الكلمة الرديئة مثل الرصاصة، وتكون أشدُّ إيلاماً من الرصاصة حين تصدر من الزوجة.. لماذا؟!. * من ناحية أولى:
الزوجة هي اختيار الرجل وقراره بالمقام الأول، وحين يكتشف الرجل بعد فترة من الزواج بأنه لم يُحسن التحري عن لسان زوجته وقت أن يدرك - مع أول موقف حياتي - أنها تملك في فمها قاعدة للصواريخ لا تبقي ولا تذر.. عندئذٍ يتجرع الزوج بجوار ألم رصاصات الزوجة الثائرة ألم الفشل في اتخاذ قرار الزواج الصحيح.
* من ناحية ثانية:
يتوقع الرجل بصفته كائناً خشناً أن يشم رائحة العبير من ذلك الكائن الرقيق الذي يشاطره الحياة بحلوها ومرها، وفي مرات كثيرة ينسى أن للورود أشواك تنسل من أغمادها لتصيب محبيها ببعض الألم، إعمالاً لقاعدة تعمل بها الكثيرات وهي: من ذاق الحلو دائماً زهده قريباً، ولذلك يلجأن إلى جرعات متنوعة من تصدير المُرِّ إلى الرجال، و ربما تطول أو تقصر تلك الجرعات حسب درجة التلذذ بالتنكيد على الرجال!.
* من ناحية ثالثة:
الرجل يكره الهزيمة، وحين تكون الهازمة هي الزوجة تضيق الدنيا عليه فتصبح كسمِّ الخياط، لأن الرجل متوهم أنه قوي وموهوب ومن ثم فائزٌ في كل المواجهات، فيقول كثيراً وتمتصه الزوجة بحكم طبيعتها، ثم تشن هي هجمة مرتدة مركزة خاطفة بين الفينة والأخرى، تتلخص في بضع كلمات، تلقي بالرجل في لُجَّة عميقة من النكد والاكتئاب، وهي مقدرة لدى المرأة لا ينازعها فيها أي رجل إلا القليل.
* من ناحية رابعة:
حين يسمح الرجل لزوجته بالعمل لمشاطرته أعباء الحياة، فلا يلومنّ إلا نفسه حينما يسمع كلاماً لا يرضيه عقب أن أمسكت الزوجة بأحد مجدافي القيادة، وهي تقول أنا مثل.. أنا أساوي، فالمرأة وقت أن تشعر بحاجة الرجل إلى راتبها لدفع السفينة يقع في نفسها تمرد ولا ينجو من ذلك الشعور سوى نسبة قليلة من نساء فهمن ما تشي به المسؤولية والتضحية.
* من ناحية خامسة:
الزوجة العاملة حين تحتك بطبقات المجتمع في محل عملها، تتغير أشياء كثيرة في شخصيتها أقلها أن مساحة الحياء تنزوي في شخصيتها فتصبح قادرة على التلفظ بما كان يمنعها الحياء من التلفظ به آنفاً، خاصة إن كانت تعمل في أوساط تجمع الرجال والنساء.
* من ناحية سادسة:
الرجال الشرقيون في مجملهم يريدون زوجة تتكلم ب «الريموت كنترول» ويعتبرون خرق هذا النظام قلة أدب وخروج على النظام، ولذلك لما تنفجر المرأة جراء تلك القيود، يعتبرها الزوج زوجة عاصية ومتمردة، وهو ظلم آن للعقلاء أن يرفعوه عن الزوجة التي عانت كثيراً في مجتمعاتنا.
* بقيت همسة:
آن للرجل وللمرأة أن يعلما أو يتعلما أن الحياة قسمة مشتركة بينهما يدلي كل منهما بدلوه فيها بقدر ما مُنح من قدرة على العطاء، ولا يمكن لحياة أسرية أن تستقيم إن شابت تلك العلاقة شائبة الأنانية والبحث عن إرضاء أهواء الذات، لأنها علاقة تكاملية تمثل بجناحين لا ترفع الحياة من هوة البحث عن التوافه إلا بعملهما معاً.