القاهرة : في ختام اجتماع غير عادي لوزراء الخارجية العرب في القاهرة ، دعت الجامعة العربية الاممالمتحدة والدول المعنية إلى الافراج عن "الأموال والاصول" العائدة إلى ليبيا، فيما ذكرت تقارير اخبارية أن العقيد القذافي على إستعداد لبحث نقل السلطة. وأورد البيان الذي صدر في وقت متأخر امس السبت أن الوزراء "دعوا مجلس الأمن والدول المعنية لتحمل مسؤولياتها في هذه الظروف الحرجة التي يمر بها الشعب الليبي برفع قرار الحظر عن الاموال والاصول العائدة للدولة الليبية بصفة دورية لتأمين الشعب الليبي". كذلك، دعا الوزراء "الاممالمتحدة لتمكين المجلس الوطني الانتقالي" الذي يشكل الهيئة السياسية للثوار الليبيين "من شغل مقعد ليبيا في الاممالمتحدة ومنظماتها". وقد عقد وزراء خارجية الدول ال22 الأعضاء في الجامعة العربية هذا الاجتماع غير العادي لبحث الموقف في سوريا وليبيا. وترأس رئيس المجلس التنفيذي في المجلس الوطني الانتقالي الليبي محمود جبريل الوفد الليبي إلى هذا الاجتماع. وطلب جبريل من وزراء الخارجية "مساعدة ليبيا فى المرحلة الراهنة من خلال الإسراع بتقديم الدعم المالي والانساني والإفراج عن الأموال الليبية المجمدة حتى يتمكن المجلس من تقديم الخدمات اللازمة للشعب الليبي"، موضحا أن "شرعية المجلس في المرحلة الراهنة تستمد من مدى وفائه بمستلزمات الشعب الليبي". ووضع علم الاستقلال الليبي الذي اعتمده المجلس الوطني الانتقالي داخل القاعة التي اجتمع فيها الوزراء. وكانت الجامعة العربية قررت في 22 فبراير/شباط الماضي تعليق مشاركة ليبيا في اجتماعاتها على خلفية النزاع في هذا البلد. لكن الأمين العام للجامعة أعلن الخميس أن المجلس الوطني الانتقالي سيمثل ليبيا داخل الجامعة العربية. وحول مكان وجود العقيد الليبي ، قال موسى ابراهيم الناطق باسم حكومة العقيد الليبي معمر القذافي ان القذافي أكد استعداده لبحث نقل السلطة في ليبيا مع الثوار الذي أعلنوا سيطرتهم على العاصمة الليبية. وقال ابراهيم في اتصال هاتفي مع وكالة " أسشتد برس" من مكان مجهول اليوم الاحد ان القذافي مستعد لبحث موضوع تشكيل "حكومة مؤقتة" مع الثوار. وأضاف ابراهيم ان القذافي كلف نجله الثالث الساعدي بإجراء مفاوضات مع الثوار. وأوضح ابراهيم للوكالة انه موجود في طرابلس، قائلا انه لا يعرف مكان وجود القذافي. لكنه اكد ان العقيد الليبي مازال موجودا في الأراضي الليبية وفي هذا السياق قال متحدث بارز بالمجلس لهيئة الاذاعة البريطانية "بي بي سي" إنه من غير المعتقد أن القذافي في مسقط رأسه بمدينة سرت. وأَضاف المتحدث إن من المحتمل أن تكون زوجة القذافي وابنته وحلفاء له قد فروا إلى الجزائر في موكب من سيارات مدرعة، وهو ما نفته الحكومة الجزائرية. وقال مصطفى عبد الجليل رئيس المجلس الانتقالي إنه " لا توجد أي معلومات حقيقية عن تواجد معمر القذافي وابنائه حتى هذه اللحظة". وأضاف عبد الجليل أن قادة المجلس الانتقالي ما زالوا يتفاوضون مع الموالين للقذافي في محاولة لاقناعهم بتسليم السيطرة على مدينة سرت الساحلية مسقط رأس القذافي. العثور على جثث وبعد اسبوع من سقوط طرابلس في ايدي المعارضة ، عثر الثوار الليبيون على أكثر من 50 جثة متفحمة، خلال إقتحامهم قاعدة عسكرية تابعة للواء 32 التي يقودها خميس، نجل العقيد معمر القذافي، إضافة الى عشرات الجثث الأخرى، عدد منها مكبل الأيدي، في محيط باب العزيزية. وقال مصدر مسؤول من "ثوار طرابلس" ليونايتد برس إنترناشونال إن "الجثث التي عثر عليها بمعسكر خميس، تُركت بعد إعدام أصحابها وحرقهم قبل أن تفر كتائب القذافي من قاعدة اللواء 32 الواقعة بمنطقة صلاح الدين جنوبطرابلس، والتي تعد الثانية من ناحية القوة بعد ثكنة باب العزيزية". وأوضح المصدر أن "الجثث رُميت بالرصاص الحي ثم أحرقت بالنار بعد سكب البنزين عليها في محاولة لإخفاء معالم أصحابها". وأشار إلى أن "البحث جارٍ للتحقّق من أصحاب هذه الجثث وتوضيح الجريمة البشعة بحق أناس رفضوا المشاركة في قتال الليبيين". وقال المصدر إن "نتائج التحقيقات التي سيتم التوصل إليها، ستنشر لتوضيح حقيقية وطبيعة النظام المنهار، ولكشف إدعاءاته التي كان يروج لها حول حماية المدنيين". وبدأت تتكشف الجرائم التي ارتكبتها كتائب القذافي بحق المئات من الليبيين، من خلال الكشف العثور على جثث ملقية في أماكن متباعدة بعد إعدام أصحابها. وفي هذا السياق ، شرع سكان طرابلس في مهمة صعبة لدفن موتاهم في مقابر جماعية السبت مع ظهور أدلة على أعمال قتل جماعي اثناء معركة السيطرة على العاصمة الليبية. وخيم مزيج من رائحة الجثث المتحللة والقمامة المحترقة على المدينة التي تواجه كارثة انسانية محتملة بسبب انهيار امدادات المياه والكهرباء ونقص الأدوية وغياب حكومة فعالة. الوصول الى سرت وتعهد المعارضون الذين يسيطرون الان على معظم طرابلس بالسيطرة على بلدة سرت مسقط رأس القذافي بالقوة إذا فشلت المفاوضات مع الموالين للعقيد الليبي في واحد من معاقلهم الأخيرة. وأكد الصحفي الليبي فرج المغربي، أن الثوار نجحوا في السيطرة بشكل كامل على منطقة "بن جواد"، التي تقع الى الغرب من منطقة "رأس لانوف، مشيرا الى أن فلول كتائب القذافي تراجعت الى مدينة "سرت"، مسقط رأس القذافي. وأوضح المغربي خلال اتصال مع قناة "الجزيرة" أن سيطرة الثوار على "بن جواد"، ليس الأولى، مشيرا الى أن مدينة "بن جواد"، هي أحد المدن التي رفعت علم الاستقلال منذ سيطرة الثوار عليها أول مرة. ولفت الصحفي الذي تحدث من المدينة الى أن الثوار استفادوا بشكل كبير من أخطائهم في الماضي من السيطرة على بعض المدن والتراجع تحت وطئة الهجوم المضاد لكتائب القذافي، منوها الى أن الثوار أصبحوا ينتهجون تكتيكا مغاير من خلال تحصين كل بلدة ينجحوا في السيطرة عليها. وكشف المغربي الى أن الطريق أمام الثوار ممهد الى مدينة "سرت"، الليبية مسقط رأس القذافي إلا أنهم في انتظار المفاوضات بين المجلس الوطني الليبي ووجهاء مدينة "سرت"، للدخول الى المدنية دون قتال، مشددا على أن الثوار لديهم عزيمة لإنهاء السيطرة على كل ليبيا . وفي غربي البلاد، تمكنت قوات المجلس الانتقالي من السيطرة على قرية كانت قوات القذافي تستخدمها لمحاصرة مدينة زوارة الساحلية. ودخلت القوات قرية الجميل في جنوب زوارة والتي هجرها معظم سكانها، وقال رئيس المجلس العسكري في زوارة عبد العزيز "لم تقع أي معارك أو مفاوضاتلقد سلمت ألقت قوات القذافي سلاجها ولاذت بالفرار". واندلعت معارك عنيفة في محيط مدينة زوارة التي تقع على بعد 90 كيلومترا غربي طرابلس ما أدى إلى استمرار إغلاق الطريق الساحلي الذي يصل بين تونسوطرابلس نقص الوقود والمياه من جهة أخرى قال المجلس الوطني الانتقالي إن امدادات الوقود والمياه ستعود إلى طرابلس الأحد عقب سيطرتهم على العاصمة، وتحدث المجلس عن خاوف من أن تكون قوات العقيد القذافي قد سممت شبكة مياه طرابلس. وتعهد المجلس الانتقالي بمواجهة النقص في الإمدادات الأساسية في البلاد من حصص الوقود والمياه والأدوية فيما أفادت تقارير بالعثور على 50 جثة متفحمة جنوب العاصمة طرابلس. ودعا محمود شمام المتحدث الاعلامي باسم المجلس سكان طرابلس بألا يتوقعوا حدوث ما وصفه ب"المعجزة" وذلك نظرا بعد تحقيق انتصار على قوات العقيد القذافي.