشرح وجهة نظرنا من المعلومات التي تأتينامن الشارع ومن منسقي الثورة، وقد حصلنا على بعض الأفكار وبعض الرؤى بالنسبةللموقف الروسي، حيث أعلن الجانب الروسي اليوم، أنه لا يتبنى وجهة نظر النظام،وأنه يقف مع الشعب في سوريا وملتزم بما يريده الشعب". وأكد القربي أن خطوة "إرسال مندوبين وموفدين روس إلى سوريا وإلى المناطق الساخنة بدون مرافقة من السلطات السورية وطلب المساعدة منا لترتيب زيارة الوفد خطوة جيدة جدا يمكن أن توقف القتل وتساعد الروس على الاطلاع على حقائق الوضع". وقال: "بعض الأفكار التي تمثل نواة ل"خارطة طريق" قد تلعب فيها موسكو دورالوسيط من أجل خروج سوريا إلى مرحلة انتقالية بسلاسة وبانتقال سلمي. ولكن هذاالأمر مرهون بتعاطي السلطات السورية وليس بتعاطي المعارضة في سورية التي كانت ضدالتقسيم ضد عسكرة الثورة ضد الطائفية وهي قدمت كل وسائل حسن النية تجاه الغرب وتجاه الثورة وتجاه مستقبل سوريا".
واضاف "إن المعارضة التي تريد أن ترى سوريا مدنية ديمقراطيةرمت الكرة في ملعب السلطات السورية التي إن كانت تريد أن تحافظ علىمستقبل آمن لسوريا وأن يذكر التاريخ أن هذا النظام ليس الأكثر إجراما في العالموإنما هو فقط مجرم، عليها أن تفكر بطريقة لا تعتمد على هذه الحلول التي أثبتت فشلها وأثبتت أنها أساليب عتيقة لم تحمل إلا الدمار والتعذيب إلى سوريا". وعن مباحثات وفد المعارضة السورية مع ميخائيل مارجيلوف رئيس لجنة الشئون الدولية بالمجلس الفيدرالي الروسي، قال القربي "إن السيناتور الروسي أشار في هذا الشأن إلى إعداد مسودة لإدانة العنف في سوريا وهو في صدد الحوار مع الغرب في بعضالفروق"، إلا أنه لم يفصح عن تلك الفروق التي وصفها بالبسيطة. وعن تعاطي الإعلام مع الأحداث في سوريا، قال القربي "سمعت أكثر من فكرة يعتقد أنها من ضمن المشاكل وهي تعاطي الإعلام مع الخبر، والسبب هو عدم وجود قيادة للمعارضة مما قد يشكل ميزة من حيث كونها ثورة لا يسيطر عليها أحد ولا يوجد فيها قرار للضغط عليها من أجل إيقاف الثورة ولكن في نفس الوقت لا رأس لها، لكنه في نفس الوقت يمكن أن يكون أمرا سيئا". وردا على سؤال حول الأحاديث التي تدور بشأن تشكيل مجلس للثورة قال القربي "لا يوجد على أرض الواقع الآن أي حديث عن مجلس انتقالي أو مجلس ثورة، ما يجري الحديث عنه هو تشكيل هياكل لدعم الثورة في الداخل من أجل دعم الشعب الآن، ما تشهده ساحة المعارضة من حراك وحوار هو حوار بين المعارضة نفسها". وأضاف "علينا ألا ننسى أن المعارضة السورية مشتتة منذ 50 عاما في شتى بقاع الأرض، وهي مقموعة تحت الحديد والنار وفي السجون وتحت التنكيل في داخل سوريا، وعلينا ألا ننسى أن المعارضة السورية هي مزيج واسع من التمايزات والخلافات الأيديولوجية فيما بينها، وهذه إشارة صحية"، مؤكدا أن المعارضة بحاجة إلى وقت لتتفاهم وتلتقي وتتحاور لتكون قيادة واحدة لهذه المعارضة". وتشهد سوريا منذ منتصف مارس/آذار الماضى احتجاجات شعبية غير مسبوقة تطالب باسقاط نظام الرئيس بشار الأسد أسفرت حتى الآن عن سقوط مئات القتلى والجرحى بين المدنيين وقوات الأمن، حيث تلقى السلطات السورية باللائمة فى هذا الأمر على ما تصفها ب"الجماعات المسلحة"، فيما يتهم المعارضون السلطات السورية بإرتكاب أعمال عنف ضد المتظاهرين.