كتبت: آيات عبد الباقي- تصوير: نجلاء خيري «لم يسلم من لسانه أحد »، إنه الدكتور سمير ذكى رئيس منتدى المشاركة الوطنية بالكنيسة الأرثوذوكسية،والذي طالت تصريحاته الساخنة والمتناقضة الجميع في نفس الوقت. أثناء تواجده علي رأس المحاضرين في الورشة التدريبية المقامة من قبل مؤسسة "فريدريش نورمان" الألمانية ، وكلية السياسة والاقتصاد بجامعة القاهرة، انتقد سميرذكى الكثير من الأمور، وعلي رأسها قضية الساعة التي شغلت الساحة المصرية ألا وهي انتخابات البابا الجديد، والتي وصفها بالانتخابات الأكثر نزاهة التي عاشتها مصر علي الإطلاق، ليعود ويهاجم اللائحة التي استندت إليها تلك الانتخابات. وبلهجة تهكمية معادية ، أكد أن انتخابات البابا تواضروس أنهت "ديكتاتورية شنودة" الذي استحوذ علي الكنيسة ، متهما الدولة في تحويل ذلك المنصب من كونه منصبا دينيا بحتا إلي منصبا سياسيا يخدم أغراض محددة تسعى أو سعت الحكومة المصرية لتنفيذيها لسهولة احتواء الكنيسة ممثله في شخص واحد . واستعرض ذكى أهم الملفات التي تنتظر البابا الجديد ،و لخصها في إعادة تنظيم المجلس المالي للكنيسة وتغيير لائحة اختيار البابا، والتي وصفها بالمتناقضة مع متطلبات العصر الحديث ، وحل مشكلة الأحوال الشخصية من طلاق وميراث وغيره ،وإعادة الأوقاف المسلوبة ، بالإضافة لمشكلة تقييد بناء الكنائس في مصر معلقا "من السهل أن ترخص ملهى ليلي في مصر، ولكن من الصعوبة أن تحصل علي قرار ترميم كنيسة فما بالك ببناء كنيسة". وبعد تعليقه أن جهاز أمن الدولة كان يتعمد إهانة المسيحي وتمييزه، اعترض الصحفي عمرو عبد المنعم باعتبار أن الاعتقالات التي تمت من 92 إلي قيام الثورة ،لم تميز بين قبطي ومسيحي ولم تتسم الانتقادات الدينية بالطائفية إنما كان سببها الدقة والاختلاف في توزيع الثورة ومع ذلك لم يكن التعذيب في المعتقلات يفرق بين مسلم أو مسيحي، متحديا إياه أن يساوي أعداد المعتقلين المسيحيين بالمعتقلين المسلمين. وفي ظل انتقاده للانتخابات الباباوية ، طالب بإلغاء القرعة باعتبارها ليست أصيلة في الكنيسة ، والسماح لأقباط النهضة بالانتخاب والتصويت والذين حصر عددهم في 3 مليون مسيحي بدول أوروبا، مشيرا إلي أن الانتخابات سيطر عليها الشيوخ وكبار السن والنخبة دون الشباب، منتقدا سن ترشح البابا علي الرغم من أن العمود الفقري للكنيسة هو الشباب . وبأسلوب هجومي، تناول ملف الفتنة الطائفية والثقافة العامة من كراهية وتمييز الشارع المصري للأقباط – علي حد وصفه- قائلا « أسير في يوم الجمعة في شبرا ليصفني المسلمين بالكافر»،إلا أنه في ثنايا رده علي احد التساؤلات ، أكد أن منطقة شبرا لا تعاني من فتنة طائفية ويتعايش المسلمين فيها مع المسيحيين في الأفراح والأحزان سواء، وهذا ما أظهر وجه التناقض في تصريحاته ، ما حدا بمراسلة شبكة الإعلام العربية "محيط" لتستفسر منه ، إلا أن إجابته اتسمت بالغموض متهما الدولة بزرع الكراهية بين أطياف الشعب. وأشار رئيس منتدى المشاركة الوطنية، إلي أنه يؤيد نص المادة الثانية الحالي وهو "مبادئ الشريعة الإسلامية"، وذلك بعد أن اتسمت المحاضرة بالشد والجذب بينه وبين الحاضرين لما ألقاه من اتهامات للدولة والإعلام في محاولة اقصاء المسيحيين وتشويه صورتهم ، فيما رد عليه أحد الحاضرين أن ذلك يعاني منه المسلمون أيضا. وردا منه علي تساؤل حول المتسبب الفعلي في إحداث فجوة طائفية بين المسلمين والمسيحيين ، أشار إلي أن نظام السادات هو من زرع تلك الطائفية في الشارع المصري منذ خطابه التحريضي الذي بثه في احدي خطبه ،تاركا ورائه موروثا حضاريا، علاوة علي تعمد الدولة المصرية استبعاد المسيحيين من شتي المناصب الإدارية ومن المشاركة المجتمعية، وهذا ما قوبل بالرفض من الحاضرين لوجود نماذج فعلية تولت مناصب قيادية ومازالت. مواد متعلقة: 1. في أول حديث له..«تواضروس»: سنستكمل مسيرة البابا شنودة 2. "عبدالنور" يكشف العلاقة بين "الأنبا تواضروس والأنبا باخوميوس" 3. «البابا تواضروس» يكشف كواليس الانتخابات.. ويوضح موقفه من «الدستور» - فيديو