القاهرة : أكدت القاهرة الاثنين أنها غير معنية بقرار إسرائيل بناء سياج على طول الحدود المشتركة معها لمنع تسلل المهاجرين غير الشرعيين. وقال وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط في هذا الصدد :" إن هذا الأمر لا يعنينا في شيء ، إنه شيء تقيمه إسرائيل على أراضيها". وأضاف أن الجدار الإسرائيلي ليس له علاقة بالجدار الفولاذي الذي تقيمه مصر على الحدود مع غزة. وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أقر الاثنين بناء جدار إلكتروني حديث التقنية بطول 255 كيلو مترا وكلفة 270 مليون دولار على الحدود مع مصر وذلك بدعوى منع أعمال التسلل والتهريب وحماية أمن إسرائيل من التهديدات التي تستهدفها. وكشف نتنياهو أن الجدار الجديد سيبدأ من جنوبي مدينة رفح بعيدا عن الحدود المصرية مع قطاع غزة وسيحتوي على رادارات حديثة وبعض التقنيات المتطورة بهدف كشف المتسللين عبر الحدود. ونقلت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" عن بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي القول : " اتخذت قرار إغلاق الحدود الجنوبية لإسرائيل أمام المتسللين والإرهابيين ، هذا قرار استراتيجي بهدف تأمين الطابع اليهودي والديمقراطي لإسرائيل". وأضاف نتنياهو أن إسرائيل ستواصل السماح للاجئين بالدخول إليها لكنه أردف قائلا إننا : "لن نسمح لعشرات الآلاف من المهاجرين غير القانونيين بالتسلل إلى إسرائيل عبر حدودها الجنوبية وإغراق بلدنا بأجانب غير شرعيين". وذكرت مصادر إسرائيلية أن بناء الجدار الجديد يرمي إلى تحقيق غايتين اثنتين: الأولي هو مكافحة حوادث الإجرام والتهريب وتسلل اللاجئين، والثانية أمنية وتتمثل بتأمين الحدود مع شبه جزيرة سيناء المصرية ضد كافة المخاطر والتهديدات سواء أكانت من قبل القاعدة أو غيرها من المنظمات والجهات التي يمكن أن تهدد أمن إسرائيل. وأوضحت تلك المصادر أن الجدار الجديد لن يكون إسمنتيا ولا عاليا بل حديث التقنية. وكانت إسرائيل زعمت أن آلاف المهاجرين الأفارقة وغيرهم تدفقوا على عليها انطلاقا من الحدود المصرية خلال السنوات القليلة الماضية وذلك هربا من النزاعات المسلحة في بلدانهم أو بحثا عن شروط حياة أفضل في إسرائيل. وصعدت الشرطة المصرية إجراءاتها الأمنية خلال الشهور الماضية في محاولة منها لمراقبة حدودها مع إسرائيل في أعقاب تزايد نشاطات تهريب البشر عبر مصر وقد قتلت الشرطة المصرية ما لا يقل عن 17 شخصا منذ شهر مايو/أيار الماضي كانوا يحاولون التسلل لإسرائيل. يشار إلى أن العمل جار الآن على بناء جدار آخر على الحدود بين قطاع غزة والحدود المصرية وتقول التقارير إنه يبنى من مادة الفولاذ وسيكون بعمق حوالي 18 مترا تحت الأرض. وتوقع الجيش الإسرائيلي أن يساعد الجدار الفولاذي الذي تقوم مصر ببنائه في أراضيها على الحدود مع قطاع غزة على الحد بدرجة كبيرة من عمليات تهريب الأسلحة عند إتمامه ، لكنه قال إن الانتهاء من بناء الجدار قد يستغرق شهورا. وكانت مصر قد قللت من شأن أعمال الحفر التي تجري على الحدود مع غزة وتمتد بطول 14 كيلومترا ، لكن حركة حماس التي تسيطر على غزة تطلق عليه صفة "جدار الموت" وتقول إنه قد يحكم الحصار الإسرائيلي المفروض على القطاع من خلال "خنق أنفاق التهريب من سيناء". وتمارس إسرائيل ضغوطا كبيرة على مصر منذ فترة طويلة لكي تتصدى للتهريب عبر الحدود التي يتزود الفلسطينيون من خلالها بالذخيرة والسلع التجارية الأساسية غير المتوفرة في غزة وذلك عبر حفر أنفاق تحت الأرض بين غزةوسيناء المصرية. ويقول بناة الأنفاق إن نحو 3000 نفق كانت تعمل قبل الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة أواخر عام 2008 والذي استمر ثلاثة أسابيع وأودى بحياة مئات الأشخاص ، لكن لم يعد يعمل منها سوى 150 نفقا بعد الحرب والهجمات الجوية الإسرائيلية اللاحقة على المنطقة.