أ.ش.أ: لم يعد الفلسطينيون يعولون على تقديم السياسية الأمريكية دعما لمسيرة السلام المتعثرة مع إسرائيل، فعلى عكس ما كانت عليه غزة عشية الانتخابات الرئاسية الأمريكية السابقة، التي أظهرت فوز الرئيس الأمريكي باراك أوباما في عام 2008، فإن غزة هذه الأيام تبدو غير مبالية بما يجري على الساحة الأمريكية. وذكرت هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) أنه قبل أربعة أعوام كان الفلسطينيون يعولون كثيرا على رئيس أمريكي من أصول إفريقية إسلامية، أن يحقق التغيير الذي وعد به ناخبيه، وأن يلمس الناس في الشرق الأوسط بشكل عام وفي الأراضي الفلسطينية بشكل خاص، أثار هذا التغيير في واقعهم ومستقبلهم.
وربما توقع الفلسطينيون في حينها أن تشهد السياسية الأمريكية في عهد أوباما دعما لمسيرة السلام المتعثرة مع إسرائيل، أو مواقف من شأنها أن تدعم المطالب الفلسطينية في الحصول على الدولة التي انتظروها طويلا، لكن شيئا من ذلك لم يتحقق، كما يقول أبو خالد مشتهي تاجر الأقمشة في شارع عمر المختار في غزة.
ويضيف "ماذا فعل لنا أوباما؟ انتظرنا سنة بعد سنة ولم نلمس التغيير، هو (أوباما) كسابقه بوش وكذلك من سيأتي بعده كلهم دعموا وسيدعمون إسرائيل وسيقفون إلى جانبها".
ويبدو أن خيبة الأمل في شوارع غزة كانت من أبرز ملامح الموقف من الانتخابات الأمريكية الحالية، فأحوال الشارع الفلسطيني تتلاطمها أزمات سياسية واقتصادية وأمنية، على رأسها الانقسام السياسي بين قطبي السياسية الفلسطينية حماس وفتح، وحصار اقتصادي تفرضه إسرائيل على غزة، وغياب حلول سياسية تتعلق بمفاوضات السلام المتوقفة بين إسرائيل والفلسطينيين.
وحركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة، منذ فوزها في الانتخابات البرلمانية عام 2006، تعيش عزلة سياسية يزيد من صعوبتها استمرار الحصار الإسرائيلي لها، ورغم أنها حاولت خلال سنوات حكم أوباما إرسال رسائل تطمينية عبر وسطاء زاروا غزة بعد الحرب الإسرائيلية أوائل عام 2009، إلا أنها لم تتلق غير شروط أمريكية تدعوها لنبذ العنف والاعتراف بحق إسرائيل في الوجود، وهي ذات السياسة التي كان يتبعها سلفة جورج بوش الابن.
ويقول سامي أبو زهري المتحدث باسم حركة حماس "نحن غير مكترثين بنتائج الانتخابات الأمريكية لأن أسماء الرؤساء قد تختلف لكن السياسات الخارجية الأمريكية المرتبطة بالقضية الفلسطينية، والتي تستند إلى الانحياز والدعم الكامل لإسرائيل لا تتغير".
وحول إمكانية أن توجه حركة حماس رسالة للإدارة الأمريكية عشية انتخابات الرئاسة، قال أبو زهري في حديث لبي بي سي، "نحن ندعو الرئيس الأمريكي الجديد إلى إعادة تقييم السياسة الخارجية الأمريكية على قاعدة احترام حقوق الشعب الفلسطيني، وأن تدرك أن هناك تغييرا جديا في المنطقة لن يقبل باستمرار السياسات الأمريكية الراهنة".
وتعول "حماس" على ثورات الربيع العربي والمتغيرات في منطقة الشرق الأوسط التي حملت الحركات الإسلامية إلى دفة الحكم في بعض الدول التي اجتاحها الربيع العربي، في أن تتقدم بخطوات من شأنها إنهاء عزلتها ورفع الحصار الاقتصادي.
ولم تخصص وسائل الإعلام الفلسطينية من صحف وإذاعات وقنوات تلفزيونية أي مساحات لمقالات أو حوارات للحديث عن الانتخابات الأمريكية وتأثيرها على الواقع الفلسطيني، واكتفت بالحديث عن أخبار تقدم رومني أو تراجع أوباما بعد كل مناظرة تلفزيونية.
ويقول يوسف أبو مايلة، وهو مدرس لمادة الرياضيات في إحدى مدارس غزة "لم أسمع كثيرا عن الانتخابات ولا أعرف من هو الأفضل، لكن الجميع هنا لا يثقون بأمريكا لأنها لم تفعل شيئا لنا".
ويقول سائق سيارة أجرة في شارع الوحدة في غزة، إن "أي رئيس أمريكي لن يقف مع الشعب الفلسطيني ما دمنا متفرقين وكلمتنا ليست واحدة عندما نصبح موحدين لن نحتاج إلى أمريكا ولا إلى غيرها"، وهو ما اتفق معه طلال عوكل الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني .. شيرا إلى أن "المشكلة فلسطينية فالضعف في الخطاب والأداء السياسي الفلسطيني وقبله وبعده الانقسام يجعلنا كشعب وقضية على هامش الأجندة السياسية لأي مرشح للرئاسة الأمريكية".
ويقول عوكل "إن الاهتمام بالانتخابات الأمريكية مقتصر على النخب السياسية الفلسطينية ونحن بقدر قلقنا من تصريحات رومني الداعمة لإسرائيل ولإعلان القدس عاصمة لها في حال توليه الحكم، فإن خيبة أملنا تبدو أكبر من عدم قدرة أوباما أيضا في أحداث أي تغيير في سياسة واشنطن تجاه قضايا الشرق الأوسط على مدى سنوات حكمه". مواد متعلقة: 1. الانتخابات الامريكية: نبوءة كندي أم كابوس فلوريدا؟ / مالك التريكي 2. «العربية»: أولاد الرئيس «مرسي» لم يصوتوا في «الانتخابات الأمريكية» 3. عائلة أوباما الكينية تتابع نتائج «الانتخابات الأمريكية»