تمر اليوم 16 نوفمبر ذكرى ميلاد الأديب والكاتب البرتغالي جوزيه دي سوزا ساراماجو عام 1922، وهو روائي حائز على جائزة نوبل للأدب وكاتب مسرحي وصحفي برتغالي. حاز ساراماجو جائزة نوبل للآداب عام 1998. بدأ حياته صانعا للأقفال ثم صحافيا ومترجما قبل أن يكرس وقته كليا للأدب.
أصدر روايته الأولى "أرض الخطيئة" عام 1947 وتوقف عن الكتابة ما يقرب العشرين عاما ليصدر عام 1966 ديوانه الشعري الأول "قصائد محتملة".
أصدر نحو عشرين كتابا ويعتبره النقاد واحدا من أهم الكتاب في البرتغال بفضل رواياته المتعددة الأصوات والتي تستعيد التاريخ البرتغالي بتهكم دقيق قريب من الاسلوب الذي اعتمده فولتير. عضو في الحزب الشيوعي البرتغالي منذ عام 1959. حصل على جائزة نادي القلم الدولي عام 1982 وعلى جائزة كأمويس البرتغالية عام 1995. نشط في في محاربة العولمة كما هو من المشككين في الرواية الرسمية لأحداث 11 سبتمبر 2001.
توفي في 18 يونيو 2010 عن عمر يناهز 87 عاما في بيته القائم في لانزاروت في جزر الكناري حيث أقام منذ سنة 1992.
أدان الأديب البرتغالي الحرب على غزة، وقاد رغم سنه المتقدم مظاهرة في قلب العاصمة الإسبانية ضد وحشية الاحتلال الإسرائيلي، فقد كان كاتبا ملتزما بقضايا الإنسانية بشكل عام، ولم يكتب إلا دفاعا عن حق او تبنى موقف، أو مهاجمة للزيف والضلال، كانت آخر كتاباته بعد زلزال هايبتي داعيا الدول الأوروبية المانحة أن تهتم بالأحياء وليس الموتى.
كان مهموما بقضايا الإنسانية وشرور العالم المتزايدة وظهر ذلك جليا في كتاب "باسم قابيل" الذي يؤكد فيه أن البشرية تعيش الآن وضعا رديئا لأن جميعنا أبناء القاتل قابيل، وقد هاجمت الكنيسة هذه الكتاب بشدة، مثلما هاجمت من قبل عام 1989روايته "الإنجيل حسب رؤية المسيح" حيث اعتبرتها كفر وإلحاد، ومنعت تدريس أعماله في الجامعات والمدارس، مما دفعه لترك البرتغال عام 1992 إلى إسبانيا واستقر بجزيرة "لانزاروتي" حتى وفاته.
وصفه أصدقاؤه أنه رغم ضعف البنية الجسدية له إلا أنه مقاتل شرس، فهو رجل عصامي علّم نفسه القراءة والكتابة ولم يلتحق بالمدرسة نظرا لإنتمائه إلى أسرة فقيرة تعمل في رعي الماعز، قرأ كتابه الأول في سن السادسة عشر، وامتهن مهن حرفية فعمل في الورش والمطابع وبدأ بكتابة الشعر وهو في الخامسة والعشرين من عمره، ثم توقف عن الكتابة حتى الأربعين لاعتقاده بأنه لا يملك ما يقدمه أو يكتب عنه، ثم نشر أول أعماله الذي لاقى نجاحا كبيرا.
كانت الكتابة عند ساراماجو مثل عملية تشكيل كرسي وعن ذلك يقول: "يجب أن يكون الفرد قادراً علي الجلوس عليه، وأن يكون متوازناً فوقه، إذا كنت قادراً علي انتاج كرسي كبير، أو جيد، فإنه قبل كل شئ يجب أن تتأكد أن له أربعة أرجل ثابتة فلا يهدد بحدوث ما لا تحمد عقباه ، كرسي بأرجل ثلاثة لن يبقي" .