* وليد يوسف: الراحل تنباً بوصول الإخوان للحكم وتقسيم السودان * كان ترتيبه ال11 في تصنيف الكونجرس لأكثر 100 عقلية أفادوا البشرية
* لم يتصل بالجن..وأشفى المرضى بالإيحاء
* لويس جريس: ساعدني في الزواج من سناء جميل
كتبت - سميرة سليمان
"قيمة الإنسان هي ما يضيفه إلى الحياة بين ميلاده وموته" مقولة للعالم الدكتور مصطفى محمود الذي تمر اليوم ذكرى وفاته الثالثة، وهو الشعار التي اتخذه نبراساً طوال حياته، فبالفعل أضاف الراحل الكثير إلى الحياة، واليوم نتذكر الراحل على لسان محبيه وأصدقائه.
السيناريست والصحفي وليد يوسف الذي يعكف على دراسة شخصية العالم الراحل منذ ثمانية أشهر لكتابة مسلسل يتناول سيرة حياته، ويكشف أسراراً يجهلها الكثيرون، كشف في تصريحات خاصة ل"محيط" أن الراحل تنبأ بوصول الإخوان إلى سدة الحكم في مصر عبر كتاباته، ففي كتابه "زيارة للجنة والنار"، و"الطريق إلى جهنم" تحدث عن تقسيم السودان إلى شمال وجنوب، وكذلك عن تقسيم سوريا إلى دويلات، وأن مصر سيحكمها الإخوان بمساعدة أمريكا وإسرائيل، وهي الصفقة التي سيكون ثمنها توطين الفلسطينيين في أرض سيناء. كان ذلك بناء على قراءاته ودراسته لما جاء في كتاب "بروتوكولات حكماء صهيون" فقد أدرك أنها خطة منذ زمن بعيد، لتحقيق حلم إسرائيل الأساسي في تكوين دولتهم من النيل إلى الفرات، وتنبأ كذلك بسيطرة الموالين لإسرائيل على الجنوب السوداني لأن الموساد الإسرائيلي يعمل في هذه المنطقة منذ زمن، للحصول على المياه اللازمة لإسرائيل والتي لا يستطيعون الحصول عليها من مصر.
وأكد يوسف أن ما دفعه للكتابة عن الراحل هو الظلم الذي تعرض له، فلم يحظ بالمكانة اللائقة رغم تعدد مواهبه فهو الطبيب الفيلسوف الصحفي الأديب المفكر العالم الإسلامي، بالإضافة إلى معرفته بكافة أنواع العلوم فهو موسوعة متحركة، وقد وجد دراسة في مكتبة الكونجرس الأمريكي بعنوان "100 عقلية أفادوا البشرية" واحتل مصطفى محمود المرتبة ال11.
ويرى الصحفي والكاتب وليد يوسف أن الراحل كان من المستشارين المقربين من الرئيس السادات، وعلى الرغم من ذلك فقد رفض مناصب عديدة منها وزارة الأوقاف، ورئاسة مؤسسة دار الهلال، أما في عهد عبدالناصر فقدت ظُلم وتعرض للاعتقال بسبب كتابه "الله والإنسان"، ومنع حينها من الكتابة.
يبرز يوسف أن الراحل كان نابغاً منذ سنواته الأولى، فقد اعترض على شيخه في الكُتاب لأنه يقوم بتحفيظه دون فهم، وكان وهو لا يزال في سن الثانية عشر يريد تأسيس معملا ببيته.
ونفى السيناريست وليد يوسف أن يكون الراحل قد ألحد، قائلاً أن الإلحاد كفر وإنكار لله، وهذا ما لم يفعله مصطفى محمود لكنه رفض فكرة الدين بالوراثة، وأصر على أن يتعرف إلى الله بنفسه حتى يصل للإيمان الحق وليمكنه حينذاك من الدفاع عن وجود الله ضد من ينكر وجوده، ورغم غروره بعقله كثيراً إلا أنه لم ينقطع عن أداء الصلاة يوماً، لذلك وصفه كامل الشناوي بأنه "ملحد على سجادة الصلاة".
يؤكد يوسف أن المسلسل سيكشف الكثير من الأسرار التي رفض الإفصاح عنها، واكتفى بذكر عناوينها مثل لماذا تم تحديد إقامة مصطفى محمود لمدة آخر 14 سنة في حياته، وعلاقته بالرئيس مبارك وهل طلب منه على يد مستشاره أسامة الباز أن يتوقف عن كتابة مقالاته في الأهرام، حرصاُ على حياته؟.
لفت يوسف إلى أنه جمع مادته من أسرة الراحل، وأصدقائه المقربون من أمثال المخرج جلال الشرقاوي جار الراحل، والذي أخرج له أعمالا مسرحية، وكذلك لوتس عبدالكريم، لويس جريس، إبراهيم عكاشة مخرج برنامج "العلم والإيمان"، الفنان عزت العلاليلي الذي تمتع بصداقة الراحل منذ الخمسينيات. كذلك يبرز المسلسل كما يقول كاتبه علاقة الراحل بالفنانين ودوره في حجاب شادية ومديحة كامل، بالإضافة إلى علاقته بالأدباء والصحفيين.
وعن أبرز الافتراءات التي تعرض لها الراحل، وبالبحث تبين عدم صحتها، قال يوسف عُرف عنه أنه "زير نساء" وهو أمر غير حقيقي، كما أنه لم يكن يشرب الخمر فقد كان مريضاً بالرئة.
حول علاقته بالجن الذي تحدث عن البعض، يقول يوسف أنه ثبت بالبحث أن أغلب من حوله فضلاً عن أسرته ينكر اتصاله بالجن، وإن كان ورد على لسان ابنه أدهم أنه كان يشفي بعض المرضى بالإيحاء، فقد كان الريض متهيأ نفسياً للشفاء.
الكاتب الكبير لويس جريس قال ل"محيط" أن مصر فقدت برحيل مصطفى محمود إنساناً كان وثيق الصلة بالشباب، يستمع إليهم ويحل مشكلاتهم فقد كان له باب ثابت في مجلة "صباح الخير" يتواصل به مع الشباب، كما كان يكتب في روز اليوسف "يميات نصف الليل"، وكان يحب الكتابة للدرجة التي جعلته يترك وظيفته في مستشفى العباسية للتفرغ للكتابة في روز اليوسف.
ويروي جريس عن مصطفى محمود ذهابه إلى إحسان عبدالقدوس صاحب مجلة روزاليوسف، بعدما أصدر الرئيس جمال عبدالناصر قراراً بعدم الجمع بين وظفيتين، وطلب من عبدالقدوس أن يرفع أجره إلى 100 جنيه بدل من 60 حتى يترك وظيفة حكيمباشي في مستشفى العباسية للصدر وهي الوظيفة التي يتقاضى منها 40 جنيه، حتى يستطيع التفرغ لروزاليوسف، وبالفعل وافق إحسان، الأمر الذي يدل كما يقول جريس على قناعة العالم الراحل الذي كان بمقدروه ان يطلب أجراً أكبر من ذلك.
ولفت جريس إلى أن علاقة مصطفى محمود كانت متوترة بعبدالناصر، الذي أمر بمصادرة كتابه "الله والإنسان" حين ثار ضده مشايخ الأزهر ومنعه من الكتابة في روزاليوسف، مؤكداً ان عبدالناصر لم يكن يعرف سوى محمد حسنين هيكل فقط من الكتاب، لذلك لم تنشأ بينه وبين مصطفى محمود أية علاقة.
ويدين لويس جريس للراحل بنصائحه المخلصة، فلا ينس أنه من شجعه على أن يحسم أمره ويتزوج بالفنانة سناء جميل بعد علاقة شابها المد والجزر، مؤكداً أنه كان صديقاً وفياً لأصدقائه، أكثر ما كان يفرحه هو سماع الموسيقى فقد كان عازفاً للعود في صباه، وهو الأمر الذي دفع الموسيقار عبدالوهاب لاستضافته في منزله لمدة 8 شهور للاستفادة منه والتواصل معه باستمرار.
أما عن أكثر ما كان يسبب الألم والحزن للعالم الكبير الراحل فيقول صديقه لويس جريس هو أي شئ يسئ إلى الإنسانية أو يضرها، مثل القنبلة الذرية أو الاختراعات المميتة القاتلة، فقد كان إنساناً بمعنى الكلمة صادقاً في كل ما يفعل فقد أقام مشروعه وهو مسجد مصطفى محمود لخدمة الإنسان المصري وتوفير العلاج له بثمن زهيد، لذلك في ذكراه أفتقد فيه الإنسان الناصح والصديق المخلص بلا غرض. مواد متعلقة: 1. ما الذي قاله د. مصطفى محمود .. وأزعج إسرائيل ؟ 2. إبحار بين أشهر مؤلفات المفكر الراحل مصطفى محمود 3. جمال عبدالناصر يقدم مصطفى محمود إلى المحاكمة