اهتم الكتاب العرب اليوم السبت، بأحداث تختلف كثيرا عن الأزمات السياسية التى يتم تناولها يوميا، فسلط عدد من الكتاب الضوء على الحدث التاريخى الذى شهدته فلسطين امس، حيث اصبحت دولة ذات مكانة داخل الأممالمتحدة باعتراف العالم، والقضية الثانية تتناول يوم مختلف فى الكويت لإختيار مجلس امة جديد وسط امتناع المعارضة، وأخيرا ازدهار الإقتصاد الجزائرى بلد المليون بئر. وفى مقاله بجريدة "الشرق الاوسط" اليوم السبت، بعنوان "هذا هو الانتصار" توقف الكاتب طارق الحميد عند خالد مشعل زعيم حركة حماس حينما قال: "إنه ينبغي النظر إلى الاعتراف الفعلي بدولة فلسطينية ذات سيادة في الأممالمتحدة، الذي حققه الرئيس محمود عباس بالنظرة نفسها لما آلت إليه حرب الأيام الثمانية في غزة، أي أن كلا الأمرين يعدان استراتيجية واحدة جريئة قد تؤدي إلى تمكين كل الفلسطينيين في صراعهم مع إسرائيل، وهذا غير صحيح".
ورد الحميد على مشعل قائلا: "ما فعله الرئيس الفلسطيني في الأممالمتحدة هو أنه انتزع الاعتراف بالدولة الفلسطينية كعضو مراقب، والدولة 194، في المنظمة الدولية، وهذا هو النصر الحقيقي للقضية الفلسطينية التي أشغلتنا عقودا طويلة، وليس ما حدث في غزة".
وأضاف الكاتب في مقالته: "فاليوم قطع الفلسطينيون مشوارا أساسيا في رحلة الدولة الحلم، حيث اعترف العالم بدولتهم، وهو اعتراف مهم، ولو كان رمزيا، إذ أظهر هذا الاعتراف حجم التعاطف الدولي مع حق الفلسطينيين بأن يكون لهم دولة، وهو ما تمثل بتصويت 138 دولة مع القرار، مقابل 9 دول رافضة، وهي دول تابعة لأمريكا وإسرائيل، ولا قيمة لها، و41 دولة امتنعت عن التصويت، وامتناعها نصر، لأنه لم يعطل الاعتراف بالدولة الفلسطينية، وإنما كان، أي الامتناع، لمراعاة مصالح سياسية خاصة بتلك الدول!".
وأكد الحميد أن الرئيس الفلسطيني انتصر في الأممالمتحدة على الرغم من كل ما قالته ممثلة واشنطن سوزان رايس في المنظمة الدولية، التي كانت كلمتها من أسوأ الكلمات التي ألقيت، مثلها مثل الكلمة الإسرائيلية؛ فإن رايس تقول إن الفلسطينيين سيفيقون صباح الغد ولن يجدوا تغييرا طرأ على حياتهم، وهذا ليس لأن الاعتراف الأممي بالدولة الفلسطينية لم يجلب لهم شيئا، بل بسبب التعنت الإسرائيلي في عملية السلام، ووقوف واشنطن مع هذا التعنت.
واختتم الحميد مقالته بعرض مقارنة صغيرة لما فعله أبو مازن بالأممالمتحدة، وما تفعله حماس بغزة، حيث قال: "ما تفعله حماس في غزة، ويطلق عليه "نصر" هو البحث عن هدنة عمرها 30 عاما، بينما ما فعله عباس بالأممالمتحدة هو تأسيس الدولة الفلسطينية، وأول خطوة لذلك انتزاع الاعتراف الدولي بها، وهو ما تحقق، وهو النصر الحقيقي، وليس ما فعلته، وتفعله، حماس بغزة".
وفى مقال اخر عن النصر الفلسطيني سلط الكاتب زهير ماجد الضوء فى مقال بعنوان " دولة فلسطينالمحتلة " بصيحفة "الوطن العمانية" الضوء ليشير الى الفرحة الفلسطينية باعتبار هذا الحدث يشكل لفلسطين أرضا ذات خصوصية بعيدا عن الاحتلال الإسرائيلي بينما تراه إسرائيل وكأنه مولود ما زال ناقص الأطراف والقلب وبقية الأعضاء، نطفة قد تكبر مع الزمان سوف تعود للقوة الفلسطينية، ان تمكنت فلن يكون هنالك عائق، ففي عصور القوة التي هي عصور الحياة والزمان والأمكنة، يطل ما هو مفروض رغما عن الجميع. تقوى فلسطين بيد ابنائها وتضعف بضعفهم، حرب غزة الاخيرة خير مثال، لكننا نخاف ان يحس البعض بالورطة ان انتصر، الانتصار أيضا له ثوابته التي يفترض انتقالها من إلى الأفضل، وكلما وصلت تحسنت الشروط.
ويقول الكاتب أن الدولة الفلسطينية غير موجودة سوى على ورق نكتبه نحن ونصدقه احيانا وقد يصدقه الفلسطينيون في غمرة فرح .. ما زال الاسرائيلي "القوي" يفرض شروطه على الفلسطيني الذي استضعف ذاته ووضعها بخدمته (الاسرائيلي). قدم له ما من شأنه راحة البال حين أوقف كل تعبير مقاوم، وقضى على أي حلم ولو بانتفاضة شعبية تحمل الورود بدل الحجارة والسلاح.
واختتم الكاتب مقاله مؤكدا أن الطريق إلى دولة فلسطينية بشكلها النهائي قصة طويلة ليس فيها الكثير من الصدف.. ومثلما قامت اسرائيل بالخطط والدهاء ثم فرضت بالقوة وجودها، على الفلسطينيين تعلم التاريخ الذي كتبه غيرهم ان يكتبوا مثله في الحاضر والمستقبل، وهي قصة أجيال لا يجوز فيها التهاون بأي خطوة كي لا تؤثر على ما بعدها.
وفى حدث آخر يتناول يوما مختلفا فى الكويت تحدث الكاتب محمد الرميحى فى مقاله بعنوان " يوم الصندوق فى الكويت" بصحيفة "الشرق الاوسط" اللندنية، مؤكدا أن هذا العام فى الكويت شهد إجراء انتخابات مرتين متتاليتين، كما أنه لأول مرة يجري الانتخاب العام أمام انقسام، ليس بين أنصار المرشحين أو المرشحين أنفسهم، ولكن بين من يؤيد الذهاب إلى صناديق الانتخاب ومن يقاطع الانتخاب.
وأضاف الكاتب ان المعركة الانتخابية بطيئة تجري ومعظم المرشحين غير معروفين للعامة، فبعضهم من الوجوه القديمة، أما بقية الوجوه التقليدية، فهي إما قد عزفت عن الترشح لهذه الانتخابات التي سوف تفزر المجلس النيابي الخامس عشر للكويت، أو قد امتنعت مقاطعة للترشح. كما لأول مرة تبعد بعض الأسماء عن الترشح لأسباب رفض أوراقها من لجنة الانتخابات، ويجري شطب أسمائها نهائيا من لوائح الترشيح.
وأشار الكاتب الى ان الخلاف السياسي في الكويت ما زال تحت سقف الدستور لا خارجه، وفي الأيام السابقة للانتخابات خفتت حدة الاستقطاب في الشارع للتراجع إلى التجمع الداخلي في الديوانيات، الكل يعيد النظر في موقفه، بعيدا عن التظاهر الصاخب في الشارع. إلا تدفق سيل من الصحافيين عشية الانتخابات سواء من الصحافة والإعلام العربي بتنوعاته المختلفة، أو من الإعلام الغربي، وكثير منه جاء بدعوة من الحكومة، يعني أن التجربة الجديدة سوف تكون تحت سمع وعلم الأقلام وكاميرات الرصد والكثير من التأويل.
واختتم الكاتب مقاله قائلا: " بداية من اليوم سوف تدخل الكويت مرحلة جديدة لا أعتقد أنها خالية من المماحكة إلا أن الجمهور سوف يراقب تلك المماحكة السياسية بالكثير من الترقب وعليه فإن المراهنة سوف تكون على القدرة على الإنجاز الداخلي في الأساس وإطلاق عقال التنمية من أجل خدمات أفضل للجمهور. المحك هنا هو الإجابة على سؤال هام، هل تستطيع التجربة الكويتية بعد تغييرات طفيفة في قواعد اللعبة أن تصل إلى مكان مريح؟"
واخيرا "الجزائر بلد المليون بئر" هو المقال الذى تحدث فيه الكاتب حسن شبكشى بصحيفة "الشرق الاوسط" اللندنية ليسلط الضوء على الازدهار الاقتصادى الذى وصلت له الجزائر بلد المليون شهيد والتى استطاعت بفضل اقتصادها ان تحرز لقب بلد المليون بئر.
وقال الكاتب: "إن الجزائر بلد زراعي بامتياز، ولديها مساحة جغرافية هائلة، وتعداد سكاني يفوق ال35 مليون نسمة، واحتياطيات وقدرات تصديرية مهمة من النفط الخام جعلت هذا البلد العضو في مجموعة الدول المصدرة للبترول (أوبك) ذا مداخيل غير بسيطة. إلا أن التخبط السياسي للبلاد وتجاربها مع الاشتراكية لسنوات عجاف أضاع فرصة التطوير والتنمية المتوقعة والمنشودة. لكن الجزائر تبدو مقدمة على مرحلة لافتة ومهمة في مسيرتها الاقتصادية".
وأشار الكاتب إلى أن الإعلان الأخير الذي صدر عن دوائر اقتصادية نافذة يؤكد وجود احتياطي ثابت فيها يزيد على 231 تريليون قدم مكعب من الغاز الصخري، وهي كمية تكفي وتزيد لتأمين احتياجات دول السوق الأوروبية لمدة عشر سنوات، وهي تساوي مبلغ 2.6 تريليون دولار أمريكي بالقيمة الحالية وذلك بأسعار السوق البريطانية، أوروبا لم تتمكن من تطوير وتنمية مخزونها الموجود من الغاز الصخري بسبب قوة ونفوذ أحزاب البيئة وثقلها السياسي المتصاعد.
وفى مسعى متواصل أكد الكاتب ان الجزائر اليوم تقوم بتقديم إغراءات ضريبية مشجعة لشركات النفط الكبرى، وهي تتباحث في ذلك الأمر مع شركة "أكسون موبيل" الأمريكية العملاقة، والحكومة الجزائرية سبق أن وقعت عقودا مع كل من شركة "شل" الهولندية وشركة "تاليسمان" للطاقة.
فضلا عن اهتمام الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة بشكل كبير بإحضار أهم تقنية تنقيب للغاز الصخري إلى بلاده حتى تتمكن من تحقيق أقصى طموحات التصدير المتوقعة في ظل منافسة متوقعة من كل من ليبيا، التي لديها احتياطي من الغاز الصخري يفوق احتياطي الجزائر لكن ظروفها السياسية والأمنية لا تسمح بدعوة الشركات العالمية للاستثمار في قطاع مهم وحيوي كهذا، وهناك أيضا جنوب أفريقيا التي لديها احتياطي مهم ومحترم لا يمكن إلا أخذه بجدية وتقدير.
واختتم الكاتب مقاله قائلا: "الاستقرار السياسي للبلد كان أيضا نقطة جذب لافتة للشركات النفطية العملاقة، وإن كان الجميع يتساءل: ما الذي سيحدث هناك بعد انتهاء ولاية الرئيس الحالي عبد العزيز بوتفليقة في عام 2014؟ الجزائر مرت بظروف متقلبة وتحديات غير بسيطة كلفتها الكثير من الدماء والمال. لكن يبدو أن أملا مهما يلوح في الأفق، ولو أحسن التعامل معه فسيكون كفيلا بإحداث تحول غير مسبوق في الجزائر على الصعيدين الاقتصادي والاجتماعى". مواد متعلقة: 1. مقالات كتاب الصحف تبرز معاناة «الشعب السوري» و«التأسيسية» 2. "الربيع العربي" .. تساؤلات ومقارنات في مقالات الكتاب العرب 3. كتاب عرب: الثورة السورية بخير .. والتوتر يخيم على البلدان المجاورة