رحل الرئيس العراقي السابق صدام حسين ، ومازال الصندوق الأسود الخاص به ، يكشف لنا يوما بعد يوم عن المزيد الأسرار الدفينة بداخله والمتعلقة بفترة حكمه . وأخر تلك الألغاز مقتل المهندس البريطاني من اصل عراقي سعد الحلي الذي لقي مصرعه في ظروف غامضة هو وزوجته وحماته ، بالقرب من بحيرة "أنيسي" الواقعة في جبال الألب بالقرب من فرنسا في 5 سبتمبر/ايلول 2012.
واكتشفت الأجهزة الأمنية الألمانية أخيرا أن القتيل كان قادراً على التصرف برقم حساب تراكمت عليه أموال يعتقد بأن نظام صدام حسين البائد قد خزنها فيه، وهذا قد يفسر السبب الذي جعل من الحلي مطلوباً وأدى إلى قتله مع كامل أفراد عائلته تقريباً.
وراقب عملاء جهاز الاستخبارات الألماني "بي إن دي" تدفق الأموال بين العراق وأوروبا لأعوام طويلة، كما ذكرت "الجارديان" البريطانية؛ وعلمت أن صدام وضع في أحد المصارف السويسرية 840 ألف جنيه إسترليني، وهو المبلغ نفسه الذي كان يحق لكاظم الحلي، والد القتيل سعد الحلي، التصرف به.
وبدورها ، قالت صحيفة "ميل أون صندي" البريطانية إن الرئيس العراقي السابق أودع المبلغ بحساب مصرفي سويسري باسم كاظم الحلي، والد سعد، والذي كان مقرباً من حزب البعث وفرّ من العراق إلى بريطانيا مع عائلته أواخر سبعينيات القرن الماضي بعد خلاف مع صدام حسين، مع أن رواية أخرى زعمت بأنه جاء إلى بريطانيا بمهمة إدارة الحسابات المصرفية السرية لصدام حسين.
وأضافت الصحيفة أن هناك توتر نشب بين سعد وشقيقه زيد تفجر بشأن الإرث الذي تركه والدهما والبالغ عدة ملايين من الجنيهات الإسترلينية اثر وفاته العام الماضي، غير أن الأخير نفى وجود أي عداء من هذا القبيل.
وأشارت الصحيفة إلى أن سعد، وقبل فترة قصيرة من مقتله، تبين أنه حصل على أمر قضائي يمنع شقيقه زيد من الحصول على نصيبه من وصية والدهما إلى أن يتم حل خلافات غير معروفة بينهما.
وكتبت وكالة الأنباء التشيكية أن القتيل كان قد منع شقيقه زيد من التصرف بالأموال، مما أدى لنشوب نزاع مرير بينهما، إلا أن زيد نفى هذا الأمر وزعم انه مصدوم من عملية القتل.
مذبحة مروعة
ويذكر أن المذبحة المروعة التي راح ضحيتها حلي وأسرتة ، وقعت في جزيرة أنيسي ، التي تبعد عن المصرف الذي كان به الأموال بجنيف حوالي ساعة واحدة فقط بالسيارة من الجزيرة، حيث وقعت الجريمة في الخامس من سبتمبر، وذهب ضحيتها سعد 50 عاماً، وزوجته إقبال 47 عاماً وحماته سهيلة اللافي 74 عاماً، ودراج صادف مروره في المكان على ما يبدو.
ولم ينج من هذه الجريمة سوى ابنتي الحلي الصغيرتين، إحداهما في السابعة وقد تعرضت لجروح خطرة، والثانية تبلغ الرابعة اختبأت لمدة ثماني ساعات تحت جسد والدتها.
مواد متعلقة: 1. "الصندوق الأسود" لصدام حسين يطارد العالم بعد رحيله 2. «صدام حسين» ينضم إلى كتائب الجيش السوري الحر 3. ابنة طيار «صدام حسين».. امرأة العام في بريطانيا