القاهرة: مع بدء العد التنازلي للتظاهرة المليونية التي دعت لها قوى سياسية وثورية بعد غد الجمعة في قلب ميدان التحرير بالقاهرة، تزايد الانقسام بين المشاركين في التظاهرة التي وصفت بأنها لتصحيح مسار ثورة 25 يناير، فيما أعلنت حركة 6 إبريل فصل 7 من أعضائها . وفي الوقت الذي تعزز فيه أجهزة الشرطة المصرية من إجراءاتها في قلب الميدان، خاصة في دوارة الرئيس مدعومة بقوات الجيش من خلال شرطته العسكرية ومدرعاته، فإن قوى ثورية دعت الأجهزة الأمنية إلى سحب قواتها من الميدان، تجنباً لوقوع احتجاجات بينهم، يمكن أن تعكر صفو التظاهرة المليونية . يأتي هذا في الوقت الذي ترددت فيه أنباء عن استمرار الانقسام بين القوى السياسية والأحزاب والحركات الثورية في البلاد من التظاهرة المليونية، في ظل عدم الاستقرار على مسمى للتظاهرة، وإن كان عنوانها البارز سيركز على تصحيح مسار الثورة . هذا وقد أعلن ثلاثة عشر ائتلافا وحركة سياسية رئيسية اليوم الأربعاء امتناعهم عن المشاركة فيما يسمى "مليونية تصحيح المسار" تقديرا منها للظروف الحرجة التي تمر بها البلاد داخليا وخارجيا وانحيازا منها إلى رأي الأغلبية في الشارع المصري الذي أصابه الضجر والقلق من الدعاوى المتكررة للتظاهر. وذكرت الحركات السياسية في بيان مشترك - تلقت وكالة أنباء الشرق الأوسط نسخة منه- أنها اتخذت هذا القرار كذلك انطلاقا من الحرص على الجيش المصري العظيم، وإدراكا منها لوجود أيدي خفية تحاول العبث بأمن البلاد وإدخالها في نفق مظلم يترتب عليه القضاء على مكتسبات الثورة، خاصة بعد أحداث استاد القاهرة الأخيرة التي وقعت الليلة الماضية. وأعلنت الحركات في بيانها رفضها التام لما وصفته ب"المحاولات المشبوهة المتكررة" التي تنادي بمجلس رئاسي انتقالي بديل للمجلس الأعلى للقوات المسلحة. وطالبت الحركات في بيانها بأن تعلن جميع الأسماء التي تم اقتراحها لتكون أعضاء بهذا المجلس رفضها لهذا المجلس المقترح بشكل قاطع وذلك لقطع الطريق على المتربصين بالوطن والذين لم يخولهم أحدا للتحدث باسم الشعب المصري. وفي الوقت الذي أعلن فيه التيار الإسلامي بفصائله المختلفة رفضه المشاركة في التظاهرة المليونية، فإن شباب الدعوة السلفية أعلنوا تأييدهم لمطالب مظاهرات يوم الجمعة المقبل، غير أن الشباب أعلنوا تعليقهم المشاركة في التظاهرة، لما اعتبروه تعدداً للرايات المختلفة التي يتم رفعها أثناء مثل هذه المليونيات . في السياق نفسه نفت جماعة أنصار السنة المحمدية، أكبر جماعة سلفية بمصر، في بيان، تلقيها أموالاً خارجية "181 مليون جنيه" دون علم الحكومة المصرية والجهات الرقابية بها سواء قبل الثورة أو بعدها .