درسنا فى العلوم السياسية مصطلحات هامة هى قواعد وثوابت التعامل الدولى بين الشعوب والدول والدبلوماسيات المشتركة ، وكان مصطلح " الهيبة والسمعة" له بريق وله وقع فى الآذان . ولعل السبب فى ذلك ان لكل دوله وكيان سقف لا يتجاوزه احد حتى لو من باب النقد ، فالنقد ايضا له سقف واطر تحكمه وضوابط فى السلوك ، وذلك يرجع الى الاحترام بين المتكلم والمستمع الذى يتقبل النقد وغيرها ولااعنى بذلك القمع ومن المقال يفهم المقال . عندما جاء النبى صلى الله عليه وسلم وتم القبض على احد الشعراء هجاءا للنبي والاسلام فالعقاب ان خلعت له اسنانه الامامية عقوبة له ولسلاطته فهذه العقوبة اقوى من قطع اللسان التى من الممكن ان يحكم فيها النبي بذلك . وعندما نرى ان الدولة التى يهان لها اتباع ووفود عند ملك ما أو رئيس فان كرامة الرسل من كرامة من ارسلهم وكما قيل فى العسكرية " مراسل اللواء لواء " وترى الكثير من الدول تحافظ فى بروتوكولاتها على المعاملة بالمثل فى كل شىء كلمة بكلمة لانها متعلقة بالدول .
فنجد اسرائيل ذلك الكيان فى خاصرة الوطن العربى يقوم بالتهييج الاعلامى والتوتر الدولى والشجب والاستنكار والضغط من اجل رفات لاحد اتباعها والامر لايمكن ان ينظر اليه بانه مجرد رفات بل هى رسالة واضحة لاتباعهم انكم مهابون فى الحياة والممات واننا نناضل من اجلكم حتى وان صرتم رفاتا مما يعود بذلك على اتباعهم بالموت والتضحية فى سبيل ذلك . الهيبة والسمعة فى ايران التى اخافت العالم برغم القيود العسكرية والدولية والحصار الجوى والذى اخرجها الى العالم قوة على قوة وسيادة على اراضيها وتحديها لاى دولة لا تعيرهم اى اهتمام وتناشد الشعب الامريكى ولا تعتبر للادارة الامريكية وهكذا . ولكننا نطبق المبدأ ذاته على سلوكيات الامراء والرؤساء ليجلو الفهم والقصد حول ان الرئيس لابد ان يكون مهابا وليس ديكتاتوريا – فاشغال الراى العام بتفاهات اللامور وتحجيمها فى الاعلام على انها كوارث فهذا يضعف القرار السياسي ويذيب كيان الهيبة من قلوب الاتباع فما بالك بالمؤلفة قلوبهم والمتربصين . انكسرت مصر فى نكسة عبدالناصر وخرج على الشعب المنكس تحت الراية المنكسرة ينشد زرقاء اليمامة وخرج الخطاب ليلعب على العواطف المصرية الخام التى نادت" .. لاتتنحى .... " فى ذهول العالم ليس لشخص عبدالناصر ولكن بمدى التدليس والتزييف على الرأى العام المصرى الذى اعطى ولم يبق شيئا – غناء واعلام وافلام تشغل الراى العام وتغييب المواطن فى خناقات اللقاءات وتفاصيل المشاكل التى لايتحملها المواطن المطحوب . اذا ما عاد القرار الى الهيبة والسمعة انطفأ المواطنون على مشاكلهم واحنوا رؤسهم للواقع ورضوا بفتات الحياة وتنكسر ساعتها الارداة وانفصل الشارع عن حكامه وضاعت هيبة البلاد وسط قلوب ابنائها واصبح القرار السياسي يصف ويشف الواقع المتدهور لانه لايقدر ان يستعين بالجماهير لانها لاتقوى على الاستمرار وتاتى بعدها الثورة . ولكنها من نوع اخر .