تنوعت اهتمامات الصحف العربية الصادرة اليوم الأحد الا أن تداعيات العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة ، واستمرار الأزمة السورية فضلا عن الجدل الدائر في مصر بشأن قرارت مرسي الأخيرة ، ما زال يهيمن على افتتاحيات الصحف. الموقف الأوروبي والأمريكي
فمن جانبها ، أولت الصحف الإماراتية الصادرة اليوم الأحد اهتماما بالموقف الأوروبي والأمريكي تجاه العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة ، وكذلك نهج إسرائيل في التعامل مع الاتفاقيات والمعاهدات ونقضها عهودها ووعودها في أقرب وقت ومع أول فرصة.
ورأت صحيفة "الخليج" فى افتتاحيتها التى نقلتها وكالة أنباء الإمارات "وام " أن الموقف الأوروبي من العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة كان متماشيا إلى حد كبير مع الموقف الأمريكي وداعما للعدوان ومنكرا على الشعب الفلسطيني حق الدفاع عن نفسه في مواجهة آلة التدمير والقتل الإسرائيلية..بل منكرا حقوقه الأساسية كشعب يريد استرداد حقوقه الوطنية والإنسانية.
وأوضحت تحت عنوان "أوروبا تناقض قيمها" أن أوروبا رغم ما يربطها مع الدول العربية من علاقات ومصالح وجوار جغرافي ، فإنها لاتزال عاجزة عن تحديد موقف إزاء القضايا العربية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية يتواءم مع منظومة قيمها فيما يتعلق بحقوق الإنسان ، مشيرة إلى أن الاتحاد الأوروبي يضع حقوق الإنسان والديمقراطية والحرية والعدالة شرطا أساسيا للانضمام إليه ولا يقبل في عضويته أية دولة قبل أن تقوم بتعديل قوانينها وأنظمتها بل ودستورها بما يتواءم تماما مع هذه القيم.
وأعربت الصحيفة عن استغرابها من أن المواقف السياسية الأوروبية تجاه القضايا العربية تبدو ملتبسة وتخضع لمعايير تتناقض مع ما تدعو إليه وكأن العرب وفلسطين خارج هذه المعايير والقيم ، حيث كشف العدوان على غزة وقبل ذلك الاجتماع العربي الأوروبي الذي عقد على مستوى وزراء الخارجية في القاهرة..إذ رفض الوزراء الأوروبيون تضمين البيان المشترك أي إشارة إلى قرارات الشرعية الدولية بشأن القضية الفلسطينية في حين أفاضوا في الحديث عن الحرية والديمقراطية واحترام حقوق الإنسان ومحاربة الإرهاب وكأن شعب فلسطين لا يستحق حرية ولا ديمقراطية .
ومن جانبها ، ذكرت صحيفة "البيان" أن إسرائيل لن تغير من نهجها في التعامل مع الاتفاقيات والمعاهدات فهي ما تلبث أن تنكص عهودها ووعودها في أقرب وقت ومع أول فرصة.. لافتة إلى أن هذا ما يجري مبدئيا على أرض الواقع في غزة إذ أقدمت سلطات الاحتلال الإسرائيلي الغاشم على إطلاق الرصاص الحي على أطفال وشباب فلسطينيين في خان يونس جنوبي قطاع غزة أمس الأول مما أدى إلى استشهاد شاب في العشرينات من عمره.
وتحت عنوان "إسرائيل..خرق الهدنة كعادتها"، أوضحت أن هذا الخرق الإسرائيلي ليس جديدا في الهدنة التي رعتها القاهرة عقب 8 أيام من العدوان المتواصل على القطاع والذي راح ضحيته أكثر من160 شهيدا وألف و200 جريح ، فضلا عن الدماء والخراب الذي خلفته الهجمات الغاشمة ، بل هو الثاني في غضون أقل من أسبوع على توقيع الهدنة.
وأكدت أن سياسة العدوان الإسرائيلي ثابتة لا تتغير فهو ماض في بطشه بالفلسطينيين والتنكيل بهم وفرض القيود على حياتهم، حتى في أداء الصلاة في المسجد الأقصى المبارك، فالهلع يضرب قلوب المحتلين من مجرد السماح للشباب الفلسطيني بالصلاة في باحات الأقصى المبارك ، فضلا عن الحواجز التي يقضي فيها الفلسطينيون الساعات الطوال من أجل التنقل في أراضيهم المحتلة.
وأضافت أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي إذا راهنت على أن الشعب الفلسطيني الأبي يمكن أن ينكسر فهي مخطئة ، إذ إن إرادة الشعوب أقوى من كل المحتلين غير أن تل أبيب لا تريد أن تأخذ درسا.
الحرب الأهلية
وفي الشأن السوري ، توقعت صحيفة "المستقبل" اللبنانية أن تنتهى مهمة الممثل الأممي والعربي الأخضر الابراهيمي إلى سوريا مثل سابقه كوفى أنان دون أن تحقق هدفها بوقف الحرب الأهلية فى سوريا.
وقالت "لن يمر وقت طويل قبل أن يدرك الإبراهيمي أن مهمته لم تكن سوى فاصلا دبلوماسيا آنيا، إستدعته ضرورات المرحلة الدولية، في إطار أزمة إستراتيجية كبيرة.
عند ذاك، وكأي دبلوماسي مغدور، مر على هذه الأزمة، أو نظيراتها، سيلقي الرجل بيانه الأخير، الذي سيحمل في طياته الكثير من الإحساس بمرارة الخديعة الدولية، وسيقول على هامش حديث صحفي، على الأرجح ، كلمتان أو ثلاثة، كتلك التي قالها سلفه على الأسد أن يرحل، لا حل للمشكلة دون ذلك.
وأكدت - فى مقال لها اليوم الاحد - أنه لم يزل الوصول إلى حل للأزمة السورية أمر مبكر جدا، فالثورة السورية باتت تحمل على أكتافها عبء إنجاز العديد من الوظائف والمهمات، ومن دون ذلك لن تعبر سوريا عتبة الأزمة بإتجاه الحل، وخصوصا وأن مختلف القوى تجد لديها ترف الوقت الذي يمنحها التفكر والتدبر والإشراف والتخطيط، من دون أن يمس ذلك في أمن وإستقرار ومصالح ومستوى حياة شعوب هذه الدول، والعكس قد يبدو صحيحا في هذه الحالة، بمعنى التعجل في إتخاذ القرارات من شأنه أن يعرض مصالح هذه القوى للضرر، ولو من باب تقليل فرصها للمساومة، الأمر الذي يجعل من الحدث السوري لعبة أمم بإمتياز.
وشددت على أنه لا يزال الوقت مبكرا على الحل، على الأقل ليس قبل أن تؤتي العقوبات الأمريكية والأوروبية على إيران ثمارها، وفي ذلك تؤكد التقارير الغربية أن ذروة هذا الأمر ستتضح منتصف العام المقبل. وليس قبل أن تكتشف روسيا أنها تغرق في سوريا وتخسر، وفي المحيط الشرق أوسطي برمته، كما ليس قبل ان تتضح الرؤية بخصوص الموقف من إيران، ومن ترتيبات إسرائيل بشأنها، وبشأن حزب الله ، وذلك سيتم بعملية شاملة وصفقة كاملة، إلى حينه، وقبل ذلك، ليس هناك ما يبرر إستنفاذ الجهود.
المرأة السعودية
وفي صحيفة "الوطن" الكويتية ، توقع مسئول فى وكالة الفضاء والطيران الأمريكية "ناسا"، أن تقتحم المرأة السعودية برامج الفضاء سواء عالمات أو فنيات.. مبينا أنه التقى بنماذج منهن وهن فى غاية الاستعداد العقلى ولديهن رغبة فى ذلك.
وقال الدكتور جيم رايلى رائد الفضاء بوكالة "ناسا" الأمريكية للملاحة الفضائية فى تصريحات نشرت اليوم بالرياض إن السعودية لها مستقبل فى علوم الفضاء وأبحاثه، خاصة وهى تمتلك الأساسيات التكنولوجية، حيث يعمل الأمير سلطان بن سلمان فى علم الفضاء منذ وقت مبكر، مما يساعد الجيل الشبابى فى التوجه ذاته.
وأضاف أن زيارة الأمير سلطان بن سلمان للفضاء جذبت توجه الشباب السعودى للفضاء وجعلت الطموح أعلى بكثير قبل عام 1985 .. متوقعا أن تكون السعودية من الدول الرائدة فى علوم الفضاء وأبحاثه.
وأشار المسئول الأمريكى إلى ما تحتويه الجامعات السعودية والمراكز العلمية من برامج غنية ومراكز بحث علمى مؤهلة لهذا المجال، مثل "مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية" و"مدينة الملك عبد الله للطاقة الذرية والمتجددة" و"جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية"، التى شاهدناها خلال المؤتمر السعودى الدولى لتقنية الفضاء والطيران والمؤتمر الدولى ال 25 لجمعية مستكشفى الفضاء اللذين عقدا مؤخرا فى الرياض.
وعن رأيه فى الدعم المادى المقدم لبحوث الفضاء، قال "تأتى أمريكا وروسيا والهند والصين ودول الاتحاد الأوروبى والسعودية فى المقدمة، خاصة أن القوات السعودية تعمل مع "ناسا" من خلال مشاريع مشتركة تشارك فيها المملكة، إلى جانب 44 دولة".
وقال فى هذا السياق "سنرى للمملكة فى المستقبل وجودا أكثر بعدما وجدت منذ 2005 فى مجال تقنية أبحاث الفضاء وستستمر فيه حتى عام 2025م، إضافة إلى جهودها فى رصد الأرض بالصور التقنية".
كان رايلى قد شارك فى ندوة عقدت أمس عن استكشافات وبحوث الفضاء، بحضور أعضاء جمعية علوم الأرض فى شركة "أرامكو السعودية" فى الخبر (شرق السعودية).
دعوة للحوار
ولم يغب الوضع في مصر عن تغطيات الصحف العربية الصادرة اليوم ، حيث دعت صحف سعودية في افتتاحياتها اليوم القوى السياسية في مصر إلى العودة إلى طاولة "الحوار" ،وقالت " إن الخلاف في الأصل "سياسي" تحاول الاطراف أن تلبسه ثوبا قانونيا لتبرير مواقفها، وما من سبيل للخروج من الازمة الراهنة وحقن الدماء ووقف التصعيد سوى بالحوار الجاد والمخلص".
وقالت صحيفة (الرياض) تحت عنوان (مصر..الحوار هو الطريق لحل الأزمة)...في مصر مجرى الأحداث يتجه لتصعيد الأزمات، وبصرف النظر عمن يملك الحق الدستوري سواء الحكومة، أو المعارضة، فالوحدة الوطنية يجب أن تكون خطا أحمر، ولعل مناعة مصر عن الخلافات التي تؤدي إلى التقسيم تجعلها بعيدة تماما لأن تكوينها الاجتماعي لا توجد فيه صراعات قبلية ومذهبية، وحتى ظواهر التماس بين المسلمين والأقباط لا تصل لحد الأزمة لأن هناك تأريخا من التعايش ظل عامل توازن، وتوافق".
وأضافت " لا أحد يستطيع الحكم على مجرى الأحداث، لأن الرئيس اتخذ قرارات تسانده فيها قوائم حزبية مهمة، لكن المعارضة اختارت الطريق المضاد، أي استقلال القضاء وكل الحريات ومحاسبة ما جرى من تقصير، وكلا الطرفين يملك الحجج التي تجعله على حق، لكن استمرار الأوضاع لتتجه للصدام، أمر سوف يضعف الجانبين".
ورأت الصحيفة أن المسألة برمتها، سياسية، وطالما الحلول متوفرة فإن إيجابيات فتح الطرق للحوار هي التي تقطع المسافة بين الطرفين، وتعيد مصر لقوتها العربية والدولية.
وفي نفس الشأن..تساءلت صحيفة "عكاظ" في كلمتها الافتتاحية تحت عنوان (مصرإلى أين؟) قائلة...مصر بلد كبير ودولة محورية لها تأثيرها في المنطقة ولها محبون كثيرون ولهذا ينشغل بشؤونها وشجونها الكثيرون أيضا..وما يجري فيها هذه الأيام يشغل المعنيين باستقرار المنطقة الذين لا يريدون أن تضيع الجهود والطاقات في المماحكات الحزبية والتنافس على الأشياء الآنية ويفقدون مؤشر البوصلة التي تقودهم إلى الوجهة الحقيقية المتفقة مع مصالح الوطن.
وعلقت الصحيفة بالقول "إن الشعب المصري اليوم يعاني من الواقع المعيشي بصورة تهدد استقراره وأمنه وحياته، والصراعات السياسية التي لا تريد أن تتوقف أمام هذه الحقيقة تخاطر بمستقبلها ومصالح بلدها".
وأضافت " إن المرحلة حرجة وتحتاج إلى رؤية العقلاء وبصيرة الحكماء لموازنة المصالح الكبرى مع الأهداف الخاصة وإيقاف النزيف الذي يدفع بالبلاد إلى المزيد من التدهور الاقتصادي والاجتماعي والأمني" ، وتابعت "عكاظ" : وإذا لم تدرك القوى المتصارعة هذه الحقائق وتعود إلى لغة العقل وطاولة الحوار والتفاهم فإنها تقدم شهادة على عدم إدراكها لرغبات الناس وحاجتهم، وعدم الاستفادة من تجارب الماضي الذي أكد أن للشعب المصري قدرة على تجاوز من لا يقدرون صبره وطاقته على التحمل.